موصليو الأيسر يطلقون مبادرات جديدة
نينوى ـ خدر خلات:
مع تراخي قبضة تنظيم داعش الارهابي بأيمن الموصل وجدت عائلات موصلية فرصة للهرب من جحيم التنظيم، فيما يطلق سكنة الجانب الايسر عدد من المبادرات لدعم القوات الأمنية ونازحي الأيمن، مع دعوات لضبط الاسعار ومحاسبة المخالفين.
وقال مصدر امني عراقي مطلع في محافظة نينوى الى “الصباح الجديد” ان “تحرير عدد من الاحياء السكنية والمناطق الاستراتيجية في الجانب الغربي من مدينة الموصل، اربك حسابات وخطط تنظيم داعش الارهابي، وباتت فلوله تنسحب بشكل عشوائي ضاربة بعرض الحائط كل الخطط والتوجيهات التي تردها من قياداتها الاجرامية”.
واضاف ان “هذه الفوضى في صفوف العدو مرشحة للتزايد وصولاً الى مرحلة الانهيار التام، حيث ان قبضة داعش لم تتراخى في الأحياء الساخنة او القريبة منها فحسب، بل ان الأحياء البعيدة نسبياً عن مناطق الاشتباك بدأت قبضة داعش تتراخى فيها، بدليل ان عشرات العائلات بدأت بالتوجه من تلك الاحياء وصولا للأحياء الساخنة والعبور باتجاه القوات الامنية العراقية”.
ولفت المصدر الى انه “خلال اليومين الماضيين بدأت مئات العائلات بالوصول الى قواتنا الأمنية في الأحياء المحررة في اكبر موجة نزوح يشهدها ايمن الموصل منذ انطلاق معارك تحريره، جاء ذلك عقب تراخي قبضة العدو وانشغال مقاتليه بامور اخرى اكثر اهمية بالنسبة لهم من منع الأهالي من الفرار من مناطقهم”.
وتابع ان “القوات الأمنية كانت على ادراك بما يحصل في صفوف العدو، وكانت مستعدة لتأمين عدة ممرات آمنة نسبيا لعبور العائلات الهاربة، مع تقديم ما يمكن تقديمه من مساعدات غذائية عاجلة، لكن لا يمكن سد حاجة الآلاف في ظل استمرار المعارك ومتطلباتها اليومية”.
وتتوقع الأمم المتحدة والحكومة العراقية نزوح قرابة 250 ألف مدني خلال معارك استعادة الجانب الغربي للمدينة، التي يقطنها قرابة مليون ونصف المليون نسمة، ويسيطر عليها “داعش” منذ يونيو/ حزيران 2014، وهي آخر معقل له بالعراق.
والجانب الغربي من الموصل، أصغر من جانبها الشرقي، ويشكل 40% من مساحتها، لكن كثافته السكانية أعلى، إذ يسكنه قرابة 800 ألف مدني.
وخلال مؤتمر صحفي في مقر المنظمة الدولية بنيويورك، قال استيفان دوغريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، إن “أكثر من 16 ألف و500 شخص تم تشريدهم من غربي الموصل، منذ 19 شهر فبراير/شباط الماضي، منهم 12 ألف و700 شخص، نزحوا من بيوتهم خلال اليومين الماضيين فقط”، وهو ما يمثل 77% من إجمالي النازحين خلال الأيام التسعة الأخيرة.
على نفس الصعيد، اطلق ناشطون موصليون من سكنة الجانب الايسر المحرر حملة لاغاثة النازحين من الجانب الايمن باتجاه القوات العراقية ومن ثم الى ناحية حمام العليل (30 كلم جنوب الموصل)، داعين ميسوري الحال والمواطنين الى ارسال المواد الغذائية والاغاثية ومياه الشرب وحليب الاطفال الى نازحي الايمن بسبب الوضع المعيشي الصعب الذي يمرون فيه، فيما انتقدوا منظمات الاغاثة المحلية والدولية لجهودها الخجولة في تقديم الدعم اللازم لاولئك النازحين، فضلا عن مناشدة الحكومتين المحلية والاتحادية لمضاعفة جهودهما في هذا الشأن.
كما اطلقوا حملة اخرى تدعو للتبرع بالدم لجرحى القوات الامنية والجرحى من المدنيين النازحين الذي استهدفهم تنظيم داعش بقذائف الهاون وبالقنص خلال الايام الماضية القليلة، حيث كانت قيادات داعش الاجرامية قد اصدرت اوامرها باستهداف المدنيين الهاربين من مناطق سيطرة تنظيمهم المتطرف.
على صعيد آخر، دعى ناشطون موصليون الجهات المعنية الى التدخل وضبط الاسعار في الجانب الايسر ومنع ضعاف النفوس من استغلال ضعف سلطة القانون حالياً ورفع اسعار تجهيز المنازل بالطاقة الكهربائية من المولدات الاهلية، مبينين ان الاسعار المقررة هي 1000 دينار مقابل كل ساعة تشغيل، بينما عدد من اصحاب المولدات يفرض سعر 1500 دينار للساعة الواحدة، علما ان الوقود يصلهم بسعر رمزي من قبل الحكومة المحلية بنينوى.