بغداد – سمير خليل:
في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي كانت حركة الانتاج السينمائي غزيرة في الوطن العربي وخاصة في مصر التي انتجت عددا كبيرا من الأفلام طوال هذين العقدين.
هذا الانتاج الوفير مع قاعدة سينمائية راسخة توافر معها عدد كبير من نجوم السينما يتنافسون فيما بينهم لعرض ـفلام متنوعة ما بين الكوميديا والتراجيديا والريفية والسياحية والرومانسية.
من هؤلاء النجوم تميز شاب صغير قصير، لكنه كان يمتلك خفة ومهارة تمثيلية بالإضافة لعفويته خلال التمثيل، فأصبح من نجوم الشاشة الفضية، ولأنه كان ملح الافلام الشبابية الخفيفة المغلفة بالكوميديا، إذ كان يلعب دائما دور الفتى المشاكس فأطلق عليه لقب ” الولد الشقي”، ذلك النجم هو حسن يوسف الذي رحل عنا قبل أيام بعمر التسعين عاما.
وحسن يوسف (1934 – 2024م) هو مُمثل مصري، مثّل وأخرج العديد من الأفلام، اشتهر في الستينيات من القرن العشرين بأدوار “الولد الشقي“.
ولد بحي السيدة زينب في القاهرة، تزوج في بداية حياته الأسرية الفنانة لبلبة في عام 1964 واستمر زواجهما 8 سنوات وانفصلا عام 1972، ثم تزوج الفنانة شمس البارودي في نفس العام إلى وفاته واستمر زواجهما حتى وفاته.
اتجه حسن يوسف للإخراج في سبعينيات القرن العشرين حيث أخرج عدة أفلام ومثّل في بعضها وشاركت في بطولة معظمها زوجته شمس البارودي. ومن تلك الأفلام ما اعترضت عليها رقابة المصنفات الفنية، مثل فيلم “الجبان والحب”، كما قدم عدة أعمال تليفزيونية ومسرحية أشهرها دوره في مسلسل “ليالي الحلمية” ودوره في مسلسل “إمام الدعاة” عن قصة حياة الشيخ محمد متولي الشعراوي. وفي كانون الثاني من العام الحالي أكد اعتزال التمثيل نتيجة وفاة ابنه غرقاً في العام الماضي.
مع وفاة الفنان حسن يوسف عن عمر يناهز 90 عاما، انتشر مقطع فيديو له يروي فيه معرفته وبداية تعاونه مع الزعيم عادل إمام ليقدما بعدها باقة من الأعمال الفنية الناجحة.
وقال الفنان الراحل حسن يوسف خلال برنامج “كلام الناس”، على قناة “إم بي سي مصر” قبل عامين، إنه في فترة ما كان قد قدم عددا كبيرا من الأفلام مع الفنان الراحل محمد عوض، ولدى الاستعداد لتحضير فيلم “أفراح” طلب منه المخرج أحمد بدرخان أن يقترح عليه اسم أحد الفنانين الجدد ليقوم بدور صديقه ضمن أحداث الفيلم، فاقترح عليه اسم الممثل “عادل إمام“.
وقال يوسف في لقائه: “قلت لبدرخان هناك ممثل جديد خفيف الظل اسمه عادل إمام، وأنا متنبئ له بمستقبل باهر في عالم الكوميديا”.
“لم يفرقهما سوى الموت”، هكذا هو عنوان قصة حب الفنانة المعتزلة شمس البارودى والفنان الكبير حسن يوسف الذي رحل كما تمنى وتمنت حبيبته شمس إلى جوارها وفى حضنها، بعد أن عاشا حياة أسرية يملؤها الحب والود المتبادل، تجاوزا خلالها كل الصعاب والمحن التي مرت عليهما ولكن لم يستطع قلب الحبيب أن يتحمل صدمة فراق ورحيل عبدالله أصغر أبنائهما، في تموز من العام الماضي، ورغم أحزان شمس البارودى وصدمتها إلا أنها حاولت التخفيف عن أسرتها وخاصة زوجها الفنان الكبير الذى اعتزل الفن وتفرغ لأسرته وعباداته، وحاولت الزوجة التخفيف عنه بتجميع أبنائهما واخوته ليخرج الزوج من أحزانه.
وعندما ساءت صحته في أيامه الأخيرة رفض ورفضت زوجته أن يفارقها ولو للحظات، فسخرت كل دقيقة من وقتها لرعايته وحولت غرفته إلى غرفة رعاية مركزة تسهر فيها إلى جواره، تمسك بالمصحف وتقرأ وتدعو الله أن يطيل في عمره، حتى أتى أمر الله، وهو في حضنها وإلى جوارها كما تمنى وتمنت، قائلة :” لا أحب أن يبعد عني لحظة”.
قدم حسن يوسف أكثر من مائة وعشرين فيلما كممثل أهمها: ” شفيقة القبطية” و” الباب المفتوح” و” في بيتنا رجل” و” زقاق المدق” و” الخطايا” و”أنا حرة” و”خان الخليلي” ، بالإضافة لإخراجه تسعة أفلام وإنتاج ثمانية، كما شارك في 32 مسلسلا تلفازيا منها : “زينب والعرش” و” محمد رسول الله” و” إمام الدعاة” و”ليالي الحلمية”.وشارك في أربع مسرحيات أهمها” قصة الحي الغربي”.