تواصل حملة إعادة تأهيل البيوت التراثية في البصرة القديمة

وفد الإتحاد الأوربي والنائب الأول للمحافظة أشرفوا موقعيا على أعمال الترميم

البصرة – سعدي السند:

اجرى النائب الأول لمحافظ البصرة المهندس محمد طاهر التميمي جولة بمدينة البصرة القديمة رفقة وفد من الاتحاد الأوربي البيوت التراثية المشمولة بمشروع مبادرة إحياء وتأهيل هذه البيوت والتي يمول عمليات التأهيل الاتحاد الأوربي وتنفذها منظمة اليونسكو.

خطوة مهمة للأطلاع موقعيا على هذه الحملة
بدأت الجولة في بناية قصر الثقافة في البصرة للاطلاع على مراحل أعمال تأهيل و اعمار البناية وكان باستقبالهم مدير قصر الثقافة باسم حسين غلب الذي رحب بالضيوف قائلا:
ان هذه المتابعة الميدانية من قبل وفد الأتحاد الأوربي والحكومة المحلية هي خطوة مهمة للأطلاع موقعيا على هذه الحملة التي بدأت في شهر تموز الماضي وان ادارة قصر الثقافة ترتبط بعلاقة مميزة مع مكتب منظمة اليونسكو من اجل تحقيق اعلى درجات التعاون للوصول الى نتائج مهمة يحرص من خلالها الجميع على تنفيذ الحملة وعودة قصر الثقافة الى سابق عهده في تقديم أنشطته وفعالياته التي تخدم البصرة وأهلها الكرماء بعد أن انجاز الحملة واظهار البناية بحلتها الجديدة مسجلين شكرنا لوفد الاتحاد الأوربي وللنائب الأول لمحافظ البصرة الذي يتابع الأعمال بشكل يبعث على الاعتزاز ويحرص بأستمرر على انجاز البناية كما هو مخطط لها لتكون كما هي دائما بيتا ثقافيا لكل المبدعين .
هذه هي طبيعة الاعمال التي تنفذها منظمة اليونسكو
وتناوب على الحديث من جهة منظمة اليونسكو (مكتب العراق ) كل من السادة جنيد سورش رئيس قسم الثقافة في مكتب اليونسكو فرع العراق وسانتوش خاتري رئيس قسم التعليم في مكتب العراق والمعماري فابرس استشاري الهندسة المعمارية لليونسكو وبلال الحمايدة منسق مشروع الاعمار والمهندس الأستشاري قصي الشمخاوي ممثل منظمة اليونسكو في البصرة الذين قدموا شرحا مفصلا عن طبيعة الاعمال التي تنفذها منظمة اليونسكو كما تحدثوا عن المتدربين الشباب الذين ادخلتهم منظمة اليونسكو في دورات مكثفة في مركزي التدريب المهني في البصرة وخور الزبير على نفقتها ليكونوا جزءا من عملية اعادة تأهيل البيوت التراثية في البصرة بعد ان اكتسبوا مهارات فنية في عدد من التخصصات التي تحتاجها هذه البيوت ومنها البناء والخرسانة و النجارة والتأسيسات الكهربائية وغيرها واكتسبوا الخبرة المميزة لكل مايخص اعمار وصيانة هذه البيوت خصوصا وأنهم دخلوا الى هذه الدورات كعاطلين عن العمل وتحققت لهم المهارة المطلوبة ليكونوا جزءا من هذه الحملة.

هندسة معمارية في غاية الجمال والتنوع الفني
يذكر ان بناية قصر الثقافة يعود تاريخ بنائها الى نحو قرن وقد بناها الشيخ خزعل الكعبي ويتميز بناؤها بهندسة معمارية في غاية الجمال والتنوع الفني حيث استقبلت البصرة بناء هذا النوع من الشناشيل بأهتمام كبير وعمد اهلها إلى إغنائه بالعديد من المفردات سواء في مجال العمارة ومواد البناء ام في مجال النقوش والزخارف وقد تنوعت الشناشيل في الشكل والمحتوى وجاءت متطابقة مع الذوق العام، وجاء هذا بسبب حرية الحركة في الخشب، وسهولة التصرف به وأن شناشيل البصرة حافظت على طابعها الخاص، فهي مطعمة بالزخارف المتناظرة مع الفسيفساء. ونرى أن أهمية الشناشيل لا تنحصر في خصائصها الفنية فقط، بل تتعداها إلى أهمية اجتماعية أيضا، إذ جاءت الشبابيك ذات المشبكات الخشبية البارزة على صورة مثلثات مسننة متباينة ومتوافقة مع القيم الاجتماعية المحافظة وشكل الشبابيك المطلة على الأزقة والشوارع تسمح لأهل الدار ان ينظروا إلى الخارج، أي الزقاق، بينما لا يستطيع المارة ان يروا ما في الداخل.. وهذه الخاصية مهمة بالنسبة للنساء وهناك بعد اجتماعي آخر للشناشيل يمنح نزلاء الدور المزودة به المزيد من العلاقات الطيبة مع جيرانهم، لأن وضع الشناشيل في الطابق العلوي من المنزل أدى إلى تقارب سكان بيوت الشناشيل، بحيث يسمح للعوائل ان تتبادل التحايا والاخبار وشتى الأحاديث من خلال الشناشيل و يرى المهندسون المعماريون ان الاكتشاف الأهم في مادة بناء الشناشيل هو الخشب، وأن مادة الخشب، لخفتها، سمحت لسكان المدن العراقية ان يرفعوا بيوتهم إلى طابق ثان من غير مخاوف من طبيعة الأرض فضلا عما تؤلفه الشناشيل في الزقاق الواحد من نسق معماري ذي ابعاد هندسية جميلة؛ لأنها في ارتفاع واحد سواء عن مستوى ارض الزقاق ام على مستوى إطلالتها أو طلعاتها الخارجية.

طبيعة الاعمال التي تنفذها المنظمة
ثم اجرى النائب الأول لمحافظ البصرة جولة ميدانية في البيوت المشمولة بأعمال التأهيل ومعه وفد الأتحاد الأوربي واطلعوا على معالم منطقة البصرة القديمة وعلى بيوت الشناشيل القديمة
وتأتي هذه الجولة الى مشروع ترميم الدور التراثية لأهميته والذي نفذته منظمة اليونسكو في العراق، وفق دراسة ومسح وتقييم انشائي نوعي بطراز معماري يمازج فنون العمارة البصرية القديمة لغرض إعادة اعمار وترميم هذه الاثار التاريخية القديمة حيث ان هذا المشروع يأتي بعد سلسلة لقاءاته مع منظمة اليونيسكو والتي اسفرت عن تحديد الدور التراثية لإعادة اعمارها ، إضافة الى ترميم النهر المحيط بهذه البيوت.
تم بحث مجمل الاعمال الترميمية
وكان النائب الاول لمحافظ البصرة قد استقبل بمكتبه بديوان المحافظة السيد جنيد سورش مدير القسم الثقافي في اليونسكو في العراق قبل الجولة والذي اطلعه على اخر انجازات وخطط المنظمة الجارية بمجال إحياء التراث الثقافي الحاصلة للبيوت التراثية في منطقة البصرة القديمة
وتم بحث مجمل الاعمال الترميمية التي نفذتها المنظمة بسواعد معمارية وهندسية عراقية تحت أشراف ومتابعة من قبل خبراء معماريين اجانب وقدم (جنيد) شكره على الدعم الذي قدمه النائب الأول لمحافظ البصرة لانجاح عملهم ضمن المرحلة الأولى من ترميم الدور، وكذلك النهر، المحيط بالبيوت مؤكدا ان سر نجاح منظمة اليونسكو جاء ايضا بدعم وتعاون وزارة الثقافة العراقية وحكومة البصرة المحلية من خلال تعاونهم مع المنظمة، ومن المؤمل قريبا الانتقال الى المرحلة الثانية لترميم البيوت التراثية الأخرى

قريبا .. شمول بيوت تراثية أخرى بحملة التأهيل
من جهتها اكدت منظمة اليونسكو، ان خطط المنظمة المستقبلية هي الاستمرار بأعمال ترميم وصيانة البيوت التراثية الأخرى، ومنها المحكمة القديمة ودار الوالي العثماني، وتتطلع منظمة اليونسكو الى عقد شراكة مالية وعمرانية مع حكومة البصرة لأعمار وترميم بقية الدور التراثية الاخرى بطابع جمالي وتراثي يحاكي تاريخ البصرة وارثها لأعمار هذه الاثار التاريخية نظرا للأهمية والعمق التراثي العريق لتلك الدور، وتطلع المنظمة للوصول لأنشاء محمية ثقافية في البصرة مستقبلا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة