في دار بابل للثقافات.. استذكار لفنان اعتزل قبل ٤٤ عاماً

كمال محمد.. أغانٍ محدودة وأثر باق!

بغداد ـ كوكب السياب:
أقامت مؤسسة دار بابل للثقافات والفنون جلسة استذكار للفنان الراحل كمال محمد، في مقر المؤسسة بشارع ابي نواس حضره عدد من متذوقي الغناء العراقي، قدّمته الفنانة التشكيلية بشرى سميسم، وتحدّث فيه الصحفي والناقد سامر المشعل عن تجربة محمد الغنائية القصيرة.
المشعل قال إن “كمال محمد يعد واحداً من أعذب الأصوات العراقية، وقد كان في بداياته قارئاً للقرآن الكريم، ولقّبه الشيخ أحمد الوائلي بـ (عبد الباسط الناصرية)”.
وأحيا الجلسة المطربون الشباب حسين المسافر وسعد العطار وحسين جبار، إذ قدّم كلٌ منهم أغنية من أغاني الفنان كمال محمد، بصحبة الفرقة الموسيقية التي قادها الفنان حسين الساري.
وتناولت الفنانة بشرى سميسم محطات من سيرة الفنان الراحل، قالت أنها استسقتها من عائلته ومن مصادر موثوقة جداً.
وأكدت سميسم، أنه “في الستينيات، كان الشيخ احمد الوائلي يأتي إلى الناصريه لإحياء المجالس الحسينية، فيما كان كمال محمد يفتتح المجلس بتلاوة آياتٍ من القرآن الكريم. وأشارت إلى أن “محمد توجه إلى بغداد وكان هناك اختبار في الإذاعة والتلفزيون، وبحكم علاقته مع اصدقائه أبناء مدينته حسين نعمة وطالب القرغولي وفتاح حمدان قرر الاشتراك بهذا الاختيار لتمكنه من الغناء وكان في وقتها الفنانان احمد الخليل ووديع خونده، رئيسا لجنة الاختبار وقد نجح في اجتياز الاختبار وعُدّ مطرباً محترفاً”.
وعلى الرغم من سيرته الفنية القصيرة فإن كمال محمد تمكن من تحقيق نجاحات كبيرة، وقد اشتهر مع إذاعة أول أغنية له مطلع السبعينيات (اغنية معاتبين)، وهي المرحلة الزمنية ذاتها التي ظهر فيها الفنان حسين نعمة وذاع صيته سريعاً.
من جهته أكد الفنان غيث هادي، إن “أسباباً اجتماعية قسريّة أجبرت محمد على ترك الغناء وهو في أوج عطائه الفني”، مبيناً أن “محمد من المطربين القليلين الذين لم ينتظموا في الماكينة الدعائية لثقافة السلطة قبل عام ٢٠٠٣، وهو ما يفسر ابتعاده عن الأضواء الإعلامية مما أثر في شهرته الجماهيرية”.
وأشار هادي إلى أن الفنان كمال محمد قرر اعتزال الغناء نهائياً عام ١٩٧٩، برصيد غنائي مؤثّر بالرغم من قلته، وقد حاول المخرجان جمال محمد وكارلو هارتيون إعادته للغناء مطلع الثمانينيات من خلال إعادة تصوير بعض أغانيه القديمة”.
الجدير ذكره، إن الفنان كمال محمد غادر الناصرية بعد اعتزاله الغناء ليستقر في ديالى، قبل أن يعود إلى أحضان مدينته بعد فترة الاحتقان الطائفي ٢٠٠٥-٢٠٠٦، وبقي بعيداً عن الأضواء، حتى توفي في عام ٢٠٢٠ بعد إصابته بفايروس كورونا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة