مُصطاد

مُصطاد

عبدالهادي عباس في صباحٍ مشرق، يجلس أليوسا – وهو رجل طاعن في السّن – في وسط البحر على قاربٍ بسيط، ومزاجه يعتكر قهراً وألماً .. فمنذ أسبوع تقريباً لم يصطدْ أيّة سمكة، وهذا الشيء خلق بداخله حزناً كبيراً. يضع يده على خدّه لأكثر من ساعة، وحرارة الشمس تزداد أكثر فأكثر .. وفجأة .. وفي لحظة ما وهو غارق في التفكير .. تذكّر أنّه منذ مدّة ليست طويلة، ذهب إلى سوق في البلدة لبيع المسلتزمات المحظورة، ودخل عند محل رجلٌ غريب يغطّيه الشيب، فطلب منه طلباً: أن يجد له حلاً خاصّاً لمشكلة نحس الصيد عنده. فما كان من الرّجل صاحب المحلّ غير أنْ يمعن فيه النّظر ، ثمّ ذهب وفتّش خزانته الموصودة بثلاثة أقفال.   وليأتيه بشيء ما. كان طُعم هذا الشيء عجيباً .. حسب ما وصفه له.. حيثّ أنّه يمسك أيّة سمكة ويصطاد أية مخلوق يعيش  تحت البحر، ولا ينفذ .. فما كان من الصّياد غير أن يأخذ ما أعطاه إياه والفرح يداهمه، ويذهب ليغادر فوراً لكن صاحب المحل حذره بكلام أخير: (أنْ لا يحتال على البحر).. أخرج الصياد  وهو في متن القارب  الطعم العجيب هذا .. علّقه في الصّنارة ورماه فوراً في البحر .. وما هي إلّا ثواني .. حتى أحس بأول غنيمة له. ...

أكمل القراءة