فنانون يدعون لإعادة المسرح العائلي “بغداد 41”.. عرض مسرحي مستوحى من التراث البغدادي الاصيل

بغداد – سمير خليل:
تواصلا مع السعي الحثيث لإعادة العلاقة والثقة بين العائلة العراقية والمسرح الشعبي الجماهيري الملتزم، قدمت الفرقة الوطنية في دائرة السينما والمسرح وعلى خشبة المسرح الوطني مسرحية ” بغداد 41″ التي كتبها عقيل العبيدي، سيناريو وإخراج دريد عبد الوهاب.
ففي جو تراثي بغدادي ملون بالأزياء والديكور والموسيقى الشعبية والمربعات البغدادية والأداء العذب لكادر الممثلين والممثلات، تزيّن المسرح الوطني بعبق الأصالة والتراث البغدادي، المسرحية برمزيتها البسيطة الواضحة تحاكي الوطن من خلال” الحوش” الكبير الذي يضم غرفا عديدة متجاورة يسكنها خليط من هذا الشعب الطيب.
رجل مسن يعود الى ” الحوش” ليسترجع ذكرياته التي جسدتها ثيمة المسرحية وأصبح هذا العائد من أوروبا راويا وشاهدا على أحداث الحكاية.
المخرج الشاب دريد عبد الوهاب نجح بقيادة هذه المجموعة الكبيرة وقدم توليفة رائعة من الممثلين والممثلات جلهم من الشباب الذي قدم أداءً ممهورا بخبرة الكبار العائد الى المسرح نجم الكوميديا الكبير محمد حسين عبد الرحيم بجانب الفنان الدكتور حسين علي هارف والفنان الدكتور سعد عزيز عبد الصاحب، بالإضافة لعهود إبراهيم وحياة الشواك وإسراء ماجد وليلى هادي، ومجموعة الشباب عدي فاضل خليل وحسين الريماس وإبراهيم جنو وعبد الله أحمد ومحمد زياد، والشابات أنسام كريم وعبير جبار وبيسان الشواك وملاك خالد.
مع الفنيين المبدعين في الازياء والاكسسوارات صبيحة عبد الستار والديكور محمد النقاش والصوت لحسين زنكنة والاضاءة لغيث الباشا وماكياج ندى رمضان ومدرب الرقص أسل.
عن هذه المغامرة تحدث المخرج دريد عبد الوهاب فقال:
المغامرة في رأيي ليست بالكم، حتى بالعروض الجادة هناك كم، لكن المجازفة تكمن في إعادة المسرح العائلي الذي توقف على مدى سنوات، هل العائلة تمتلك الثقة للعودة الى المسرح؟ هذا هو السؤال الذي كان يراودني، وأردت أن أضع خطا جديدا عجزت المؤسسات عن فعله، وأقولها بثقة: إن المؤسسات عجزت عن إعادة العائلة الى المسرح ، تناولنا حدوتة بغدادية طابعها بغدادي غير هجينة والفكرة من اقتراحي لأنني أحب الحقبة الملكية، فتناولت حقبة الاربعينيات، والتي أقوى أحداثها كانت ثورة مايس، تناولت فترة مايس وإسقاطها على العائلة العراقية، أسقطناها آنيا، وفي وجهة نظري نجحنا بعملنا، الآن الموضوع يقع على عاتق الوزارة وعلى عاتق دائرة السينما والمسرح، كان هناك اتفاق مبدئي أن يكون العرض قائما لمدة ستة أو سبعة أشهر، مع تغيير بعض الأسماء حسب شباك التذاكر”.
الدكتور حسين علي هارف تحدث عن عودة المسرح الشعبي أيضا:
طبعا يعود، لأن السعي الأساس بهذا العرض والعروض التي سبقته التي بدأناها بمسرحية “أحوال وأمثال” أن هناك مسعى من دائرة السينما والمسرح ومديرها العام الدكتور جبار جودي الذي قاد هذا المسعى بقصدية أن نستعيد ثقة الجمهور المسرحي الحقيقي بالمسرحية الشعبية الكوميدية النظيفة التي ترتادها العائلة دون ما يخدش الحياء أو اسفاف أو ابتذال، وهذا المشروع هو عودة مسرح العائلة. كيف نحقق عروض بها متعة وفائدة، مسرحيتنا هذه لا تخلو من قيم وطنية وانسانية واجتماعية، وتعريف ببغداد قبل ثمانين سنة والحدث الذي حصل وتداعياته وغيرها “.
عودة ميمونة للفنان الكبير محمد حسين عبد الرحيم الذي أكد عودة المسرح الشعبي فقال:
هذا المسرح سيعود إن شاء الله، أنت رأيت الجمهور، القاعة وصل فيها عدد الحضور أرقاما كبيرة ولله الحمد، برأيي أن الثقة عادت بين الجمهور والمسرح العراقي وهذا شيء مفرح وسعيد. بالنسبة لنا كممثلين وبالنسبة لعوائلنا الكريمة، 98 بالمائة من جمهور المسرحية كان من العوائل، ونحن في غاية السعادة والسرور بعودة العائلة العراقية لمشاهدة المسرح الجماهيري الذي يليق بالعائلة العراقية لأن هذه العائلة تستحق أن يكون المسرح ملتزما، مسرح يحمل أهدافا ويحمل رسالة”.
مصممة الأزياء والاكسسوارات الخبيرة صبيحة عبد الستار عن الصعوبات التي واجهتها قالت:
صعوبة كبيرة مع هذا العدد من الممثلين وتغييرات الملابس المستمرة طوال فترة العرض، شخصيات كثيرة وأزياء متعددة، تغييرات وتبديلات الملابس مستمرة طوال العرض، أركض خلف الممثلين وخاصة الأطفال منهم، الأزياء جميعها مستوحاة من التراث البغدادي القديم وفي تلك الفترة هناك تعدد وتنوع بالأزياء الرجالية والنسائية “.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة