متطوعون يكافحون لإعادتها الى سابق عهدها بدعم من البلدية
نينوى ـ خدر خلات:
رئة الموصل السياحية واحد ابرز متنفس لها، ومحطة استراحة للعائلات الموصلية وزوارها من المحافظات الاخرى، انها الغابات السياحية الشهيرة، التي طالها الاهمال مثلما طال اشجارها عبث العابثين او الباحثين عن حطبها ابان سيطرة تنظيم داعش على اغلب اجزاء محافظة نينوى، والتي بدأت الجهود لإعادتها الى ما كانت عليه في سابق عهدها.
تم انشاء هذه الغابات عام 1953 على مساحة تقدر بـ الف دونم، وتضم اشجار مثل اليوكاليبتوس، الاسبندر، الجنار، الدردار والصنوبر وغيرها من الانواع والاصناف التي تلائم الظروف البيئية للمدينة.
وقد كانت هذه الغابات في احسن حالاتها حتى اواسط الثمانينيات من القرن الماضي، الى حين تم استقطاع بعض المساحات منها لإقامة بعض المنشآت فيها مثل مقتربات الجسر الثالث والخامس وكذلك فندق نينوى الدولي ومجمع السدير السياحي ومجمع القرية السياحية وتوسيع الطريق الرئيسي على حساب المناطق الخضر فيها مع انشاء مجموعة كبيرة من الكازينوهات والمطاعم والقاعات وغيرها.
يقول الناشط الموصلي محمد حسين الحيالي ان “اكثر الاضرار التي اصابت منطقة الغابات السياحية كان خلال الاعوام الثلاثة لسيطرة عصابات داعش على المدينة، حيث ان الاهمال طالها، وقام بانشاء معسكرات تدريب فيها، وبالتالي تم استهدافها بضربات جوية اسفرت عن اندلاع حرائق فيها وموت مئات الاشجار وتضرر اعداد لا تحصى منها”.
واضاف”لولا قرب الغابات من نهر دجلة لماتت اغلبها عطشا حيث ان المياه تتسرب في باطن الارض وتسقي الجذور على ما يبدو، لكن ايضا وبسبب تنظيم داعش، وبسبب شح الوقود وارتفاع اثمانه ابان سيطرته على المدينة، فقد طالت ايادي الفقراء والمعوزين اشجار الغابات من اجل الاحتطاب، لطبخ الطعام طوال ايام السنة او للحصول على الدفء في فصل الشتاء، وبالتالي كانت الغابات هي من دفع ثمن جرائم داعش”.
واشار الحيالي الى ان “كوكبة من شباب مدينة الموصل بدأت جهودها لاعادة الحياة الى الغابات السياحية، واعادة تأهيل منشآتها السياحية بدعم من بلدية الموصل، علما انه ينبغي زراعة الاف الشتلات الجديدة ورعايتها باستمرار، مع تأمين المنطقة من المقذوفات غير المنفلقة والعبوات الناسفة المحتمل وجودها فيها، فضلا عن رفع الانقاض، واعادة تنظيم شبكات ري الاشجار، مع ادامة المضخات وتصليحها او استبدال العاطل منها”.
وتابع “على وفق معلوماتنا فان مجموعات شبابية باشرت بالعمل لتنظيف شوارع منطقة الغابات بالتعاون مع البلدية، نذكر منها كلنا ايد وحدة، خوتنا للخير، فجر الحدباء، همة وطن، موصلنا جنة، موصل السلام، و الامل الجديد، ونتمنى ان يتم دعم هذه المجاميع الشبابية والطموحة، من خلال توفير الآليات والمعدات التي يحتاجونها اضافة لحاجتهم الى مهندسين زراعيين وفنيين وغير ذلك”.
ويرى الحيالي ان “الحديث عن اعادة الحياة لمنطقة الغابات السياحية، لا يجوز ربطه بمسألة الدمار الذي اصاب الموصل القديمة (المقابلة للغابات في الجانب الاخر من النهر)، لان اعادة الحياة للموصل يكمن في تفاصيل هنا او هناك، ولا يمكن اعادة الحياة دفعة واحدة، لان اعمار الموصل يحتاج لدعم دولي ضخم فضلا عن جهد حكومي وتخصيص اموال طائلة، لذا يجب البدء بالامور او المشاريع الصغيرة والمتاح تنفيذها، علما ان الاضرار في المنشآت السياحية ليس كبيراً ويمكن تأهيلها بأسابيع قليلة حال توفر الامكانات”.
ومضى بالقول ان “شباب الموصل متعطشون لفرص العمل بسبب الوضع الاقتصادي الصعب الذي يمرون به، وان احياء منطقة الغابات السياحية وتأهيل منشآتها ومطاعمها والمتنزهات سيوفر فرص عمل لا تحصى، وستسهم بتنشيط القطاع السياحي وقطاعات اخرى معطلة حاليا بسبب توقفه”.