بغداد ـــــ الصباح الجديد:
صدرت للشاعرة دنيا ميخائيل روايتها الأولى ”وشْم الطائر“ عن دار الرافدين (بغداد/ بيروت)
وحسب الشاعرة، تقع أحداث الرواية على مدى عقدين صاخبين في العراق تعيش خلالهما بطلة الرواية حباً كبيراً ومحنة كبيرة كذلك. في قريتها الجبلية الوادعة شمال غرب العراق، تتعرّف هيلين إلى إلياس الصحفي القادم من الموصل مقتفياً طائر القبج. وبعد تجربة مفعمة بالحياة، يتم اختطاف هيلين وبيعها من قبل تنظيم داعش. الرواية ترصد تحولات عالمها الزاخر بالجمال والاضطراب معاً، من قرية حليقي التي ليست على الخريطة إلى مدينة الموصل وأخيراً إلى كندا.
مقطع من الرواية:
أحياناً يتفاهمان بالإشارات لأنّ الكثير مما يريدان التعبير عنه لم يتعلّماه بعد باللغة الإنكليزية. فهمتْ بأنه عندما كان في الخامسة من عمره فقدَ أمّه في مجزرة جماعية. لم يستطع أن يفهم آنذاك أنّ بإمكانها أن تختفي عنه هكذا، فظلّ يبكي ويطلبها من أبيه. قال له أبوه بأنّ أمه ستعود إليه إذا استطاع أن يلصق أجزاء آنية مكسورة. كان أبوه يشتغل في محل لتصليح السيراميك. وهكذا منذ ذلك اليوم صار يأخذه معه إلى المحل ليساعده في لصق كِسَر الآنيات. كان يلصق الأجزاء بحماس وينتظر حتى تعود إليه أمُّه.
رسمتْ قلباً فيه شرخ. أرادت أن تقول بأنها تتأسّف لفقدان أمّه، وأنها هي أيضاً فقدتْ أحباء لا قبور لهم لتزورهم. رسمتْ ناياً بجانب القلب. قال: أنتِ تعزفين على الناي؟ إكتفت بنعم. إنما أرادت أن تقول بأنّ جماعتها لم يدفنوا موتاهم ولم يعزفوا على أرواحهم تلك الموسيقى الحزينة التي تبدأ من لحظة رفع النعش لحين الانتهاء من الدفن.