في ترجمة للنوايا الأممية بالوقوف الى جانبه
بغداد – وعد الشمري:
تبدأ اليوم فعالیات مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق الذي تستضیفه الكويت ويستمر حتى بعد غد الرابع عشر من شباط الحالي مع تطلعات طموح في ان يتوصل المؤتمر الى تأمين مساعدات ومساهمات تمكن من اعمار العراق وإعادة بناه التحتية وتطويرها .
ويشارك في المؤتمر الذي يعقد برعاية الشیخ صباح الاحمد الجابر الصباح امير الكويت ورئيس مجلي الوزراء حيدر العبادي، عدد من كبريات الدول المانحة ومجموعة من المنظمات الدولیة والإقلیمیة والشركات لمناقشة السبل الكفيلة بتأمين ما يحتاجه على طريق البناء والاستثمار.
ويتضمن المؤتمر ابعادا تنموية وحیوية عدة اذ سیشهد مشاركة القطاع الخاص للاسهام في اعادة اعمار العراق الى جانب مشاركة البنك الدولي بصفته مساهما رئیسا في المؤتمر بغرض توفیر الضمانات الاستثمارية المطلوبة لشركات ومؤسسات القطاع الخاص للمشاركة في تنمیة العراق.
ويعكس المؤتمر الذي يعقد برئاسة خمس جهات هي الاتحاد الاوروبي والعراق والكويت والأمم المتحدة والبنك الدولي ايمان الجارة الكويت بأهمیة استقرار وازدهار العراق باعتباره من الدول المهمة والمؤثرة، سیما في الظروف الراهنة التي تشهدها المنطقة.
وفيما اعلنت الأمانة العامة لمجلس الوزراء، انتهاء جميع التحضيرات الخاصة بالمؤتمر، أكدت الحكومة العراقية، أمس الأحد، أن مخرجات مؤتمر الكويت للمانحين ستنفذ على مدى السنوات العشر المقبلة، مشيرة الى حاجة 160 مشروعاً استراتيجياً لتخصيص اموال، كما توقعت مشاركة عربية وخليجية على اعلى المستويات، وعدّت ذلك اشارة على تلقي العراق دعماً من عمقه العربي بعد الانتصار على تنظيم داعش الارهابي.
وقال المستشار المالي في مجلس الوزراء مظهر محمد صالح ، إن “العراق يستعد من خلال مؤتمر الكويت للمانحين- وبعد الانتصار على تنظيم داعش الارهابي وتحرير اراضيه- لاستثمار زخم الدعم الدولي”.
وأضاف صالح في تصريح إلى “الصباح الجديد”، أن “الدعم يمثل التحول من الجانب العسكري إلى الاقتصادي والمالي، لكي تنهض الحياة الاقتصادية بشكل افضل، وهذا ما يُطلق عليه الانتقال من مرحلة الحرب إلى الاقتصاد السياسي للسلام”.
وأشار إلى أن “الاعمار والاسناد العالمي ما زالا غير معروفين على مستوى البلاد لغاية الان، وحين يتعرف المجتمع العراقي على النوايا الاممية لدعم العراق سوف يتغير الحال وينتهي اللغط والاتهامات التي نسمع عنها احياناً، لتحل الثقة محلها”.
وتحدث صالح عن “رؤية عراقية لمؤتمر الكويت بحمل ملف الانتصار على الارهاب بوصفه اشارة قوية بأن هناك تحريرا للأراضي بالقتال نيابة عن العالم، اضافة إلى ملف اخر وهو اضرار الحرب ومستقبل الاقتصاد العراقي”.
وبين أن “اضراراً كبيرة لحقت بالارض العراق قدرت اقيامها بـ 100 مليار دولار بعد تخريب البنى التحتية وممتلكات الناس ونزوح 4 ملايين مواطن من المحافظات الضحية، قبل تحريرها، وضرر غير مباشر لحق بمحافظات اخرى”.
أما الملف الاخر، فذكر صالح أنه “يتعلق بالمشاريع الاستثمارية للنهوض بالعراق مع وجود نحو 160 مشروعاً استراتيجياً بداية من الصناعة النفطية، وليس انتهاءً بالزراعة والنقل والموصلات والخدمات الاخرى”.
وشدد على أن “تلك المشاريع لا تقام في ليلة وضحاها، ولكنها تنجز بمسار طويل، في حين أن خططاً سريعة نفذت للتوطين والاستقرار تلقت دعماً دولياً ما زال مستمراً بعودة النازحين وتشغيل الحياة المدنيّة في المدن المحررة”.
وأكد صالح أن “خطة اخرى عُشرية تمتد على مدى عقد، لاعادة الاعمار والبناء تتناسب وطموحاتنا في مؤتمر الكويت والفرص المتاحة، لذلك فأن المؤتمر ليس آنياً، بل أنه مسار مستقبلي لاعمار العراق على مدى السنوات العشر المقبلة”.
ويرى أن “الطاقة الاستيعابية لمئة مليار دولار، وهي حاجة العراق لاعادة اعماره من اضرار الارهاب، لا يمكن استيعابها خلال سنة واحدة، بل تحتاج إلى عدد من السنوات، ومن ثم تعهدات لتنفيذ المشاريع في ضوء تلك المدة”.
ولفت صالح إلى ان “حجم المشاركة في المؤتمر يدل على أن العراق مقبل على اقتصاد السوق بشكل واسع مع وجود فرص استثمارية كبيرة، للمستثمرين سواء بالنسبة للقطاع الخاص العراقي أو الدولي، إضافة إلى شركات خارجية ستنفذ مشاريعا نيّابة عن الدول”.
وعدّ المستشار المالي لمجلس الوزراء أن “المشاركة الرسمية للدول تعد مظلّة لاقتصاد السوق المتمثلة بالمستثمرين والمجهّزين، وهذا الاقبال الكبير يدل على أن العراق سيتحول إلى ورشة عمل”.
ودعا إلى “التركيز على مؤتمر الكويت كونه فرصة استثمارية مهمة في الشرق الاوسط بؤرتها العراق، ويمكن أعتباره مشاركة بين الدول الرسمية والقطاع الخاص في آن واحد”.
ويتوقع صالح أن “تكون المساهمة العربية والخليجية في اعلى مستوياتها، وهي فرصة مناسبة للحصول على دعم عربي، وأن تبني الكويت لتضييف المؤتمر يمثل اشارة بحصولنا على دعم خليجي في اسناد العراق باعادة بنائه”.
من جانبه، قدّر الخبير الاقتصادي باسم جميل أنطوان في حديث إلى “الصباح الجديد”، أن ” اضرار العراق من تنظيم داعش الارهابي ربما تجاوزت 200 مليار دولار”.
وأضاف أنطوان أن العراق لا يتمكن بمفرده وفق الموازنة من أعادة اعمار مناطقه المدمرة، وأن قطاعات مهمة، سيما في مجالات التعليم والصحة والبنى تحتية والصناعة والزراعة والسياحة قد تعرضت إلى دمار كبير”.
وأوضح أن “ستين دولة شاركت في التحالف الدولي نعقد عليها الامال بالمشاركة في اعادة الاعمار لأن تنظيم داعش ليس له جنسية محددة بل عناصره من جميع البلدان”.
وطالب الخبير الاقتصادي بأعادة “اعمار العراق بنفس الطريقة التي حصلت عند ترميم ما خلفته الحرب العالمية الثانية في أوروبا بوصفها سابقة يمكن الاستفادة منها من خلال مساهمات المجتمع الدولي”.
وبين أنطوان أن “العراق تحمل اثار حرب طاحنة وتضحية بالاف الشباب نيابة عن العالم ومشكلات اجتماعية جمة وهؤلاء لا يعوضون بالمبالغ”.
يذكر ان الكويت ستستقبل خلال أيام انعقاد المؤتمرات قرابة الألفي شركة وشخصية من اكثر من سبعين دولة.
اليوم..انطلاق فعاليات مؤتمر الكويت لدعم العراق بمشاركة عالمية على اعلى المستويات
التعليقات مغلقة