احلام يوسف
الكثير منا مر في مرحلة عمرية معينة بحالة حب تجاه شخص معين، من طرف واحد، اما الطرف الثاني فلا يعلم ولا يهتم، كيف يمكن ان يتصرف الشخص ازاء هذه الحالة؟
عبد الخالق طاهر الطبيب النفسي يقول في هذا الموضوع: الحب بنحو عام يبدأ من طرف واحد، فلا يمكن ان تحدث مصادفة بأن يتوافق قلبان في آن واحد، وان حدث ففي حالات نادرة، لكن المهم في هذا الامر كيف يسعى الطرف المحب الى ايصال مشاعره للطرف الثاني؟ فالحب من طرف واحد يعد حالة مؤقتة يبدأ بعدها البحث عن طريقة لإيصاله للمحبوب، لكن ان ظل يشعر بالحب تجاهه من دون ان يفكر كيف يصل الى قلبه ليبادله مشاعر الحب، فتلك حالة تتعلق بمشكلة نفسية يعاني منها من دون ان يعي هذا.
تعني مرضا نفسيا، ام حالة اضطراب؟
ليس مرضا نفسيا بالمعنى المتعارف عليه، لكن اغلب من يمرون بهذه الحالة يشعرون بعقدة النقص، فيظن ان المحبوب لا يمكن ان يتقبله لأنه قبيح المظهر مثلا، او ان كان غير موسر، فيتصور ان هذا سبب كاف كي لا يشعر الطرف الاخر بالحب نحوه، ويبدأ بالبحث عن عيوبه الشكلية والنفسية كي يبرر استسلامه لحالة الحب من طرف واحد وعدم اتخاذ خطوة ايجابية، كذلك يبرر لنفسه سبب تجاهل المحبوب له.
يوضح طاهر ان من يمر بهذه الحالة عليه ان يتوقف عن لوم الذات، والتركيز على علاقاته مع اهله واصدقائه المقربين اكثر، ويمكن ان يسألهم النصح، اضافة الى ممارسة بعض الهوايات التي ستشغل وقتنا بأمور اكثر فائدة ويمكن ساعتها يقل اهتمامنا بهذا الشخص، وقد نكتشف ان ما كنا نشعر به سببه الفراغ.
واضاف: يمكن لنا ان نستفيد من تلك المشاعر “أي الحب من طرف واحد” فلكل حالة في هذه الحياة جوانب ايجابية نغفل عنها احيانا، فالحب من طرف واحد يضفي قوة عاطفية على صاحبه، اذ ستقل توقعاته من الطرف الاخر مستقبلا، لأنه يعلم ان النتائج لا تصب في صالحه دائما، وبالتالي لن يصاب بخيبة او صدمة ولا يحتاج لان يبحث عن عيوب في شكله او روحه كي يبرر عدم اهتمام الطرف الثاني به.
ويتابع: من هنا يبدأ التفكير السليم، بأن امنح الحب والاهتمام لشخص ما ولا انتظر مقابل او ان يبادلني المشاعر، فيكون التركيز على كيفية انجاح العلاقة، والوصول الى دواخل المحبوب، فان لم يصل سيكون اكثر استيعابا بان الحياة لا تعطينا كل ما نريد، لكن بقدر ما فيها جوانب سلبية تحمل الكثير من الجوانب الايجابية.
ويبقى الحب اجمل واسمى من مشاعر البغض والحقد، واكثر وسيلة يمكن بها ان ننقي ارواحنا من المشاعر السلبية التي تدمرنا وتدمر من حولنا.