قوّات خاصة لمنع إحراق مقّرات الديمقراطي الكردستاني
السليمانية ـ عباس كاريزي:
فرقت قوات خاصة انتشرت وسط محافظة السليمانية ومدن رانية وتق تق وكوية وقلعة دزة وكفري وكلار وحاجي ئاوا، تجمعات وتظاهرات لمواطنين في الاقليم، فيما طالب المواطنون بسحب قوات البيشمركة وغيرها من القوات الخاصة، التي انتشرت وسط المدن لمنع اي تجمعات او بوادر للتظاهر في الاقليم، عقب احراق المتظاهرين مقاراً حزبية وحكومية خلال الايام الاولى للتظاهر.
و قال رئيس مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين في الاقليم،على صعيد الانتهاكات التي مارستها السلطات الامنية ضد التظاهرات، ان الايام القليلة المنصرمة شهدت تصاعدا خطيرا سجلت خلاله عشرات التجاوزات والاعتداءات على حقوق الصحفيين في المحافظات والمدن التي شهدت تظاهرات شعبية.
واضاف رحمان غريب في تصريح للصباح الجديد ان عشرات الصحفيين تم اعتقالهم والتجاوز على حقوقهم بنحو تعسفي من دون اوامر قضائية، واردف ان» قانون العمل الصحفي تعطل في الأيام الثلاثة الماضية فلكل قوة امنية قانونها الخاص».
واضاف غريب ان مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين، سجل خلال ال72 ساعة الاولى من بدء التظاهرات عشرات التجاوزات وأن السلطات الحاكمة لم تجد غير اغلاق القنوات الفضائية والاعتداء على الصحفيين بالضرب، وتعرضهم لشتى انواع التهديدات واستعمال الرصاص المطاطي ضدهم، طريقا بديلا لتنفيذ قانون العمل الصحفي.
وتابع غريب «منذ بدء العمليات الاحتجاجية للمواطنين، انتشر الالاف من افراد القوات الامنية ومن الصنوف كافة، في شوارع واسواق مدينة السليمانية، وكذلك في شوارع الاقضية والنواحي والقصبات التابعة لمحافظة السليمانية، وقد تعاملت تلك القوات بنحو عدائي واستفزازي ضد الصحفيين، وكأنهم اعداء اشداء لهم، سواء كان اولئك الصحفيون يعملون لوسائل اعلام محلية او اجنبية.
وتعرض العديد من الصحفيين للحجز والاعتقال لمدد محدودة قبل ان يتم اطلاق سراحهم، ولم يتضح لحد الان عدد الصحفيين الذين تم اعتقالهم وحسب اي مادة قانونية وضعوا في السجن.؟
عشرات الصحفيين اضطروا الى ترك مواقعهم لتغطية الاحداث لهذا الوقت او ذاك، نتيجة اصابتهم بالغازات المسيلة للدموع، وبعضهم نتيجة اصابتهم بالرصاص المطاطي بنحو مباشر، مستنكرين قيام قوات الامن (الآسايش) في السليمانية، باغلاق مكاتب مؤوسسة ناليا الاعلامية، وطالبوا ايقاف البث لجميع القنوات المسموعة والمرئية، ومن دون اي اوامر قضائية، وقيام القوات الامنية باعتقال الصحفي (آوات علي) المدير العام لمؤوسسة ناليا، ونقله الى مركز شرطة أزمر، واطلق سراحه بعد التحقيق معه، لاكثر من ساعتين.
مشيرا الى ان مركز ميترو سجل خلال ال 72 ساعة الماضية، اكثر من 32 ملف لانتهاكات وخروقات بحق الصحفيين، وكل ملف يتضمن الكثير من المخالفات لقانون العمل الصحفي.
وادان غريب باسم مركز ميترو للدفاع عن حقوق الصحفيين، وبشدة تصرفات القوات الامنية، معلناً رفضه واستنكاره استعمال القوة المفرطة ضد الصحافة والصحفيين، مطالباً بايقاف حملات الاعتقال، كما طالب باطلاق سراح جميع المعتقلين.
نشطاء مدنيون قالوا للصباح الجديد، ان قوات خاصة مدججة بالاسلحة والمعدات الخفيفة والمتوسطة، تم نشرها في العديد من المدن منعاً لتجدد التظاهرات الشعبية، او ما اطلق عليها لاحقاً ثورة الجياع المطالبة بالاصلاح ومحاربة الفساد.
وفي السليمانية عقدت اللجنة الامنية اجتماعاً منعت بموجبه منح اية رخصة لاجراء تظاهرات جديدة في المدينة، بينما منعت القوات الامنية تجمعا كان اعضاء في برلمان الاقليم عن حركة التغيير والكتل الاخرى ينوون القيام به، في ساحة السراي وسط المدينة، فيما يستمر اعتقال العشرات من نشطاء المجتمع المدني والمواطنين، بينما استقدم الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني قوات عسكرية خاصة مدججة بالاسلحة والمعدات الخفيفة والمتوسطة نشرها بالقرب من مقاره الحزبية في محافظات السليمانية وحلبجة والاقضية والنواحي التابعة لهما، بغية منع احراق ما تبقى من مقاره الحزبية فيها.
اما مدينة اربيل فهي ايضا شهدت انتشارا واسعا للقوات الامنية، بينما رفض محافظ المدينة نوزاد هادي، منح اجازة تجمع كان ممثلون عن الملاكات التدريسية ينوون القيام بها للمطالبة بمنح رواتبهم المتأخرة، بدوره عدّ المتحدث باسم حكومة الاقليم سفين دزي في تصريح ان هناك ايادٍ تحاول استهداف الامن والاستقرار في الاقليم.
رئيس حركة الجيل الجديد شاسوار عبد الواحد اعلن اضراباً مفتوحا عن الطعام بعد ان تم اعتقاله واقتياده الى جهة مجهولة من مطار السليمانية الخميس الماضي.
ونشرت حركة الجيل الجديد بياناً اعلنت فيه، ان حياة رئيسها في خطر مطالبة المنظمات المحلية والدولية المعنية بالمراقبة والدفاع عن حقوق الانسان والعمل على حفظ حياة شاسوار عبد الواحد، الذي مازال مكان احتجازه مجهولاً لحد الان.
بدوره جدد المتحدث باسم رئاسة الوزراء سعد الحديثي التأكيد على ضرورة قيام قوات الامن الكردية بواجبها في تهدئة الاوضاع في كردستان، وضمان حق التظاهر وعدم الاعتداء على المواطنين، مشيرا الى ان هناك مسؤولية ملقاة على عاتق الحكومة الاتحادية لضمان امن ومصالح المواطنين في جميع اجزاء العراق وخاصة في الاقليم.
ومن جانبه طالب دلشاد عمر مدير التربية العام بمحافظة السليمانية، الملاكات التدريسية بالاعتصام ومقاطعة الدوام عوضاً عن التظاهر.
واضاف المدير العام: من اجل ان ينأى المعلمون والمدرسون بانفسهم عن الصراعات السياسية والحزبية والابتعاد عن اعمال العنف والشغب، عليهم استبدال الية وشكل التظاهر بالاعتصام والمقاطعة حفاظا على ارواحهم والامن والاستقرار في المدينة.
معربا عن امله في ان تستجيب السلطات وان لاتعاند في الاستجابة لمطالب الملاكات التدريسية، لتعديل واعادة رواتبهم المتاخرة، وتشكيل حكومة انتقالية او حكومة انقاذ وطني لعبور المرحلة الانتقالية التي يمر بها الاقليم.