محتجون في بريطانيا يهاجمون لعبة على شكل ترامب
الصباح الجديد-وكالات:
تشهد أنحاء متفرقة في الولايات المتحدة مسيرات سلمية حاشدة ضد العنصرية ووحشية الشرطة، لتدخل بذلك المظاهرات، التي أشعلها مقتل المواطن الأمريكي من أصول أفريقية جورج فلويد في أثناء اعتقاله، يومها الثاني عشر.
في العاصمة واشنطن، يحتشد عشرات الآلاف من المحتجين، من بينهم حشود على مقربة من مبنى الكونغرس، وعند نصب لنكولن التذكاري. وأغلقت قوات الأمن كل الطرق المؤدية إلى البيت الأبيض.
وفي ولاية نورث كارولينا، تظاهرت حشود تكريما لجورج فلويد في مسقط رأسه قبل مراسم تأبينه.
وشهدت دول أخرى عدة مسيرات حاشدة مناوئة للعنصرية، فقد غصّت لندن بجموع المحتشدين الداعمين لحركة “حياة السود مهمة”، برغم تحذيرات الحكومة البريطانية من الاحتشاد خشية انتقال عدوى فيروس كورونا.
واشتبك المحتجون مع الشرطة لفترة بعد تجمع آلاف في وسط لندن للتعبير عن غضبهم من وحشية الشرطة بعد موت المواطن الأسود الأعزل جورج فلويد في منيابوليس بالولايات المتحدة.
وبعد يوم سلمي إلى حد كبير رشق عدد صغير من المحتجين قرب مقر إقامة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الشرطة بزجاجات وقامت الشرطة الراكبة بإبعادهم.
وقالت الشرطة إن شرطيا نقل للمستشفى للعلاج بعد سقوطه من على ظهر حصانه كما أصيب تسعة آخرون.
وهاجمت مجموعة منهم دمية على شكل الرئيس دونالد ترامب في حين ألقى آخرون مشاعل.
وقالت شرطة لندن في ساعة متأخرة من مساء امس الاول السبت إنها اعتقلت 14 شخصا وتوقعت ارتفاع هذا العدد.
وكان أكثر من ألف شخص قد نظموا مسيرة في وقت سابق أمام السفارة الأميركية.
كما احتشد أيضا آلاف المحتجين في الميدان الواقع أمام البرلمان رافعين لافتات كتب عليها ”حياة السود مهمة“ ومتجاهلين نصيحة الحكومة بتجنب التجمعات الضخمة بسبب خطر الإصابة بفيروس كورونا.
وفي أستراليا، خرجت مظاهرات حاشدة في مدن سيدني، وملبورن، وبريسبان، وشدد المتظاهرون على طريقة معاملة السكان الأصليين في أستراليا. وفي كندا كذلك تظاهر الالاف ضد العنصرية حيث شارك معهم جستن ترودو رئيس الوزراء.
ولفظ فلويد أنفاسه الأخيرة أمام أحد المحال التجارية في مينيابوليس في 25 مايو/أيار أثناء اعتقاله حيث ضغط شرطي على رقبته.
واندلعت مظاهرات في أنحاء الولايات المتحدة بعد انتشار فيديو لرجل شرطة أبيض يدعى ديريك تشوفين يضغط بركبته على عنق فلويد لمدة تسع دقائق، بينما هو مثبت على الأرض. وسُمع فلويد وهو يستغيث قائلا “لا أستطيع أن أتنفس”.
واحتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين، بعضهم يحمل لافتات مكتوب عليها “حياة السود مهمة”، في تجمع سلمي خارج ساحة لافاييت، غير بعيد من مبنى البيت الأبيض، في ساحة أطلق عليها مؤخرا اسم “حياة السود مهمة”.
ورحبت عمدة واشنطن العاصمة، موريل بوزر، بالمتظاهرين، قائلة إن الحشود في المدينة قد بعثت رسالة إلى الرئيس دونالد ترامب.
وكانت الشرطة الفيدرالية، أطلقت الغاز المسيل للدموع لفضّ مظاهرة في المنطقة قبيل زيارة ترامب لإحدى الكنائس.
وطالبت بوزر بانسحاب عناصر الشرطة الفيدرالية وقوات الحرس الوطني من المدينة، قائلة إن وجودها “غير ضروري”.
وقال إريك وود، متظاهر في الخامسة والثلاثين من عمره، لبي بي سي: “أنا هنا لأنني لم أستطع ألا أكون هنا. العنصرية باتت جزءا لا يتجزأ من الولايات المتحدة”.
وتقول كريستال بالنغر، البالغة من العمر 46 عاما، إنها تأمل أن يكون الأمر مختلفا هذه المرة. “أشعر أن هذه المظاهرات مختلفة. آمل أن تصل رسالة الإخاء والمساواة هذه المرة”.
وأمر حاكم الولاية، روي كوبر، بتنكيس الأعلام من شروق شمس السبت وحتى غروبها حدادا على فلويد.
وفي بوفالو قدمت لائحة اتهام ضد اثنين من ضباط الشرطة بعد أن دفعا رجلا مسنا وأوقعاه أرضا مما أدى لإصابته بشكل خطير.
وفي مينيابوليس حظر مجلس المدينة ودائرة حقوق الإنسان فيها على الشرطة أن تثبّت المعتقلين بالضغط على أعناقهم.
وقال حاكم ولاية كاليفورنيا كيفين نيوسوم إنه سيتخذ إجراءات لحظر الشيء نفسه، وكذلك حظر عمدة سياتل على الشرطة استعمال الغاز المسيل للدموع ضد المحتجين. وأصدر قاضي اتحادي في دنفر تعليمات بحظر استعمال الشرطة للغاز المسيل للدموع.
وانتشرت دعاوى على وسائل التواصل الاجتماعي إلى معالجة قضايا عدم المساواة في مجالات عدة، من سلوك الشرطة، إلى الرعاية الصحية، إلى غير ذلك.
ويُسجن الأميركيون السود بمعدل يبلغ خمسة أضعاف نظرائهم البيض، ويُحاكمون في قضايا جنائية تتعلق بالمخدرات أكثر من البيض بستة أضعاف، وفقا للجمعية الوطنية للنهوض بالملونين. وتموت النساء السوداوات في أثناء الولادة بمعدل يفوق ضعف حالات النساء البيضاوات، وفقا لبيانات صحية أميركية.
وأدت عقود من الفصل العنصري المدعوم حكوميا إلى تكريس اللا مساواة في النظام التعليمي ونظام السكن وقطاعات عامة أخرى.
وتبين من دراسة أجراها معهد أبحاث بيو عام 2019 أن ثمانية من كل عشرة من المواطنين السود البالغين يقولون إن إرث التمييز العنصري ما زال يؤثر على حياتهم. ويقول نصفهم إنه لا يتوقع أن تكون هناك مساواة في الولايات المتحدة في أي يوم.