دار الأزياء تفتقر الى الدعم وباتت تفقد ملاكها جراء التقاعد

المصمم والمنفذ أحمد عباس:

بغداد – وداد ابراهيم:
يجد المنفذ والمصمم والخياط والمطرز “احمد عباس” ان “الدراسة الاكاديمية لم تكن هي السبب لوصوله الى مكانة مهمة باحتراف كل تفاصيل العملية الانتاجية لكل القطع في الدار العراقية للأزياء حيث يعمل، وانما رحلته منذ الطفولة مع والده الذي كان يرافقه الى محل للخياطة الرجالية، هي الاساس لما وصل اليه.

خبرة عملية
يقول: حين كنت في السابعة من عمري كنت ارافق والدي الى محله حيث يعمل خياطاً للملابس الرجالية واعمل معه الكثير من التفاصيل الصغيرة، واراقبه وهو يقص القماش بجرأة كبيرة مهما كان غاليا تعلمت منه العمل الدقيق والمرتب والاهم من ذلك معرفة التعامل مع نوعية القماش، واعتقد ان العمل في خياطة الملابس الرجالية يعطي خبرة للمعرفة بكل تفاصيل الخياطة من المرحلة الاولى وحتى تكون القطعة جاهزة، ومع كل هذا درست في “المعهد العراقي الايطالي” لتعلم فن التصميم والخياطة عام 1987 كما درست في معهد الفنون التطبيقية/ قسم التقنيات، لذا تصل خبرتي في الخياطة الى اربعين عاما.
وأضاف: اعمل في مراحل عدة، فبعد ان استلم النموذج من المصمم اقوم باستخراج قوالب “الباترون” على الورق ومن ثم تنفيذ العمل على قطع القماش ليقاس على العارضة بعملية “البروفة” بالإضافة الى اني اقوم بعملية الاشراف على التطريز اليدوي والالي لان التطريز ينفذ بشكل دقيق لا يشبه التطريز الذي ينفذ في المعامل على اللواصق كما اني اشرف على شكل القطعة وتطابقها مع الحقبة الزمنية التي تنتمي اليها لان لدي خبرة كبيرة في هذا المجال حتى تصل القطعة الى المخزن لتكون جاهزة للعرض.

اصمم للجامعات
وأكمل: أقوم بتقديم محاضرات في “مركز دار الازياء العراقية” وانفذ مشاريع تخرج للكليات والمعاهد الدراسية، وكلفت من قبل رئاسة الجمهورية بتصميم ملابس الملك فيصل وعائلته في مئوية الدولة العراقية كما صممت ازياء لمسرحية المجرشة والتي تتحدث عن حياة الملك فيصل .
واضاف: الدعم المعنوي والمادي ضعيف جدا، والادوات التي نعمل بها قديمة ومن دون ادامة او تجديد ولا احد يعرف عن الكادر الذي يعمل خلف الكواليس كم يقدم من الجهد والتعب والحرص والتفاني من اجل ان تظهر قطع الازياء مطابقة للمرحلة والحقبة الزمنية والشخصية التي كانت ترتديها لتظهر امام المتلقي غاية في الجمال والدقة من خلال العروض العراقية، ولا احد يسلط الضوء على هذا المكان الذي يعمل فيه كبار الفنانين من خياطين ومحترفين في التطريز والتصميم واكبر فناني الإكسسوار.

خبراء يتقاعدون من دون بديل
وتابع: شراء مكائن تطريز حديثة صعب بسبب التخصيصات المالية وتأخر الميزانية والكادر قليل لان من يحال على التقاعد لا يأتي بديل عنه لعدم وجود وظائف شاغرة في الدار بسبب عدم توفر الدرجات الوظيفية، وعملية صناعة ازياء تاريخية من القماش عملية ليست سهلة تستغرق اشهر لأنها تنفذ يدويا، وهذا يحتاج الى تعيين خريجي كليات ومعاهد الفنون من اجل ان تحافظ الدار على القها وبريقها، ومن اعظم ما قدمه الدار هو ان الخطة السنوية تحتم علينا تقديم ثماني قطع تاريخية سنويا لكن عام 2022 قدمنا خمسين قطعة تاريخية لانه كانت هناك مناسبات وطنية وتاريخية احتاجت ان نعمل بجهود كبيرة لنصل الى المطلوب.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة