الملاك الطائر.. شابة كردية توزع هدايا اعياد الميلاد وسط دمار الموصل

تتجول بين اطلال المدينة لتنشر البهجة على وجوه اطفالها

السليمانية – الصباح الجديد- عباس اركوازي

ترتدي الشابة شيماء العباسي ملابس بابا نوئيل وتقوم اثناء تجولها بدراجتها وسط الدمار والاطلال التي خلفتها الحرب بمحافظة الموصل بتوزيع الهدايا لتُدخل الفرحة على قلوب الأطفال عبر توزيع بعض الهدايا عليهم لتسعدهم مع اقتراب عيد الميلاد.

وتحدثت الصباح الجديد مع الناشطة الشابة شيماء العباسي، وهي مسلمة كردية، قائلة ارتدي ملابس بابا نوئيل واركب دراجتي لامر بها وسط مبان بعضها مدمر، وبعضها الاخر لحقت به أضرار جسيمة، واتجول في اروقة مدينة الموصل القديمة، والتقى باهلها حيث يتجمع الاطفال من حولي فرحين بما ينوبهم من هدايا تدخل الفرحة في قلوبهم كما نغني معاً، وتتابع حتى بات بعض الأطفال يسمونني “ماما نويل”.

ولاقى النشاط الفريد الذي قامت به الشابة شيماء استحساناً لدى سكان المدينة الذين وصفوها بالملاك الطائر، اضافة الى انه شغل مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام العراقية والاجنبية.

وقالت شيماء، ان الأطفال ينبغي ان لايقحموا بالصراعات المشاكل السياسية وهم بحاجة الى العطف والحنان والرعاية لازالة اثار، ما سببه داعش من الحروب والأزمات والضغوطات التي كانت عليهم أثرت نفسيا عليهم.

وأوضحت انني تجرعت ذات المرارة والالم الذي يواجهه اطفال المدينة، ولكنني احاول ان اتماسك واحافظ على معنوياتي وانا اتجول وسط ازقة وشوارع المدينة المدمرة، وفيما يتعلق بما تقوله للأطفال في الفعاليات التي تنظمها لهم وتوزع فيها الهدايا، قالت ” انا احاول ان انمي لديهم الوعي الصحي والحفاظ على انفسهم وعوائلهم من الاصابة بفايروس كورونا، وبعدها نقوم ببعض الالعاب والفعاليات الجميلة.

هذا واقام المسيحيون في محافظات اقليم كردستان العديد من النشاطات والفعاليات الدينية بمناسبة حلول اعياد ميلاد المسيح وراس السنة الميلادية، وقال الاب القس ايمن عزيز المشرف على كنيسة مار يوسف بمحافظة السليمانية ان المسيحيين يعيشون في محافظات الاقليم في ظل اجواء من الامن والاستقرار وهم موجودون منذ مئات السنين ولم يشعروا لحد الان بوجود تفرقة وتمييز بينهم وبين المكونات الدينية الاخرى.

واضاف للصباح الجديد، التي التقته خلال مراسيم اقيمت في كنيسة مار يوسف، نحن بامس الحاجة في العراق الى التكاتف والتعاون لانهاء العنف والتشدد ومنع تكرار الارهاب والجماعات المتعصبة.

واوضح ان الفعاليات هذا العام اتسمت بالحيطة والحذر نظرا لتفشي فايروس كورونا، معرباً عن امله في، ان يكون العام الجديد افضل للعراق واقليم كردستان وان ينعم فيه العراقيين بالامن والاستقرار.    

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة