ايا كانت الاسباب والدوافع لهذا التجمع الكبير للزعماء والملوك والرؤساء العرب وغير العرب في ارض السعودية فان زيارة الرئيس الاميركي دونلد ترامب والاستقبال الحافل له من قبل الاسرة الحاكمة في الرياض تحمل دلالات ومعاني رمزية وتستهدف ارسال رسائل لجبهة اخرى تتعارض رؤها مع الرؤية الاميركية ..وبالنسية للولايات المتحدة الاميركية لايمكن الجزم بان مايفعله ترامب اليوم هو بالتحديد مايريده الاميركين او يتطابق مع وجهات نظرهم تجاه الوضع في الشرق الاوسط واذا اردنا ان نفكك هذه الزيارة والمصالح التي يبحث كل طرف عنها فاننا سنحصل على نتائج ومخرجات مختلفة وغير منسجمة للمشاركين في هذا التجمع فبالنسبة لترامب هو سيستثمر زيارته للسعودية ويحقق مادعا له وماطالب به قبل الانتخابات وبعدها ونعني الحصول على المزيد من التمويل المالي من اجل الابقاء على الالتزامات الاميركية في حماية الامارات الخليجية وتطمينها وازاحة الخوف عنها بعدما لقي هؤلاء من سلفه اوباما التجاهل واللامبالاة وقد حصل ترامب على هذا المطلب مع الاعلان عن اكبر صفقات اسلحة بين السعودية واميركا وفي الوقت نفسه بعثت هذه الرسالة بمدلول امني وعسكري لايران مفادها ان ترامب بدا بالفعل يحفر بفاس التحالف خندق حصار ايران وبالنسبة للسعوديين فان موافقة ترامب على اختيار بلادهم كاول محطة خارجية في زياراته لدول العالم تعني تتويجا لها كقطب جديد للزعامة يزيح مصر وتركيا عن الصدارة في التحالف مع اميركا ويمنحها لقب الابن المفضل والمدلل والاولى بالرعاية للولايات المتحدة الاميركية ومن ورائها اخواتها في مجلس التعاون الخليجي اما الاخرون الذين حضروا للاحتفاء بترامب وزيارته للمنطقة فهم الاتباع التقليديون الذين اعتادوا الانتماء واستكمال تشكيل معالم خارطة التحالف الاقليمي مع اميركا في المنطقة ..وفي النهاية فان هذا التحالف الواسع ينتظر رد فعل تحالف آخر مايزال ينتظر ويراقب ماتتمخض عنه زيارة ترامب من نتائج ..وهو تحالف الروس والايرانيين والسوريين الذي لايبدو انه مكترث كثيراً بالتصريحات التي يطلقها السعوديون والاميركيون بقدر اهتمامه بالافعال والثبات والحرص على عدم التخلي عن الاخر او التفريط بما هو بين يديه الان وبين هذين المعسكرين تتباين مواقف دول اوروبا الحليف القوي لاميركا في الالتحاق مع انطلاقة ترامب هذه فمنها ماهو مؤيد ومنها ماهو متردد ومنها ماهو غير مكترث ومنها ماهو حذروهناك من يبحث عن الاقتناع كي ينضم او يلتحق اما العراق الذي وجهت له الدعوة لحضور هذا التجمع فهو يتطلع ويتمنى ان لايتم زجه باية مغامرات تقوده في النهاية للتصادم مع الروس او الايرانيين او السوريين ويتفق مع هؤلاء في الرؤية والاستراتيجة والاولويات في محاربة الارهاب ويختلف مع السعوديين الذين يريدون التغيير في سوريا والعراق وايران بالقياسات التي تلائمهم حتى لو كان ذلك ثمنه حرق وتدميرهذه الدول ..وفي النهاية لابد ان يؤمن ويتيقن المتحالفون في تجمع السعودية بان امن المنطقة تصنعه شعوبها والتعاون والتنسيق الاقليمي بينها والتشارك في المصالح الجغرافية والاقتصادية ولايمكن لصفقات الاسلحة الضخمة ونزوات وتفرد رئيس اميركي او حزب يقود اميركا ان يضمن ديمومة واستمرار أي تحالف حتى ولو بقي لسنوات.
د.علي شمخي
تحالف الخوف
التعليقات مغلقة