«كسر المرايا».. د.عبد الأمير الحمداني صديقي وأتحدث عنه

ناجح المعموري

انه صديقي وأتحدث، حتى يعرف من لا يعرف، بالرغم من أنه لا يود القبول أو تصديق ذلك. والشأن خاص به، وما سأقوله معروف، أو القليل منه للأصدقاء، في اتحاد الأدباء، والكتاب في العراق وبابل.
ابتدأت علاقتي به في المهرجان الثقافي للمدى 2007 والذي أقيم في اربيل، وزارني للبيت في العام نفسه، وكان معه الأديب المعروف الأستاذ أمير دوشي. ومعروف للجميع بأن المشترك بيني وبينهما واسع وعميق، اختصاصه العلمي الدقيق وشهادته العليا بالآثار والتاريخ القديم من وجهة نظر انثروبولوجية. وانشغال الأخ امير دوشي بكل ماهو جديد ثقافيا عبر الأطلاع مباشرة او الترجمة، وكان وظل حتى هذه اللحظة مغذيا لي ولمجموعة اصدقائي في الحلة بكل ما هو جديد، لعلاقته مع مكتبات مدينة البصرة، ويعرف الكثير من الأصدقاء في بغداد بأن أمير دوشي أحد الذين يكونون امبراطورية اصدقائي ويزودني بحقائب من الكتب والمجلات الحديثة جدا للأطلاع عليها والتصرف كما يحلو لي، فأذهب سريعا للاستنساخ.
كنت استعين لأستكمال بعض المعلومات التي احتاجها لأنجاز بحث لي مع مصورات قديمة في الميثولوجيا وكان يسارع بأرسالها،بل يذهب للمنح الأكثر.
وجه د.عبد الأمير الحمداني وأمير دوشي دعوة ثقافية لي وللشاعر موفق محمد سنة 2007 واحتفت بنا الناصرية بطريقة فريدة، غير مألوفة بالفعاليات ومعها دعوة لزيارة أور الذاكرة العظيمة، بعد حصول موافقة القوات المحتلة الموجودة في قاعدة الأمام علي، وكانت احدى الأطلاعات المهمة جدا في حياتي، لأني اطلعت على قبر الملك شولكي، هذا العظيم الشاعر والبطل وهو الملك الأخير في سلالة أور الثالثة. وتحدثنا عن العالم طه باقر، وتكررت زياراتي الى الناصرية بدعوة من قبل د. عبد الأمير الحمداني وفي احداها كان حضورا مهما للأستاذ مفيد الجزائري ولا أخفي سرا، لأني ذكرت ذلك في مقال لي عن ديوان عدنان الفضلي، بأني عندما أغادر الناصرية ألتفت للخلف، ويحصل هذا معها فقط. لأنها أور ذات الأصول العظيمة.
وهي الناصرية في التاريخ المعاصر التي اخذتني بيدها وأدخلتني بفردوس الثقافة والمعرفة والأنتماء ،هي لحظة وكان جوهري.أتمنى أن يفهم الكثير من الأخوة والأعداء هذه الحقائق/ المكونات /الأحداث التي تحدث عنها الفيلسوف الفرنسي آلان باديوعندما أشارالى ان المكونات /الحقائق هي الرياضيات/الفيزياء/العلم/الفن/ السياسة/الحب .
أنا منتم للناصرية ، يعني متصل بشبكة عميقة من الفكر والمعرفة والفن والغناء ،هذا بالأضافة الى انني منغمس بأرض أور ومهووس بالكاهنة انخدوانا ،أنا مرتل آيات الجنس المقدس العظيمة والتي أشار تيري اليغين في كتابه « العقل والأيمان والثورة « تأملات في مناظرة حول الله /ت : أسامة منزلجي /دار الم\ى /2017 .
قلائل من الأدباء والمثقفين عرفوا بعلاقتي مع أور/ الناصرية /وكم من البحوث والكتب صدرت لي عنها.
كل هذا المنجز الثقافي والمعرفي والصداقي يأخذني نحو صديقي د.عبد الأمير الحمداني وكنت عونا مهما ويعرف العديد من الذين عملت معهم ، كم كنت متحمسا له ومندفعا بكل قوة لمناصرته في مسؤوليته عن وزارة الثقافة، وكنت منذ تلك اللحظة حتى الآن على تواصل مستمر وحضوري بالوزارة طويل جدا، لأنني وهو ننشغل بما هو جديد، وليس سرا أن أقول بأن الأصدقاء شوقي عبد الأمير ،عدنان السراج ، د. جبار جودي ، ليث كبة، وفلاح العاني ، شكلنا جماعة متفاهمة وأريد التعريف بالذي لم يوظفه اعلام الوزارة لتوضيح المشهد لمن يكره وزارة الثقافة، وأول ما ذهب اليه د.الحمداني تشكيل جماعة سينمائية من الأصدقاء أحمد ثامر، علاء المفرجي ، كاظم مرشد ، وقطعوا شوطا مهما على الرغم من المحاولات والمساعي التي لم تستطع عرقلة هذه التجربة التي استطاعت بمبلغ فيلم واحد من افلام بغداد عاصمة الثقافة العربية انجاز عددا مهما من الأفلام التسجيلية مع افلام روائية . وحقق حلم الوسط المسرحي عبر الفنان الكبير جواد الأسدي وعقد اتفاقا وافق عليه د.عادل عبد المهدي. ومعروف دور الأسدي بتأهيل وتدريب كوادر وتقديم عروض مسرحية، ومثل هذا المشروع مع تجربة السينما العراقية لايمكن أن يتحققا الاّ بواسطة وزير مثقف وناشط ثقافي، وأنا اعذر من لم يعرفه جيدا.وأخيرا أقول للأصدقاء الذين لايشمون الاّ رائحة العطايا، بأني عملت وسأظل مع الصديق د.عبد الأمير الحمداني للفترة التي هو فيها بوزارة الثقافة، عملت وبذلت جهدا أكثر مما يتوفر لي من طاقة، لأن السد الوزير داعم لأتحاد الأدباء.
لابدّ من قول الحقيقة التي أبغضت الكثير من الأدباء والأصدقاء، ومحورها علاقتي العميقة مع د.الحمداني والتشاور معه في اللقاءات الكثيرة، وترددي المستمر على الوزارة حتى اعتقد العديد بأني موظفا فيها بوصفي مستشارا. وما كرس هذا التصور سوى حضوره المستمر للاتحاد، وكأن الاتحاد بيته. وأثار هذا اهتماما في الوسط واستولد مواقف مضادة، وقال احد الأصدقاء بأن رئيس الأتحاد مستشار للوزيرواصطحبه معه بوفد رسمي ويغدق عليه بالعطايا.وقال اخر بأن المعموري مهرول للجهات التي يعرف طرق التسلل اليها، هو مهرول لوزارة الثقافة ويستلم العطايا باستمرار.هذا كلام غير صحيح .. هذه كراهيات مضادة للسيد الوزير ولي. ويعرف من في مكتبه بأني أزوره دوما والثقافة والفن هما مدار حواراتنا، وكثيرا ما قدمت له تصوراتي مكتوبة وحققت واياه دعما ماديا لأصدقاء كان وضعهم صعبا ورجوته أن يعين أحد الأدباء، وفعل ذلك ووعد السيد الوزيربتحويله الى العمل بنظام العقد في هذا العام الجديد. ولابد من الاشارة لمشروع « بيت الذاكرة ومرويات الجماعة « وهو مشروع جديد تماما ،كنت قد تحدثت مع د. الحمداني أثناء سفرتنا الى الشارقة /دبي ووافق سريعا ،وطلبت منه ان يتحدث مع الشاعر الكبير ناظم السماوي صاحب المشروع وكان سعيدا جدا،و طلبت منه أن يقدم تصوراتي عن مشروعه الخاص بالغناء والتسجيلات النادرة والسرديات والفوتغرافيات ،بمعنى تأسيس خزان للذاكرة العراقية ،وفعلا قدم تقريره لي ،وقدمته للسيد وزيرالثقافة وكان موقفه حماسيا ،لكنه طلب انتظار الموازنة لعام 2020 ،لأن مشروع ناظم السماوي يحتاج قليلا من الأجهزة والكثير متوفر مثل الكوادر والمكائن واحتياجات اخرى.
أريد أن أقول شيئا لمن يعرف القليل عن قدرات د.عبد الأمير الحمداني وأعني عن تخصصه الأكاديمي الرفيع والذي أهّله ان يكون مطلوبا من أكثر الجامعات العلمية المتخصصة بالتاريخ القديم والآثار، وأعرف بأن د. الحمداني أول باحث بالمجال الأنثروبولوجي والحفريات وكان منتدبا في جامعة بريطانية بإجازة وبدون راتب. أرجو من الأصدقاء أن لا يطلقوا آراء مجانية عن مكانة د. الحمداني وقدراته العلمية والثقافية، ولا أدري لم كل هذا الكلام ولم نسمع به من قبل عندما كان أحد القتلة وزيرا، او ضابط الشرطة والآخر العسكري. مكانة عبد الأمير الحمداني ساعدته على عقد تشاركات دولية كثيرة مع عديد من دول العالم. وأنا أعرف كل هذا الضجيج سببه علاقة د. الحمداني مع الأتحاد ودعمه غير المتصور، وبودي الاشارة الى ان السيد الوزير دعم الأتحاد بالموافقة على نشر مايقارب العشرين كتابا من التي رشحها الخبراء للنشر على نفقة الاتحاد، واقترح دعم الثقافة من خلال ذلك.
أخير سأقول ما يكرره دائما «وزارة الثقافة هي اتحاد الأدباء/نقابة الفنانين /جمعية التشكيليين « أخيرا دكتور عبد الأمير الحمداني صديقي ومن حقي أن أتحدث عنه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة