مشروع “كسر حاجز الصمت”.. بغداد تحتضن دورات وورشًا لتعزيز المساءلة الحكومية وحماية الصحفيين

وداد إبراهيم
في إطار مشروع “كسر حاجز الصمت”، الهادف إلى تعزيز المساءلة الحكومية والإجراءات القضائية لحماية الصحفيين ومكافحة الإفلات من العقاب، انعقدت في بغداد عدة دورات تدريبية متخصصة للصحفيات من مختلف أنحاء العراق. استمرت هذه الدورات على مدار السنوات الأخيرة بشكل متواصل، وكان آخرها دورة استمرت خمسة أيام متتالية، بمشاركة فريق من كلية التربية – قسم علم النفس في جامعة بغداد. كما شملت الدورات محافظات أخرى، مستهدفة الصحفيات والعاملات في مجال الإعلام، وذلك في إطار دعم وحماية الصحفيات العراقيات.
ضياء السراي، مدير منظمة اليونسكو في العراق، صرّح قائلًا:
“بالتعاون بين اليونسكو، ومنظمات إعلامية، وشخصيات صحفية، إضافة إلى منظمة ‘صحافة حرة بلا حدود’ الهولندية، نظمنا العديد من الورش والدورات والمحاضرات تحت إشراف خبراء دوليين. تهدف هذه التدريبات إلى دعم منصة الإبلاغ الرقمي الخاصة بالصحفيات العراقيات، وذلك استنادًا إلى نظام عمل تعمل اليونسكو في العراق على تطويره، وهو مرتبط بمجلس القضاء الأعلى، ووزارة الداخلية، ومفوضية حقوق الإنسان.”
وأضاف السراي:
“من المتوقع أن تشهد المرحلة المقبلة أنشطة نوعية بالتعاون مع اليونسكو، التي تسعى إلى وضع خارطة طريق لتعزيز العمل في هذا المجال، بهدف دعم حرية التعبير وحماية الصحفيات العراقيات. نحن نؤمن بأن للصحفيات في العراق الحق في بيئة عمل آمنة تحميهن من العنف والتنمر الإلكتروني، وتتيح لهن التعبير بحرية دون خوف من التمييز أو الانتقام. كما نسعى إلى تعزيز الحماية المؤسسية، وتفعيل آليات الشكاوى، وتمكين الصحفيات من خلال بناء شبكات دعم قوية تضمن استجابتهن الفعالة للتحديات التي يواجهنها. من خلال التعاون مع الجهات الحكومية، والمجتمع المدني، والمؤسسات الإعلامية، نعمل على خلق بيئة إعلامية عادلة تحترم كرامة الصحفيات وتدعم دورهن في تعزيز حرية التعبير والمساءلة.”
من جانبها، قالت المدربة خلود الخطيب:
“هناك منصة آمنة تتيح للصحفيات تقديم الشكاوى، وهي خطوة أساسية نحو تعزيز المساءلة، والحماية، وإنهاء الإفلات من العقاب. ولكن، هل جميع الصحفيات قادرات على الوصول إليها بسهولة؟ وهل يشعرن بالثقة الكافية لاستخدامها دون خوف؟”
وأضافت الخطيب:
“من خلال عملي في العراق كمدربة ومستشارة في مجال المناصرة، كنت جزءًا من الجهود التي تهدف إلى تمكين الصحفيات من استخدام هذه المنصة بفعالية، وتعزيز الاستجابة لها عبر التدريب، والدعم القانوني، والتواصل مع الجهات الفاعلة. نحن نحرص على ترسيخ نهج قائم على حقوق الإنسان في توفير مساحات آمنة للإبلاغ، من خلال التعاون مع شبكات دعم وتمكين الصحفيات من الدفاع عن أنفسهن. ومن خلال اليونسكو العراق، كان لي شرف العمل مع صحفيات، وناشطات، ومؤثرات، ومحامين، جميعهم يسعون إلى إعلام أكثر أمانًا، حيث تستطيع الصحفيات العمل دون خوف أو تهديد”.
واختتمت حديثها قائلة:
“الرحلة مستمرة، والعمل لا يتوقف. المنصة موجودة، لكن كيف نضمن أنها قادرة على إحداث التغيير المطلوب؟ وما الذي نحتاجه لجعل الحماية واقعًا ملموسًا وليس مجرد نظام نظري؟ من خلال الورش، نعمل على مد جسور الثقة بين الصحفيين والمؤسسات المعنية، وتوعية الصحفيات حول كيفية استخدام المنصة الرقمية ونشر البلاغات فيها، لضمان تحقيق أقصى فائدة ممكنة منها.”

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة