مرحباً بكم في الصباح الجديد

قبل أن تشرع حتى في عددها الأول، كانت الصباح الجديد، في قلوب من فتحوا لها نافدةَ حيال العالم، تضع في نظرها النقطتين التاليتين:

كاتبات وكتّاب “الصباح الجديد” الأعزاء

هيئة تحرير “الصباح الجديد

 

5 تعليقات

  1. avatar
    المهندس زيد شحاثة
    يناير 7, 2018 في 8:19 ص

    حتى لا تموت البذور
    المهندس زيد شحاثة
    رغم تركي لمتابعة الرياضة, منذ فترة طويلة, خصوصا مع إنشغالات البيت والأولاد ومتطلباتهما, ومتطلبات الحياة ومسؤولياتها, لكن هذا لم يمنع متابعة, بعض المباريات أو جزء منها, وخصوصا مباريات المنتخب الوطني.
    لازلت أفرح بفوزنا, وأحزن لخسارتنا, ولكن ليس بإنفعالاتي وحماستي سابقا.. وهذا طبيعي بحكم تقدم العمر وإزدياد التجارب, وإختلاف المقاييس تبعا لذلك.
    كنت وولدي نتابع مباراة منتخبنا مع فريق الإمارات ,في بطولة الخليج الأخيرة, والتي خسرنا مباراتها شبه النهائية.. هو كان متوترا جدا ومنفعلا, ويقفز هنا وهناك, ويكاد يدخل شاشة التلفاز إقترابا, وقضم كل أظافره, أو ما تبقى منها قلقا.. وجاءت أمه لتشجعه, لكنه طلب منها الصمت!
    ما إن أعلن الحكم نهاية المباراة, معلنا خسارتنا لها, حتى أجهش بالبكاء الشديد, وهو يسب ويلعن وتركني وخرج… إستغربت بادئ الأمر, وتضايقت من رد فعله العاطفي جدا.. لكني حاولت تهدئته وإفهامه أنها مجرد مباراة لكرة القدم, وأن منتخبنا لعب بشكل جيد, وقدم كل ما لديه, وأن الخصم لعب جيدا أيضا, وأن الرياضة إستمتاع قبل أن تكون فوزا.. لكنه فاجئي بجوابه!
    قال وبطريقة عفوية طفولية, فهو بالكاد أكمل الثانية عشرة من عمره.. لا يهمني, أنا لا اٌقبل أن يخسر العراق.. ولماذا يفوزون علينا! أحنا العراق ما يصير نخسر.. وصار يكرر الكلام, ويزداد نحيبه, ويلوم أمه لأنها لم تدعوا لهم بالفوز!
    كان موقفه هذا , مفاجئا بالنسبة لي.. فأين لطفل بهذا العمر أن يفهم ما هي الوطنية؟ وكيف يعرف معنى حب الوطن؟ فأنا لم أتحدث معه بهكذا مواضيع, إلا ضمنا وبطريقة غير مباشرة, أو من خلال قصص وحكايات ما قبل النوم.. هل هي الفطرة؟ أم هو طيب ماء الفرات؟!
    رغم أني سابقا, كنت أضايقه مازحا, فإن شجع الريال, كنت أشجع برشلونة, ولكن هذه المرة سكتت قليلا.. فالقضية تتعلق بالمنتخب الوطني.. وحتى للممازحة, لم أستطع أن اشجع الفريق الخصم.. ورد فعله, كان غير متوقع بالنسبة لي.
    رغم أنها رياضة وفيها الفوز والخسارة, ورغم حزني لخسارتنا, وفرحي بأداء المنتخب, فقد كان ندا قويا, لكن فرحي الأكبر, هو ما رأيته من بذرة حب وتعلق شديد بالوطن, وكل ما يتعلق به, حتى لو كان رياضة ما.
    تلك البذور, بحاجة لحماية ورعاية, من الإنحراف والتأثر بالتشوهات, والهجمات والهدم الأخلاقي والإجتماعي.. فإن لم يتم رعايتها, وتوجيهها بشكل صحيح.. ستموت.

  2. avatar
    ناصر
    يناير 2, 2018 في 5:09 م

    شكرا على هذه الجريدة

  3. avatar
    المهندس زيد شحاثة
    ديسمبر 12, 2017 في 8:41 ص

    إيران وثورتها.. هل توقف التصدير؟
    المهندس زيد شحاثة
    يتذكر من عاصر فترة الثمانينات القرن الماضي, بدايات الثورة الإسلامية في أيران, وكيف كان مفهوم تصدير الثورة, واحدا من أهم شعارات وأدبيات الثورة.
    رغم الهجمة والمضادة التي جوبه بها الشعار, كان قائد الثورة الراحل, السيد الخميني, مصرا على مفهوم ومبدأ تصدير الثورة.. وأنه أكبر من أن يكون شعارا, بل هو واجب وهدف, يجب أن تحققه الثورة, وتتحمل النهوض به أيران, بإعتبار نجاح الثورة فيها, وأممية الإسلام, ووجوب رفع المظلومية عن المستضعفين في شتى بقاع العالم, حيث يتواجد المسلمون.
    ضخامة الحملة العالمية ضد أيران, وحربها الشرسة التي مع العراق, أبان حكم صدام.. جعل تصدير الثورة صعب التحقيق, بل وصار سببا لمهاجمة ايران وثورتها الفتية, وتجربتها الإسلامية, والتشكيك في صدقية, شعار الدفاع عن المظلومين, وسوّق على أنه محاولة إيرانية لإحياء حلم الإمبراطورية الفارسية فقط!
    كل ما سبق, دفع مفكري الثورة ومنظريها, إلى إعادة صياغة هذا الهدف, من حيث الشكلية والصورة, فصار يقدم على أنه دعوة ونشر, لمفاهيم الثورة والعدالة, بالحسنى وأدوات الثقافة والإعلام الحر, وهو أسلوب ذكي وفعال, أبقى الأهداف والمفاهيم الأساسية كما هي, وتم تعديل شكلها الظاهري فقط.
    لم تكن أيران مخادعة في تحولها, فهي التزمت بهذا الأسلوب, فوصلت تأثيراتها الى أفريقيا وأمريكا اللاتينية, ناهيك عن دول الإقليم, ونجحت في بناء علاقات شبكة دولية ناجحة.. فصارت أيران لاعبا أساسيا, لا يمكن تجاهله بأي حال من الأحوال.
    سكوت السيد الخميني, وهو المبدئي العنيد, عن تغيير أسلوب تصدير الثورة, لم يكن إضطراريا, بل كان يمثل تغييرا للأليات, وذكاء وتماشيا مع متطلبات العصر, بما يحفظ الهدف والمبادئ الأساسية للفكرة.
    أثبت النجاح الباهر الذي حققته أيران, خلال الفترة الماضية, وخصوصا إتفاقها النووي مع الدول الكبرى, أن إيران صارت مدرسة في فن الدبلوماسية والقوة الناعمة, والتعامل على نار هادئة, وكيفية قلب المواقف المضادة, وتحقيق المطالب مع تقديم الأدنى من التنازلات.
    نجحت أيران في عزل السعودية عن تركيا, بل وفي إبعاد الموقف الأوربي عن أمريكا, بعد تولي ترامب للسلطة, وهو إنجاز دبلوماسي كبير, فصار رأيها يجب أن يؤخذ, في ملفات مهمة إقليمية ودولية.
    قد يرى البعض أن أيران, تتدخل في شؤون الأخرين, وأنها تراعي مصالحها القومية فقط, تجعل الأخرين يخوضون حروبها بالوكالة.. ويرى أخرون أنها تمثل عمقا إستراتيجيا لهم, وأنها تجربة إسلامية ناجحة, وفيها كثير من ملامح الديمقراطية, وهناك صحة في كل ذلك.. لكن هذا لن يغير واقع أن مكانة وتأثير وقوة أيران اليوم, تجاوز بأضعاف مكانتها خلال حكم الشاه, رغم دعم أمريكا له, وكونه رجلها المفضل, ومحاصرتها للنظام الحالي.
    رضينا نحن العرب, أم لم نفعل, فإيران بلد حضارات عظيمة, وهي بلد كبير وقوي ومؤثر, وقوة مواقفنا وتماسكنا وطريقة تعاطينا, مع كل هذه المعطيات هي التي ستحدد, نوع علاقتنا مع أيران, إن كانت تبعية, أم ندية وحسن جوار.. أم غير ذلك.

  4. avatar
    المهندس زيد شحاثة
    نوفمبر 16, 2017 في 7:46 ص

    المثقفون وأنصافهم.. وأشباههم.
    المهندس زيد شحاثة
    رغم أن مصطلح الثقافة, متعدد المعاني, وقابل للتعريف بأكثر من معنى, تبعا لمن يفسره ومقاصده.. لكنه في مفهومنا الشعبي العام, يستخدم للدلالة على العلم والمعرفة بشؤون الحياة, على مختلف إتجهاتها ومتغيراتها, بشكل مقبول, مع معرفة كاملة بتخصص أو عمل ما.
    يختلف تطبيق هذا المفهوم بين أمة وأخرى, فبعضها يطلق هذا التوصيف, على الأدباء والفنانين, فيما أمم غيرها تحصره في من يحمل الفكر والفلسفة, ويضع لمساته في حياة تلك الأمة.
    يختلف عرف ومفهوم أمتنا العربية, عن كل ما سبق, فأعرافنا حددت المثقفين بانهم, من يخرجون عن المألوف.. كأن يطيلون شعرهم, ويتكلمون بشكل غريب, ويطالبون ” بتحرر” المجتمع عن عاداته وتقاليده, ويفضل أن يكونوا من ” اللادينين”, وبهذه الصفة الأخيرة, سيصبحون من كبار المتنورين المثقفين!
    هناك من يملك شيئا من المعرفة وقليلا من الثقافة, لكنه توهم إمتلاكه كل الفكر والمعارف, رغم أنه بالكاد نصف مثقف, أو أقل.. فهو مشكلة كبيرة, فلا يقبل برأي من يعرف أكثر منه, ولا يعترف أنه لازال متعلما, وليس عالما بعد.
    هناك من لا يملك شيئا من المعرفة, وتوهم أن ما يتخيله, هو المعرفة والثقافة الكاملة, أو خدعه أحدهم, فزوق له أن الثقافة تعني, خروجا عن المألوف ومخالفة كل القيم والمعتقدات, فسرح بعيدا في هذا المجال, وخصوصا إن كانت له “شلة” تشابهه في الشكل والمضمون, فكلهم يقيّم كلهم, بأنهم الصواب المطلق, وغيرهم هو المتخلف الجاهل.. فهؤلاء أشباه مثقفون, بل هم الجهل المركب بعينه.
    الثقافة دوما تعني, المعرفة وفهم الأمور.. ولا علاقة لها بتوجهات الشخص, إسلاميا كان أو مدنيا, متدينا كان أم غير ذلك.. ومن يتصور أن الثقافة تعني شكلا وصورة, يرسمها لإنسان لنفسه, فهو أحمق.
    الثقافة علم ومعرفة, يجب أن تنعكس تصرفا وسلوكا حياتيا يوميا.

  5. avatar
    المهندس زيد شحاثة
    أكتوبر 30, 2017 في 6:18 ص

    هل نحن بحاجة لمختار العصر.. مرة أخرى؟!
    المهندس زيد شحاثة
    يتذكر من عاصر فترة السبعينيات, عندما قدم المنتخب الهولندي حينها, خطة جديدة للعب الكرة, سميت بالكرة الشاملة, وتعتمد على هجوم كل الفريق على الخصم, ودفاعه كله عن مرماه.. وكاد أن ينال كأس العالم في حينها, لولا الحظ العاثر.. وكانت تلك الخطة ممتعة جدا, ونتائجها شبه مضمونة.
    عندما تولى السيد المالكي, حكومته الأولى, حقق نجاحات نسبية لا يمكن إنكارها, بفضل دعم حلفائه له, كالمجلس الأعلى والتيار الصدري وغيرهم, وإرتفاع أسعار النفط حينها.. ورغم كم الفساد والدمار الهائل, الذي خلفه حكم صدام والبعث, إلا أن الأمور كانت في طريقها للتحسن, أو هكذا بدت.
    مع نهايات فترته الأولى, بدأت ملامح التفرد بالقرار تلوح, وصارت بطانته وحاشيته, من أفردا عائلته والمقربين منه, يديرون أهم مفاصل الدولة, فساعد هذا على تفشي الفساد, وتفكك الدولة ومؤسساتها, لوصول من لا يمتلكون الكفاءة لمناصب حساسة ومفصلية, وهو ما دفع المالكي, لتقديم تنازلات مهولة, لشركائه السياسيين, مقابل تجديد ولاية ثانية له.
    أدت تلك الأوضاع, لسقوط ثلث الأراضي العراقية بيد عصابات داعش, وكادت أن تطيح بالدولة, لولا فتوى المرجع الأعلى للشيعة, وإستجابة الشعب العراقي لها, بشكل فاق كل التوقعات.. ورغم ذلك بقي السيد المالكي متشبثا بالسلطة, ويعمل لولاية ثالثة, ولولا تدخل المرجعية, وتحركات سياسية كبيرة, لربما نجح في نيلها.
    أصبحت تلك الولاية, وما رافقها من أخطاء كارثية, وتفرد بالحكم والقرار السياسي, درسا مهما لكل الساسة العراقيين, وجب أن يتعلموا منه.
    بعد نجاح حكومة السيد العبادي في, إستعادة ما خسره العراق من أراضيه, وإنجازه الأكبر, في التعامل مع قضية إستفتاء الكرد, ومحاولة الإنفصال, بطريقة بعيدة عن الضوضاء و التهريج, وبدعم وإسناد شركائه السياسيين, بدأت ملامح من يسوق العبادي ليجعله بطلا قوميا, ويطبل لبطولاته الفذة.. وتبعهم جمهور عاطفي, يردد دون وعي أو تدبر أحيانا.. فهل نحن نعيد التاريخ القريب, مرة أخرى؟
    الإنجاز المتحقق, كان عملا جماعيا, وكان للعبادي فيه دور متميز, ولكنه كان واجبه ومن صلب مهام دوره, فهو اولا وأخيرا موظف في الدولة العراقية, ولا يعمل بمفرده, فهناك مؤسسات حققت الإنجاز, تطبيقا على الأرض, وهناك شركاء سياسيون دعموا وساندوا مواقفه, وهناك مرجعية أفتت وعبئت, فتحمل مسؤوليات عظيمة.
    السيد العبادي انجز شيئا مهما, في إستعادة ما تسبب سلفه بخسارته, لكنه لم يكن وحده بطل هذا الإنجاز, فهناك رجال وجهات, هم رجال الإنجاز والبطولة.. لكنهم في الظل, فلسنا بحاجة لمختار عصر جديد.

اضف رد

You must be logged in to post a comment.