بين محب ومتحفظ عليه.. الشتاء قادم.. افتحوا الابواب

بغداد – سمير خليل:

في وقت استرخت فيه النفوس بان ضيافة فصل الصيف ستستمر لوقت طويل، فجأة انخفضت درجات الحرارة بشكل ملحوظ، كل هذا وملابسنا الشتوية نائمة في حقائب موزعة في المخازن وفوق الدواليب وتحت الاسرة.

وكما حر الضيف يضرب بالعظام، فإن برد الشتاء يجهز على ما بقي من هذه العظام، دخل الناس في حيرة، فهم أولا غير مصدقين أن الصيف قد انتهى، وفي نفس الوقت يخشون من عودة حرارة الجو إذا ما ارتدوا ملابس شتوية.

لكن قدوم الشتاء أصبح واقعا علينا تصديقه، فها هي الأمطار توأم الشتاء تهطل علينا مع انخفاض ملحوظ بدرجات الحرارة، إذا: صار لزاما علينا الاستعداد لاستقبال الفصل البارد من حيث تهيئة الملابس الشتوية ونثر السجاد الشتوي على أرضية البيوت، ونزع أغطية أجهزة التدفئة وتوديع الأجهزة الصيفية وتغطية ما يمكن منها.

كما إن على المؤسسات الحكومية وأقصد هنا وزارة النفط، تهيئة وتحديد حصص المواطن من النفط الابيض الذي هو ملح الشتاء لحاجة الناس اليه، بالإضافة لتهيئة محطات الوقود الخاصة بتوزيع النفط الابيض وحصول المواطن عليه.

أكثر فئة تتعرض لموجات البرد هم الطلبة، لأن أغلب أوقات الموسم الدراسي تكون في الشتاء، مما يضع على عاتق المدارس والعوائل حماية الطلبة والاهتمام بتوفير التدفئة لهم.

وفي جانب آخر هناك فئات فقيرة تعاني من الأمطار التي تجعل الحركة في مناطقهم صعبة جدا بسبب تحول الشوارع والأزقة الى برك طينية، مع المخاوف من أن تسقط بيوتهم جراء الأمطار الغزيرة كونها آيلة للسقوط بسبب قدمها وتهالكها.

وكما أن هناك من يحب الشتاء لأنه يوفر للكثيرين أجواءً رومانسية، فإن هناك فئات عديدة لا تفضل فصل الشتاء ولأسباب مختلفة، نتطرق لها من خلال توجيه اسئلة للبعض عن حب الشتاء وكرهه.

أحد الشباب يقول: إن الشتاء جميل بأجوائه الهادئة، وسكون الشوارع خاصة بعد زخات المطر. وهو الوقت المفضل عندي للخروج من المنزل، كما أن المطر يغسل الشوارع والمزروعات التي تكون أكثر الكائنات محبة للمطر فهو من يغسلها ويروي عطشها، بالإضافة الى أن الشتاء يمنحك خيارات عدة باختيار الملابس وتلونها.

الآخر يخالفه الرأي ويقول: إن الصيف هو صديق الفقير، حيث يغني الناس عن حيرة الملبس والمأكل والنوم وأمراض الشتاء المزعجة، فانت يمكنك تناول وجبات خفيفة رخيصة، كما أن ملابسك ستكون بسيطة ومتقشفة جدا، بالإضافة الى أنك يمكنك النوم في أي مكان، كالحدائق مثلا.

وبين هذا وذاك، الشتاء قادم، ويجب أن نتهيأ لاستقباله، ولأنه ضيف مفروض علينا، فلنفتح له الابواب. 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة