” رؤى المرأة المسرحية في صناعة السلام” ..عرض تمثيلي وجلسة حوارية

في المركز الثقافي الفرنسي..

بغداد ـ سمير خليل:
بالتعاون بين بيت المسرح وأمانة العلاقات الدولية للاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق اقيمت الجلسة الشهرية للأخير في المعهد الثقافي الفرنسي تحت عنوان (رؤى المرأة المسرحية في صناعة السلام)، وتضمنت الجلسة تقديم مشهد مسرحي بعنوان (ش +ش= حلم) وهو نتاج ورشة فرقة (نورسين المسرحية)، وتلت تقديم هذا المشهد، الجلسة النقدية بإدارة الفنان الدكتورعلاء كريم وقراءات للدكتورة سافرة ناجي واعتذار الدكتورة ايمان الكبيسي عن الحضور.
وقال الدكتور علاء كريم عند افتتاح الجلسة: المسرح يعمل في مفاهيم وامكنة متعددة من الجماليات المعرفية والفكرية والانسانية لذا سنكون معكم اليوم والجلسة الحوارية التي سنتناول من خلالها رؤى مفهوم السلام مسرحيا، المشهد المسرحي الذي تابعناه هو من مخرجات فرقة نورسين ومتابعة بيت المسرح في الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق والمتمثل في كل الاشتغالات والاستكشافات التي عملنا عليها في بيت المسرح، مسرحية ” ش + ش= حلم ” تلامس الفعل المسرحي الذي يحاكي السلام لكن برؤى نسوية، هنا ومن خلال هذه القراءة سنطرح بعض الاشكاليات وبعض الفرضيات التي من خلالها يمكن ان نصل الى نتائج نرتقي من خلالها الى الصورة الحقيقية لواقع المسرح النسوي في العراق، لذا نحن نعمل دائما من خلال هذا الفضاء، نعكس الرؤى الفكرية المتعددة او البنى الشكلية في واقع المسرح والتي تعالج الاشكاليات الحياتية المعاصرة والراهنة في زمننا الحالي والملامس للعديد من القضايا التي تخص المرأة في العراق، المسرح دائما متواجد وموجود من خلال هذه الاشتغالات الواسعة والمتعددة والمختلفة ومنها الفعل الانساني الذي يلامس عنصر السلام”.
الدكتورة سافرة ناجي المشرفة على المسرحية اجابت في تعقيبها على سؤال المقدم بان : المسرحية تضمنت شخصيتين (ش) شهرزاد و(ش) شهريار، ماهو الفعل الانساني الذي لامس مفهوم السلام في هذا العرض؟ فقالت:
كي نفهم هذا العرض الذي قدم كفضاء تطبيقي لموضوع الجلسة، هنا قد يتبادر الى الذهن ان المرأة المسرحية هي المرأة الفنانة، هنا الاستعارة لرؤى المرأة المسرحية، الفنانة التي تجسد وهي تمثل كل نساء العالم وايضا تمثل حركة هذا الاختلاف الفكري حول مصدرالشر، هل هو المرأة ام الرجل !! عندما كتبت هذا المشهد رجعت الى التاريخ، وعندما ترجع الى التاريخ تجد هناك مقولات كثيرة وحقائق تكاد تكون قاطعة، ان المرأة هي سبب كل الحروب، وهذه الفكرة في رأيي خاطئة جذّرها هذا الصراع المستديم مابين المرأة والرجل ومن هو المسؤول، لذلك انا استعرت شخصيتي شهرزاد وشهريار باعتبارهما الرمزالذي يلامس الذاكرة الجمعية الثقافية الشرقية والثقافة العراقية على وجه التحديد، ما معروف ان شهريار كان شخصا يتلذذ بالدم، شخصية سادية، وشهرزاد هنا استعارة رمزية الى ان هل الرجال جميعهم يتصفون بهذه الصفة؟ قطعا هناك الفروق الفردية تنفي هذه المفارقات، ولكن عندما نستعرض كل رجال التاريخ، هتلر ونابليون وغيرهم نجد ان الذي يتصدى للحرب هو الرجل ومن يدفع الى الحرب هي المرأة”.
واضافت : لو نرجع الى مرجعيات شهرزاد الفكرية والتاريخية والثقافية نجد انها قد انتفضت وتمردت انتصارا لبنات جنسها وانتصارا لذاتها اولا ومحبتها لروحها لانها روح محبة للحياة ومحبة للسلام قد دحضت هذه الفكرة وتمردت تمردا انا اسميه “التمرد الناعم او الثورة الناعمة ” وفق طروحات ثقافة اليوم، تمردها لم يكن ان تشهر السلاح مع شهريار وتقول له بانه على خطأ وتدخل معه في تحد مادي جسدي بل دخلت معه في تحد فكري، ان تروضه نفسيا وجسديا وعقليا وروحيا من خلال الذهاب الى فن التعبيروهو فن القصص، فذهبت الى كيف تجعل من فن التعبير وفن القصص ان تخفف وتعالجه من هذا الاضطراب النفسي الذي يعيشه والموقف الحاد الذي اتخذه بان المرأة هي مصدر الخيانة ومصدر الحرب والشر، وهذه فكرة راسخة في كل الثقافات، ولواجرينا مقارنة بين الثقافتين الشرقية والغربية نجد نفس المعيار تحاكم به المرأة ، انا اؤمن ان النسوية هي ليست الفكر الراديكالي الذي يلغي الآخر ولكن انا اؤمن وهذا ما تدعو اليه النسوية الحقيقية ان الحياة تقوم على التفاعل بين الرجل والمرأة اذ لاتستقيم الحياة وتستمر دون حضور الآخر”.
العرض المسرحي هو ورشة لفرقة نورسين اعدت نصه واشرفت عليه الدكتورة سافرة ناجي جسد فيه شخصيتي شهريار وشهرزاد الفنانين الشابين عبد الرحيم خالد واميمة جمال بمرافقة عازف العود سجاد عبد الكريم الساعاتي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة