الصباح الجديد – متابعة:
مع ان شهر رمضان لا يعني الصوم عن الاكل والشرب بقدر ما غايته الاسمى المتمثلة بصوم الجوارح، ان نكون اكثر سلاما واكثر انتقاء لمفرداتنا واكثر سيطرة على ردود افعالنا، الا اننا نجد ان الصائم غالبا يكون متوترا بسبب شعوره بالجوع والعطش، ويغضب لاسباب عدة.
كيف يمكن ان نتجنب التوتر والعصبية من خلال عدة طرق تبدأ بمعرفة سبب التوتر في هذا الشهر تحديدا او انها تزداد اكثر خلاله.
جسم الإنسان يمر بأربعة مراحل من التأقلم مع الصيام، تحدث خلال الـ 30 يوماً من الشهر الفضيل، وفي خلال المرحلة الأولى والتي تمتد لأول يومين، يكون الجسم في حالة «جوع»، وهي حالة يشعر فيها المخ بالخطر، وبالتالي يجعل الصائم يشعر بالخوف والتوتر وتقلب المزاج.
في الأيام الأولى من الصيام يقل مستوى السكر في الدم، وكلما كان الشخص معتمداً على السكريات في تعديل مزاجه، وكانت جزءاً من عاداته اليومية خارج رمضان، كان صيامه أكثر عصبية وأصعب في النصف الأول من الشهر.
ووفقاً لموقع «هيلث لاين» تقوم النشويات والمعجنات التي نتناولها على شكل مخبوزات وحلويات ومشروبات محلاة خلال النهار، برفع مستوى السكر في الدم عن الوضع الطبيعي له، ما يعطينا طاقة كبيرة لمدة ساعتين، ثم ينخفض المستوى بشكل مفاجئ لنسبة أقل من الطبيعي بكثير، فتبدأ العصبية والصداع، وهذا يدفعنا للبحث عن أكل أو شرب شيء آخر، كل هذا قد لا يكون واضحاً إلا عندما نصوم رمضان، فنرى حجم اعتماد أجسامنا على السكر.
عدا إدمان السكريات، يأتي انسحاب الكافيين والنيكوتين من الدم، لدى مدمني فنجان القهوة والتدخين كوجبة الإفطار، وتبدأ أعراض انسحاب النيكوتين العنيفة في تغيير مزاج الصائم وزيادة حساسيته ورغبته في افتعال الشجار والصراخ في وجه أي شخص.
كلما كنت أكثر اعتماداً على مكونات غير صحية، في روتينك الصباحي الاعتيادي، قبل أيام رمضان، كانت أولى أيام الشهر الفضيل أكثر تحدياً لقدرتك على التحمل وجهاد النفس.
ومعرفة السبب والمتمثل بالنظام الغذائي غير الصحي الذي نتبعه طوال الاشهر يسهل علينا السيطرة عليها باتباع نظام غذائي صحي، وتجنّب بعض الأخطاء في عاداتنا اليومية، والتي تظهر نتائجها على شكل عصبية وصداع وتوتر في نهار رمضان. مثلا شرب الماء بين الإفطار والسحور بعدد ثمانية الى عشرة اكواب.
ايضا علينا تقليل تناول السكريات قدر المستطاع في أثناء فترة الإفطار، لاننا كما ذكرنا انفا الكريات والاكل المحلى يشعرنا بالطاقة لمدة معينة ومن ثم نشعر بالجوع والرغبة بالاكل ثانية، وبعد الافطار علينا ان نأكل بحذر وتنظيم كي لا نؤذي الجهاز الهضمي.
وبماان المعلومات تؤكد على ان نقص الكافايين والنيكوتين يمكن ان يؤدوا الى الشعور بالتوتر والعصبية، فالتقليل من استهلاك الكافيين والنيكوتين من اهم الخطوات التي يجب اتباعها خاصة وانهما يعكران عمق النوم في المساء ويسببان الصداع.
ايضا هناك وسيلة اخرى لتجنب العصبية والاحساس بالاسترخاء ليكون صيامنا مقبولا، ويتمثل بممارسة تمارين التنفس عند التعرّض لاي ضغط العصبي.