سلام مكي
عبارة نسمعها هذه الأيام بكثرة، خصوصا من سياسيين يدّعون أنهم يمثلون مكونا من مكونات الشعب العراقي. فلو تم إقصاء ممثل المكون من منصبه لأي سبب من الأسباب، أو تم اتهامه بالفساد مثلا، سوف ينتفض الحزب الذي قام بترشيحه للمنصب، وسوف يعلن للملأ أن الغاية هي استهداف المكون وليس صاحب المنصب! الحزب الذي يستحوذ على منصب أو منصبين، يرى أن تلك المناصب حق سياسي للمكون الذي يمثله، ولا يمكن لأي جهة أن تنازعه ذلك الحق، حتى لو كانت من نفس المكون الذي ينتمي إليه، لأن الانتخابات التي حصل بموجبها على أكبر عدد من المقاعد، هي من أعطته الحق لتمثيل مكونه، بالتالي، فإن الحزب أو الجهة السياسية التي حصلت على عدد أقل من المقاعد، ومن نفس المكون، لا يحق لها سوى تمثيل نفسها!
كل هذا أصبح عرفا سياسيا، درجت الكتل السياسية على اتباعه منذ سقوط النظام السابق ولغاية اليوم، وأصبح واقعا لا يمكن تغييره بسهولة، لكن المشكلة، هي أن حق المكون هذا، لا يذهب الى جمهور المكون، بل الى الحزب الذي يعلن نفسه ممثلا عن المكون! وإلا فانتماء المسؤول الذي يتبوأ منصبا معينا، لا يهم الناس، مادام يقدم الخدمات لهم، فلو جيء بمسؤول من مكون معين ليترأس دائرة خارج محافظته ومكونه الآخر، واستطاع أن يدفع بعجلة البناء نحو الأمام، ولا توجد عليه أي مؤشرات فساد، بدون المرور بمقاسات التوافق السياسي والحزبي، سوف لن يلق قبولا، وسوف يتعرض للكثير من الضغوط، لكي يستقيل أو يلبي رغبات الأحزاب والكتل السياسية. بل سوف يقال أنه غصب حق المكون! رغم أن حق المكون يعين توفير تعليم وصحة وخدمات وأمن، وبناء مستشفيات ومراكز تعليمية ومدارس، حق المكون يعني العيش الكريم، حق المكون يعني حصوله على أمواله من النفط والموارد الأخرى، حق المكون يعني إعطاء كل ذي حق حقه، دون سرقة أو اختلاس. لكن يبدو أن حق المكون وفقا لما تؤمن به الأحزاب هو تولي المناصب السياسية والإدارية، بصرف النظر عن مدى تقديم الخدمات وتوفير فرص العيش الكريمة لأبناء المكون.