بغداد ــ نجلاء صلاح الدين :
بدأ القائد العام للحكم الجديد في سوريا، أحمد الشرع، خطواته الأولى لتشكيل حكومته المؤقتة عقب سقوط نظام الرئيس بشار الأسد، واضعًا ملامح المرحلة السياسية والعسكرية المقبلة:
مرهف أبو قصرة .. وزيراً للدفاع
وذكرت وسائل إعلام أن الإدارة السياسية التابعة لإدارة العمليات العسكرية، قررت تعيين مرهف أبو قصرة، وزيرا للدفاع في الحكومة الانتقالية.
وجاء الإعلان غير الرسمي عقب لقاء جمع القائد أحمد الشرع ومرهف أبو قصرة بمجموعة كبيرة من قادة الفصائل السورية.
ويعرف أبو قصرة باسم “أبو الحسن الحموي”، أو “أبو الحسن 600″، وهو مهندس زراعي من مواليد مدينة حلفايا بريف حماة، والقائد العسكري لهيئة تحرير الشام.
وكان أبو قصرة صرح قبل أيام بأن كل الفصائل المعارضة ستنضوي ضمن مؤسسة عسكرية جديدة.
وذكر أبو قصرة، البالغ من العمر 41 عاما، أن “بناء المؤسسة العسكرية هو خطوة قادمة بالتأكيد، ويجب أن تنضوي كل الوحدات العسكرية، بما فيها الجناح العسكري للهيئة، تحت هذه المؤسسة”.
وتابع: “عقلية الفصيل لا تتوافق مع عقلية الدولة التي تعتزم السلطة الجديدة بناءها”.
وأكد أن الجناح العسكري لهيئة تحرير الشام سيكون من المبادرين إلى الحل، لـ”تحقيق المصلحة العامة للبلاد”.
أسعد الشيباني وزيرا للخارجية
كما عينت القيادة الجديدة في سوريا، أسعد الشيباني وزيرا جديدا للخارجية في الحكومة الانتقالية.
والشيباني (37 سنة) ينحدر من محافظة الحسكة، وترعرع في العاصمة دمشق، وحصل على شهادة اللغة الإنجليزية من جامعة دمشق.
والتحق الشيباني بصفوف الثورة السورية منذ اندلاعها عام 2011، وكان مسؤولا إعلاميا في “جبهة النصرة” تحت اسم “أبو عائشة”، ثم مع تحول اسمها إلى “جبهة فتح الشام” أصبح يسمي نفسه “حسام الشافعي”، ثم “زيد عطار” في مرحلة هيئة تحرير الشام.
وشارك الشيباني في تأسيس حكومة الإنقاذ السورية بمحافظة إدلب، وأسس إدارة الشؤون السياسية.
كما عمل في الجانب الإنساني، وأقام علاقات مع الأمم المتحدة ووكالاتها، في إطار تسهيل العمل الإنساني في شمال غرب سوريا.
ولاحقا، حصل الشيباني على درجة الماجيستير في العلوم السياسية والعلاقات الخارجية من تركيا عام 2022، وهو يكمل الدكتوراه في ذات التخصص.
وكانت رسالة الشيباني في الماجستير تحت عنوان “أثر الثورات العربية على السياسة الخارجية التركية تجاه سوريا بين 2010-2022”.
ماهر الشرع .. وزيرا للصحة
وأعلنت الإدارة الجديدة تعيين ماهر الشرع، الشقيق الأكبر لأحمد الشرع، قائد الإدارة السورية وزعيم هيئة تحرير الشام.
ووُلد ماهر الشرع في دمشق عام 1973، وهو حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم الطبية بتخصص الجراحة النسائية وعلاج العقم والإخصاب المساعد، إلى جانب جراحة الأورام والتجميل. كما يحمل دبلومًا في إدارة النظم الصحية، وشغل سابقًا منصب مستشار وزير الصحة في حكومة الإنقاذ بمحافظة إدلب.
محمد عبد الرحمن .. وزيراً للداخلية
وبقي عدد من وزراء حكومة الإنقاذ في إدلب بمناصبهم، من بينهم وزراء العدل والداخلية والاقتصاد والأوقاف والتعليم العالي.
وزير الداخلية محمد عبد الرحمن وُلد عام 1985 في بلدة محمبل، الواقعة في محافظة إدلب شمال غرب سوريا.
وتخرج من الكلية الحربية في حمص كضابط متخصص في الشؤون العسكرية، وهي المحطة التي أسست مهاراته في القيادة والتنظيم.
بعد انشقاقه، انخرط عبد الرحمن في العمل العسكري والإداري ضمن صفوف المعارضة.
وفي عام 2015، شغل منصب المسؤول العام لإدارة جيش الفتح في منطقة محمبل وريفها، وفي عام 2017، انضم إلى الإدارة العامة للخدمات، وهي هيئة تهدف إلى تنظيم الخدمات العامة في المناطق المحررة.
وفي 2022، عين عبد الرحمن وزيرًا للداخلية في حكومة الإنقاذ السورية خلال دورتها الخامسة عام 2022، ثم أعيد تعيينه لاحقا في الدورة السادسة.
شادي محمد الويسي.. وزيرا للعدل
وأسند منصب وزير العدل لشادي محمد الويسي المولود في محافظة حلب عام 1985.
ويحمل إجازة في الشريعة الإسلامية ودبلوم تأهيل تربوي، ويعمل على إعداد رسالة ماجستير في الدراسات الإسلامية والقضائية.
وبدأ مسيرته في مجال التعليم مدرسا لمادة التربية الإسلامية في حلب، ثم انتقل للعمل في المجال الديني إماما وخطيبا في المدينة لمدة سبع سنوات.
وكان قاضي جزاء عسكري، ثم قاضي استئناف، ونائب عام، وقام بتأسيس محاكم في مناطق مثل سلقين وحريتان، فضلاً عن دوره في تأسيس محكمة البادية الشمالية.
وفي الوقت الحالي، يشغل الويسي مناصب هامة في حكومة الإنقاذ السورية، مثل رئيس محكمة الاستئناف الجزائية وعضو المجلس الأعلى للقضاء.
عائشة الدبس.. مكتب شؤون المرأة
أعلنت الإدارة الجديدة تخصيص مكتب جديد يُعنى بشؤون المرأة، برئاسة عائشة الدبس، ليكون جزءا من خطة لتعزيز دور المرأة في المجتمع السوري.
والدبس حاصلة على شهادة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة دمشق.
كما أنّها ناشطة في مجال تطوير المرأة وتنمية العمل المدني والإنساني. كما عملت في “مؤسسة الموهوبين” في إدلب، وأسهمت في النشاط الإنساني داخل المخيمات السورية في تركيا.
فواز هلال.. رئيسًا لـ”حكومة الإنقاذ” في إدلب
حصل فواز هلال على إجازة في الاقتصاد من جامعة حلب عام 1990، ودبلوم دراسات عليا في العلاقات الدولية من الجامعة نفسها عام 1993. عمل في عدة مؤسسات في مجال التطوير الإداري والاقتصاد في سوريا ودول الخليج.
شارك هلال في الثورة السورية منذ انطلاقها عام 2011، وانضم إلى مجلس محافظة حلب الحرة الذي تأسس في 28 شباط 2013، كمدير للمكتب المالي ثم رئيسًا للمكتب الاقتصادي. شغل منصب مدير فرع حلب لبرنامج الأمن الغذائي التابع لوحدة تنسيق الدعم منذ انطلاقه في 28 تشرين الثاني 2013، وحتى عام 2017.
كان هلال أحد المشاركين في المؤتمر السوري العام الذي عُقد في 11 سبتمبر 2017 في محافظة إدلب، والذي هدف إلى تشكيل إدارة مدنية في المناطق المحررة، وأسفر عن تشكيل حكومة الإنقاذ.
حسن صوفان.. محافظاً لللاذقية
تم اختيار حسن صوفان من قبل الهيئة التأسيسية للمؤتمر السوري العام الثاني رئيسًا لحكومة الإنقاذ السورية الثانية في 10 كانون الأول 2018، والتي شملت 9 حقائب وزارية، واستمرت حتى تقديم استقالتها لمجلس الشورى العام في 16 تشرين الثاني 2019.
في 25 كانون الأول 2021، عُيّن من قبل رئيس حكومة الإنقاذ رئيسًا للجنة تحديد إيجار العقارات، كما عُيّن بمنصب محافظ حلب من قبل الإدارة السورية الجديدة.
وُلد صوفان عام 1977 في مدينة اللاذقية الساحلية السورية، وحصل على البكالوريوس في الاقتصاد من جامعة تشرين. عاش في المملكة العربية السعودية، وفي عام 2005 اعتقلته السلطات السعودية ورحّلته إلى سوريا، حيث احتُجز في سجن صيدنايا حتى أواخر كانون الأول 2016 بعد عملية تبادل أسرى مع النظام السوري.
شغل صوفان منصب قائد حركة أحرار الشام من تموز 2017 حتى استقالته في آب 2018، ثم تولى منصب القائد العام لجبهة تحرير سوريا. عُيّن من قبل أحمد الشرع محافظًا للاذقية.
كتب حسن صوفان مؤخرًا على حسابه الشخصي في “تلغرام”: “بعد غياب عشرين عامًا عن اللاذقية مدينتي الحبيبة، وبعد يأسي من رؤية أهلها والسير في شوارعها الجميلة بين أزقتها القديمة ومساجدها العتيقة، أنعم الله عليّ بأن أعود بين أهلي وأصحابي وشعبي في جامع صوفان الذي ترعرعت فيه”.
عمار الشيخ.. محافظا لريف دمشق
ينحدر عمار الشيخ من مدينة قطنا بريف دمشق، ويُعتبر من القيادات البارزة في حركة “أحرار الشام”. شغل قبل ذلك منصب قائد قطاع الحركة في محافظة درعا، وأمين سر القائد السابق هاشم الشيخ (أبو جابر)، ومسؤول الحركة في منطقة عفرين.
وعُيّن محافظًا لريف دمشق بعد سقوط نظام الأسد، وتم تعيينه في هذا المنصب من قبل الإدارة السورية الجديدة.
وتعد “أحرار الشام” إحدى الفصائل الإسلامية الجهادية التي نشأت مع دخول الثورة السورية مرحلة القتال المسلح، وشاركت خلال غرفة عمليات ردع العدوان.
ونشط مقاتلو حركة أحرار الشام في مختلف المحافظات السورية، لكن قوتها تتركز في محافظتي إدلب وحلب شمالي سوريا، حيث برزت قوتها في مواجهة جيش النظام في مواقع عدة مثل طعوم وتفتناز وجبل الزاوية وسراقب وأريحا وبنش وغيرها من قرى إدلب.
وتنقسم سوريا إلى أربع عشرة محافظة، ويرأس كل محافظ محافظة، يكون مسؤولًا عن الإدارة، الصحة، الخدمات الاجتماعية، التعليم، السياحة، الأشغال العامة والنقل، التجارة الداخلية، الزراعة، الصناعة، الدفاع المدني، والحفاظ على القانون والنظام في المحافظة.
ويعمل وزير الإدارة المحلية بشكل وثيق مع المحافظين للتنسيق والإشراف على مشاريع التنمية المحلية. يُعاون المحافظ من قبل مجلس المحافظة، حيث يتم انتخاب ثلاثة أرباع الأعضاء شعبيًا لمدة أربع سنوات، بينما يتم تعيين الباقي من قبل وزير الداخلية والمحافظ.