دمج النظم الذكية مع قدرات البشر للوقاية من عدائية الآلات
متابعة الصباح الجديد:
لطالما عبر الملياردير الأميركي ايلون ماسك في أكثر من مناسبة عن مخاوفه تجاه خروج أنظمة الذكاء الاصطناعي عن سيطرة البشر وإطاحتها بالبشرية كما يحدث في افلام الخيال العلمي، ولمواجهة هذه المخاوف يخطط قطب وادي سيلكون لربط عقول البشر بالإنترنت بهدف إنشاء سباق «الأذكياء».
ويقوم مشروع «نيورولينك» لمؤسس شركة سبيس اكس على ربط رقائق الكمبيوتر مع عقول البشر لدمجها بالذكاء الاصطناعي.
ويهدف المشروع إلى تجنب تطور هذه الانظمة الذكية بنحو معاكس لخطط البشر وصد محاولاتها للسيطرة إذا حدث هذا في المستقبل، عبر بناء كمبيوترات في الدماغ من خلال الربط العصبي، وهي تقنية مبتكرة تعتمد على الدماغ لإقامة جسر بينه وبين الكمبيوتر في خطوة تسعى إلى عالم يصبح فيه الإنسان والآلة الشيء ذاته.
وقال موسك إن «التطلع بعيد المدى المرتبط بالشبكات العصبية، يشمل تحقيق تكافل مجدٍ مع الذكاء الصناعي. وإذا كان لدينا مليارات من الأفراد، ممن لديهم ارتباط ذو نطاق ترددي واسع مع الذكاء الصناعي، فسيؤدي ذلك إلى جعل الجميع يشعرون بالذكاء الشديد».
وأوضح في مقابلة نشرت العام الماضي «إذا ما وثقنا بالإنجازات العلمية، فإن وضع رباط عصبي في أدمغتنا سيسد أي فجوة بيننا وبين الألة».
وأضاف أن السيطرة على آلات فائقة الذكاء ليست مسألة يمكن حلها بسهولة، لكنه يؤمن بأن دمج النظم الذكية مع قدرات البشر سيكوّن مستقبلا مختلفاً ليس فيه عدائية من جانب الآلات.
وأشار إلى أن «درجة تطور هذا الذكاء في السنوات الأخيرة بدأت تجعل منه أكثر خطورة مما نتوقع، وربما يصبح أكثر خطراً على البشر من الأسلحة النووية».
أسس ماسك مشروع «نيورولينك» في يوليو/تموز 2016، لكن التفاصيل بشأن المشروع الثوري والغريب ما تزال نادرة.
وذكرت الشركة على موقعها في شبكة الإنترنت، إنها تطور «واجهات فائقة السرعة وواسعة النطاق بين الآلات والدماغ، لخلق تواصل بين البشر وأجهزة الكمبيوتر».
ويوضح ماسك إن الشركة ستركز أولا على التطبيقات الطبية، وكذلك تأثيرات أمراض الدماغ، مثل الصرع. وبعد ذلك، ستحدّث رقائقها الدماغية لتطوير «علاقة تكافلية» بين الذكاء الصناعي والإنسانية.
وعلى الرغم من أن تصور الاندماج بين دماغ الإنسان والكمبيوتر الذي طرح في العديد من أفلام الخيال العلمي، يبدو مرعباً خاصة وأن فكرة تدفق المعلومات مباشرة إلى أدمغتنا عبر أنظمة تعد غريبة، لكن ربما يكون هذا هو المستقبل بحق عندما تعلو التساؤلات عما سيبقى من كوننا بشراً.