متابعة ــ الصباح الجديد :
بعد نحو أسبوع من إعلان التطبيع بين المغرب وإسرائيل، لا تزال منظمة التحرير الفلسطينية ملتزمة الصمت تجاه الرباط، التي تعد أحدث دولة تقيم علاقات دبلوماسية كاملة مع إسرائيل.
واتخذت منظمة التحرير الفلسطينية في رام الله خيار الصمت حتى الآن تجاه الصفقة المغربية الإسرائيلية التي جاءت أيضا برعاية الولايات المتحدة، الأمر الذي يتناقض مع مواقف المنظمة في الاتفاقيات السابقة.
ونددت السلطة الفلسطينية باتفاق السلام الإماراتي الإسرائيلي، واستدعت سفيرها لدى أبوظبي عقب الإعلان في أغسطس الماضي، وهي الخطوة ذاتها التي فعلتها مع البحرين.
في بيان بث على التلفزيون الرسمي، رفض رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الاتفاق الإماراتي الإسرائيلي واصفا إياه بـ «خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية».
كما أدانت السلطة اتفاق البحرين مع إسرائيل الذي جاء ضمن مبادئ إبراهيم، واعتبرت تلك الخطوة «طعنة في خاصرة القضية الفلسطينية»، واستدعت أيضا سفيرها في المنامة.
وبعد وصول السودان لاتفاق مشابه مع إسرائيل، وصفت المنظمة الصفقة بأنها «طعنة جديدة في ظهر الشعب الفلسطيني».
وقالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، إن السلطة الفلسطينية لجأت للصمت؛ لأنها «تخشى المزيد من استعداء العالم العربي».
خيار خاطئ
ويرى الخبير الفلسطيني في العلاقات الدولية، أشرف العكة، أن الهجوم على الدول المطبعة «كان خيارا خاطئا كبد المنظمة الخسارة».
وقال العكة لموقع «الحرة»، إن «منظمة التحرير الفلسطينية اقتنعت أن مسار مواجهة الدول العربية المطبعة لن يفيدها بالضرورة، خاصة وأنها سارت منذ التسعينات بفتح علاقات مع الدولة الإسرائيلية آخرها إعادة التنسيق الأمني».
وأضاف: «الواضح أن هناك توجها للرهان على إدارة بايدن للدفع بعملية السلام «، مشيرا إلى أن «المنظمة غيرت استراتيجيتها بعد أن تراجعت عمليا عن الهجوم ضد الإمارات والبحرين» ومراجعة موقفها بعد الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وفي نوفمبر الماضي، أعادت السلطة الفلسطينية سفراءها في أبوظبي والمنامة عقب أيام من إعلان فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة، دون إعلان رسمي أو تعليق منها.
وأشار العكة إلى أن «السلطة كانت تراهن على الحلول الدولية وإحياء المبادرة المصرية الأردنية والحصول على دعم أكبر»، حيث «لم يبنَ الهجوم على استراتيجية فلسطينية شاملة «، معتبرا أن المواقف السابقة جاءت دون أن «تحدد السلطة الفلسطينية أولوياتها».
عزلة دبلوماسية
من جانبه، قال المحلل السياسي الفلسطيني، مخيمر أبو سعدة، إن تكتيكات السلطة السابقة انتهت بتزايد «العزلة الدبلوماسية».
وأشار أبو سعدة في تصريحات لـ «تايمز أوف إسرائيل»، إلى أن «انتقادات السلطة الفلسطينية للإمارات والبحرين سببت لها مشاكل دبلوماسية مع مصر والسعودية؛ لأن هذين البلدين باركا عملية التطبيع».
بدوره، علق الوزير السابق في السلطة الفلسطينية، نبيل عمرو، عبر مقطع فيديو نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، قائلا: «السلطة تريد الحفاظ على علاقاتها مع المغرب».
وقال عمرو إن «المغرب ليست دولة ثانوية بالنسبة للسلطة الفلسطينية، بل هي دولة نوعية»، مردفا: «السلطة في فمها ماء ولا تريد أن تدخل في معركة مع المغرب».