وزير النقل اطّلع ميدانيا على واقع الأعمال التي تتواصل فيه
البصرة – سعدي السند:
اطلع وزير النقل الكابتن كاظم فنجان الحمامي على واقع العمل في ميناء الواصلية الذي سيتحول الى مرفأ تجاري وسياحي على ضفاف شط العرب .
وقال الوزير خلال جولته في الميناء ان هذا الميناء سيتحول في غضون الأشهر المقبلة الى مرفأ تجاري وسياحي جميل على ضفاف شط العرب ، قبالة مصفى مدينة (عبادان) ، بين (السيبة) و(الدويب)، لافتا الى انه سيوفر قرابة 1000 فرصة عمل لأبناء المناطق الريفية القريبة من الموقع.
وأعرب وزير النقل عن ارتياحه لتطور العمل في الميناء ، موضحا ان الشركة المنفذة ستكون ملزمة بإنشاء منتجع سياحي لأهالي الناحية مجاور الميناء مع احتواء المرفأ الجديد على العديد من الأرصفة لنقل البضائع المتنوعة والذي سيكون معبرا استراتيجيا بين البصرة وعبادان.
وكان وزير النقل وضع في الرابع من شهر ايار الماضي حجر الاساس لميناء الواصلية الذي سيسهم في تطوير العلاقات التجارية مع ايران وإننا وضعنا حجر الاساس لميناء الواصلية بعقد تشغيل مشترك مع شركة المدن وقد شارك في تلك المراسم وفد دبلوماسي ايراني رفيع، مشيرا الى أن هذا الوفد أبدى استعداده التام للتعاون من اجل إنجاح هذا المنفذ المهم.
المرفأ سيوفر اكثر من 1000 فرصة عمل لاهالي المنطقة
وأكد الحمامي إن هذا المرفأ سيوفر اكثر من 1000 فرصة عمل تكون حصراً لأهالي المنطقة، فضلا عن الحركة التجارية التي سيلعبها في نقل البضائع بين جمهورية ايران الاسلامية والجانب العراقي إذ سيخفف كثيرا على منفذ الشلامجة الحدودي وان المرفأ الجديد سيحتوي على العديد من الأرصفة لنقل البضائع المتنوعة وان هذه ألأنطلاقة الموفقة لصناعة نافذة بحرية جديدة ستكون انطلاقة فاعلة عبر احياء مرفأ قديم حمل اسم (واصل بن عطاء) من كبار علماء البصرة.
كان مرفأ (الواصلية) من أروع مرافئ شط العرب، لكنه تعرض للدمار والتخريب والاهمال، حتى انبرى وزير النقل لإحيائه وتطويره، والانطلاق به من الصفر، بانشاء رصيفين الاول للتبادل التجاري والثاني للمسافرين وكذلك الاتفاق على تشغيل سفن نقل المسافرين بين العراق وايران وستتحول الى الواجهة المائية قبالة ميناء عبادان، الى منطقة سياحية ترفيهية متميزة جدا .
تاريخ الواصلية
وكان وزير النقل الكابتن كاظم فنجان قد اعدّ بحثا عن ميناء الواصلية قبل سنوات قال في مستهله تقع (الواصلية) بين (سيحان) و(الزيادية), بين مدرستين فكريتين, بين مدرسة عمرو أبو عثمان الجاحظ, ومدرسة (زياد بن الأصفر) ، في (سيحان) كان الجاحظ يجتمع بمريديه ضمن تشكيلات فرقة (الجاحظية), وهي من فرق المعتزلة, وفي (الزيادية) كان زياد يعد العدة لتأسيس الفرقة (الزيادية), وهي أيضا من فرق المعتزلة, فكلما نبغ في المعتزلة نابغ ترأس فرقة جديدة قائمة بذاتها, واعتزل مع جماعته, ونأى بهم في مكان ما على ضفاف شط العرب, فكانت تلك الضفاف الوارفة الظلال هي الوعاء الفكري, الذي شهد ولادة النهضة الثقافية , وهي الفردوس الطبيعي الذي وفر الملاذ الآمن للفرق الفلسفية, التي حملت راية التحدي في مواجهة الجمود والتشدد.
كانت قرية (الواصلية) تتوسط بين قرية (سيحان) معقل فرقة (الجاحظية), وبين قرية (الزيادية) معقل (زياد بن الأصفر) وفرقته, ومن المرجح أن تكون قرية (الواصلية) معقلا لفرقة (الواصلية), وهم أصحاب أبي حذيفة واصل بن عطاء الغزّال.
وكان مرفأ الواصلية عبارة عن قاعدة عراقية متقدمة ، تضم كتيبة ملاحية معززة بالملاكات التخصصية المدربة على تنفيذ المهمات المرتبطة بأرصفة عبادان, وهي التي تتكفل القيام بهذه الطقوس الملاحية اليومية على الوجه الأكمل, فتحقق للعراق أعلى الموارد المالية النظيفة بالعملة الصعبة,
وكان مرفأ الواصلية يتألف من رصيف خشبي صغير, ومجموعة من الزوارق الخدمية, وسفينة إسناد (سفينة قطر) تتولى تقديم المساعدة في المناورات الملاحية, ومحطة لا سلكي لها شفرتها الخاصة بلغة المورس (YIS), وفيها مخيم يتألف من مجموعة من الغرف المؤثثة, ومطعم ومطبخ, وناد ليلي, وترتبط بالشارع العام بطريق فرعي معبد بالإسفلت, وفيها مدرسة ابتدائية (المناهل), ومستوصف طبي, ومركز للشرطة, ورحبة صغيرة للسيارات. .
وقد زارها الشاعر الكبير بدر شاكر السياب , وكتب عنها مقالة نادرة, نشرتها مجلة (الموانئ), بعددها السابع والعشرين, الصادر في آذار 1962, بعنوان (الواصلية جنةٌ صغيرةٌ في الصحراء), ولم يعلم السياب في حينها إنها من ممتلكات (واصل بن عطاء), لكنه التقى هناك الكابتن أحمد محمد حسين السعد ( العم أبو طلال) مدير مرفئها في الستينيات ، وهو من الأسر العراقية, الذين احترفوا الملاحة, وتوارثوها, فتركوا بصماتهم على صفحات التاريخ الملاحي لشط العرب.