الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان: إغلاق البرلمان أدى إلى تراجع الحقوق المدنية في كردستان

كشفت عن وجود حالات تعذيب في سجون الإقليم
السليمانية ـ عباس كاريزي:

اعلنت الهيئة المستقلة لحقوق الأنسان في إقليم كردستان‏ عن ارتفاع حالات التجاوز على حقوق الانسان وتحديداً خلال السنوات الثلاث الماضية، مؤكداً ان اغلاق برلمان الاقليم اسهم بنحو مباشر في تراجع الديمقراطية والحريات في الاقليم.
رئيس الهيئة الدكتور ضياء بطرس وفي حين لم ينكر وجود تجاوزات وانتهاكات لحقوق الانسان، كشف عن وجود تجاوزات وصفها بالخطيرة بحق الصحفيين في الاقليم.
واكد بطرس في حديث للصباح الجديد انه بالرغم من وجود مساع رسمية لدعم المبادئ الديمقراطية وضمان الحريات الفردية والعامة، الا ان هناك تراجعاً واضحاً للديمقراطية في اقليم كردستان، في ظل بعض الممارسات اللا ديمقراطية من قبل بعض المؤسسات الرسمية في الاقليم، منها وجود تعذيب في بعض السجون وتأخير اصدار الاحكام لمعتقلين لفترات طويلة.
وقال رئيس الهيئة المستقلة لحقوق الانسان ان الهيئة تصدر تقاريرها الموسمية وترسلها الى رئاسة الاقليم ومجلس الوزراء والوزارات المعنية، وترفع التوصيات للحد من الانتهاكات الموجودة، معرباً عن اسفه لوجود تراجع لحقوق الاسنان في الاقليم.
وعزا التراجع الحاصل في حقوق الانسان الى دخول داعش الى العراق ومناطق في الاقليم عام 2014، ما تسبب بنزوح آلاف المواطنين الى مدن الاقليم ووجود آلاف المهجرين السوريين، ما شكل عبئاً على حكومة الاقليم، نظراً لعدم تمكن الوزارات والجهات المعنية من معالجته وتخصيص الاموال المطلوبة له، وتابع ان تدني واردات الاقليم المالية جراء انخفاض اسعار النفط عالمياً وقطع ميزانية الاقليم من قبل المركز، ادى الى تراجع حقوق الانسان وان تسوء اوضاع المواطنين في الاقليم.
واشار الى ان المشكلات السياسية والصراعات بين الاحزاب، التي ادت الى تعطيل برلمان الاقليم كانت في مقدمة الاسباب التي اسهمت في تراجع واقع حقوق الانسان، محذراً من ان تدفق المواد المخدرة التي اصبحت ظاهرة في بعض المناطق يشكل كذلك خطرًا على واقع حقوق الانسان وارتفاع مستوى الانتهاكات.
بطرس في حين عبر عن سعادته بوجود قانون رقم 35 لسنة 2007 لحماية الصحفيين وضمان حقوقهم وقانون حق الحصول على المعلومة وقانون الحريات والتظاهر وابداء الرأي، الا انه اضاف «اننا نرى وجود انتهاكات صارخة لحقوق الصحفيين في الاقليم وعموم مناطق العراق، وفي بعض الاحيان يتم استعمال القوة المفرطة بحقهم خلال التغطيات الصحفية.
وقال ان من اهم المعالجات المطلوبة ان تختار نقابة الصحفيين الصحفيين المتمرسين للعمل الصحفي في الاقليم، وتخريج الصحفيين المتمرسين واعطائهم شهادات تأهلهم للعمل الاعلامي، اضافة الى ان عدم المام كثير من الصحفيين بواجباتهم الصحفية وتحولهم الى جزء من الاحداث التي ينقلونها للرأي العام، جعلتهم عرضة للاعتداء والتجاوز، مشيراً الى ان الهيئة لم تتسلم لحد الان أي جواب في قضية مقتل الصحفي في مؤسسة روز نيوز الصحفي وداد حسين، الذي اختطف وعذب وقتل في محافظة دهوك من دون تقديم الجناة الى القضاء لحد الان.
وقال ان المتابعات التي قامت بها الهيئة للقضية اظهرت عدم وجود أية اجابة لدى المحاكم والقضاء بمحافظة دهوك والملف لحد الان قيد ضد مجهول.
في حين لفت الى تراجع الممارسات الديمقراطية في الاقليم، في ظل اغلاق برلمان كردستان، الذي يعد المؤسسة التشريعية الام، الا انه اعلن عن تسجيل الهيئة حالات تعذيب للسجناء والمعتقلين في سجون الاقليم، وهو ما قال ان هيئة حقوق الانسان ابلغت به وزارة الداخلية التي اتخذت بدورها اجراءات ضد هذه الظاهرة.
وكان بطرس قد قال في مؤتمر صحفي عقده بمحافظة دهوك ان نسبة التجاوزات والخروقات الحاصلة لحقوق الانسان شهدت ارتفاعاً ملحوظاً، مقارنة بالاعوام الماضية وفقاً للتقارير التي تحصل عليها الهيئة، وهو ما عده خطرًا على اقليم كردستان، مطالباً حكومة الاقليم ومؤسساتها المعنية بايلاء اهتمام اكبر بالتقارير والتوصيات التي تعدها الهيئة.
رئيس مركز مترو للدفاع عن حقوق الصحفيين رحمن غريب بدوره وبينما اشار الى ان العمل الصحفي والحريات تتعرض لانتهاكات كبيرة، اكد في تصريح للصباح الجديد، ان مركزه سجل في احصائية جديدة اكثر من 90 خرقاً وحالات عنف مورست من قبل السلطات ضد الصحفيين في اقليم كردستان خلال الاشهر الاربعة الماضية.
واضاف غريب ان واقع العمل الصحفي والحريات تتعرض لانتهاكات كبيرة وبرغم توجيه العديد من المناشدات والمطالبات الا ان السلطات تتنصل دائماً من مسؤوليتها ولاتعير اهتماماً بالقوانين التي صدرت من برلمان الاقليم لضمان حرية العمل الصحفي وحق الحصول على المعلومة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة