خواطر عيدية

في طفولتنا وصبانا كنا نتحدث ببهجة عن العيد ونمارس طقوسه ، ومع مرور الزمن و(زيادة بهجتنا) اصبحت ايامنا رتيبة واصبح العيد كأي يوم  جمعة بائس نقبع في البيت، وقد نتذكر بعض احداث الماضي بعد أن الغينا الحاضر وبتنا (نلوك الذكريات)، وأنا غير بائس من هذه الحالة فهي طبيعية في بلد فقد هويته وتنميته وكهرباءه واصبحنا نتابع اخبار احتفالات الاعياد من خلال أصوات الانفجارات والاحداث المفجعة التي تطورت بشكل بدائي أعادنا الى عصور ما قبل التأريخ وبحث الجموع البشرية عن مكان تلجأ اليه بحثا عن العيش والكلأ.

لا اريد ان أكون متشائماً وأنهي صفحتي بالشكوى والالم فذلك شعور كل مواطن سواء بالخوف على حياته واهله من قبل الطبقات الفقيرة والمتوسطة ، أو على ثرواته وامتيازاته من قبل الشرائح الثرية برغم ان ارصدتها واملاكها مضمونة في الخارج ، ويطلون علينا عبر الفضائيات ونعرف مكان أعيادهم الدائمة من خلال صورة البلد الذي لجأوا اليه من الحر  وانعدام الامن…أما الملايين الذين  يبحثون عن لقمة العيش ونسمة باردة تؤكد وجود الكهرباء كل بضع دقائق وغيابه الى المجهول طيلة اليوم فلها الله وتطمينات المسؤولين على روعة المستقبل الذي سيعيشه أحفادنا من بعدنا!

لا أريد اشاعة الالم في ايام من المفروض ان تكون مفرحة ولكني أتذكر وانا في الصف الاول الابتدائي ان المعلم طلب منا ان نجمع بعض (الفلوس) لاخواننا اللاجئين الفلسطينيين الذين وصل البعض منهم الى العراق..وقد تألمنا على أوضاعهم وحمدنا الله معهم على وجود (وطن عربي) يستوعبهم وعاش الكثير منهم في الشتات الخارجي واصبح عددهم اكثر من الذين بقوا في بلدهم كمواطنين من الدرجة الاولى،ولكن الحالة الجديدة (جديدة) فالمهجرون عندنا يتحولون الى لاجئي الداخل وتنصب لهم الخيم في عراء أرض الوطن ويحصلون على الطعام من المواطنين الشرفاء ولكن السؤال : الى متى ونحن لا نعرف المصير الذي يواجههم وغيرهم من الجدد كما تشير التطورات الى ذلك! والمهم ان الكثير ممن هم في السلطة فعلا او الذين  يضعون قدماً هنا وقدماً هناك وهم مع الرابح أخيراً مع انني لا اتوقع رابحاً سوى اسرائيل التي صدرت الازمة الى الخارج وبات العرب وغيرهم يتقاتلون بينهم وبأساليب بشعة ومخصصة لعباد الله ليضربوا في الارض من جديد واسرائيل تنفذ مخططها بنجاح (أولمبي) كبير!

الحديث ذو شجون وما يحدث الان يعيد للذاكرة تيمورلنك وهولاكو وبأساليب متطورة في كيفية تصفية الاهل والمواطنين ، ولا ندري الى أين نحن سائرون، وقد سألني جاري ونحن ننتظر في الشارع مجيء الماء في الساعة الثانية بعد منتصف الليل.

 

أمير الحلو

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة