بغداد ـ الصباح الجديد:
عن دار الجمل للنشر والتوزيع، صدر كتاب» مذكرات أميرة بابلية» لماري تيريز أسمر. وعن الكتاب: معظمنا لا يعرف من هي ماري تيريز أسمر، هذا الاسم مجهول للكثيرين. إنها أميرة كلدانية عاشت في القرن التاسع عشر. كان لها أهمية بارزة في عصرها الا ان التجاهل والنسيان دفنها هي ومذكراتها لحين اكتشافها في مكتبة في بريطانيا. كانت ماري فتاة متعلمة، مثقفة، رحالة، تتوق شوقا للمعرفة وتعلم اللغات، كانت تتقن تسع لغات (العربية، السريانية، الانكليزية، اللاتينية، العبرية، التركية، الكردية، الايطالية والفرنسية).
في هذه المذكرات تسرد ماري تيريز طفولتها وشبابها ورحلاتها بين البلاد الاوروبية كما رحلاتها في الشرق، الى سوريا ولبنان وفلسطين… وتدون احداث التاريخ بتلك الفترات. انها متعلقة جدا بعراقيتها. كانت سيدة مجتمع من الطراز الرفيع، تتعامل مع مختلف المواقف بكل حرفية وذكاء. هذه الاميرة الضائعة لسنوات كان لها قدرة ابداعية على وصف الاماكن التي سكنتها وتنقلت بينها. من خلال هذه المغامرات الثرية بالأحداث والتاريخ سيعيش القارئ في طيات الزمن بين اسفار امرأة بابلية.
قد يكون اطلاق ماري تيريز على مذكراتها عنوان «مذكرات أميرة بابلية» سبب لاعتزازها وفخرها بوطنها وحضارتها البابلية. صدرت هذه المذكرات باللغة الانكليزية سنة ١٨٤٤ بجزأين. وقد يكون الاختيار جاء نتيجة اعتقاد كان سائدا عند الكثيرين بان العالم الاوروبي آنذاك لا يعرف العراق بقدر ما يعرف بابل. وقد يكون يعرف بغداد من خلال كتب المستشرقين او كتب تراثية وفي مقدمها كتاب ‹الف ليلة وليلة›. غير ان اختيارها للقب ‹اميرة بابلية› كان نوعا من الافتخار وضربا من المباهاة بالأصل والنسب، خصوصا ان النسب الكلداني السرياني له اهمية كبيرة عند الكثير من المسيحيين العراقيين اولئك الذين مازالوا متمسكين بوطنهم العراق موطن حضارتهم وهم يتطلعون الى تراث تلك الحضارة الممتد على امتداد سهل نينوى والمدن الاثارية حوله، رغم ان صفة الامارة قد لا تقتصر على النسب انما قد تذهب ايضا للمبدعين والمتفوقين من الجنسين على مر العصور ومنهم ماري تيريز اسمر.