معارك ضارية شمال شرق الفلوجة.. والمسلحون يغيرون مواقعهم
بغداد- وعد الشمري:
حذرت مصادر مطلعة من فشل ثالث لعمليات تحرير الصقلاوية في الانبار من عناصر تنظيم (داعش)، مؤكدة أن المدينة لم تسترد بالكامل، لافتة إلى أن المعارك ما تزال مستمرة على الحدود الشمالية الغربية للفلوجة.
وقالت المصادر إن المسلحين يستغلون غياب طيران الجيش ليلا لشن هجمات مضادة للسيطرة على المساحات التي يخسرونها في النهار.
يأتي ذلك، في وقت طالب نائب عن الانبار، القيادة العامة للقوات المسلحة باطلاع الرأي العام على حقيقة المعارك التي تجري في المحافظة، منوها ان ممثليها في البرلمان مرغمين على البقاء في بغداد ولا يستطيعون الذهاب إلى مدنهم والتواصل مع جمهورهم بسبب قطع الطرق عليهم.
وقالت مصادر ميدانية، لـ”الصباح الجديد”، إن “القوات الأمنية بدأت خلال الساعات الماضية بعملية عسكرية واسعة من اجل تحرير مدينة الصقلاوية التي تسيطر عليها (داعش) منذ اشهر”.
وتابعت المصادر، أن ” الجيش حقق انتصارات في المعارك لكن لم يكتمل استرداد المدينة كما نُقل عن الحكومة المحلية في الانبار”.
يأتي ذلك، بعد ان أعلن نائب رئيس مجلس محافظة الانبار فالح العيساوي، امس الاحد، استعادة الأجهزة الأمنية سيطرتها على الصقلاوية بعد انسحاب المسلحين منها, فيما بين ان قرى النساف الواقعة جنوب وغرب الفلوجة سوف يتم تحريرها هي الاخرى من الجماعات المسلحة.
لكن المصادر قدرت أن “ما تم استرجاعه حتى ساعة إعداد التقرير لم يتجاوز الـ 50 بالمئة من المدينة وهي المناطق المحاذية للرمادي والمعارك مستمرة شمال غرب الفلوجة”.
وتؤكد المصادر، ان “تحرير الصقلاوية هو الثالث من نوعه منذ اندلاع أزمة الانبار وفي كل مرة تفشل القوات الأمنية في الحفاظ عليها”.
ومضت بالقول ان “القوات الأمنية اقتحمت في المرتين السابقتين المدينة صباحاً لكن سرعان ما ترجع لسيطرة داعش ليلاً”.
وعزت ذلك لان “الإرهابيين يستغلون وقت الليل والساعات الاولى من الصباح فلا يمكن اصطيادهم من طيران الجيش الذي دائما ما يلحـق بالمسلحيـن خسائـر فادحـة عنـد النهـار”.
وشددت المصادر على أهمية “الصقلاوية بانها منطقة استراتيجية وبوابة الدخول الى الفلوجة معقل داعش في الانبار حالياً ودائما ما تستخدم كطريق امن لنقل الاسلحة والمعدات الى العناصر الارهابية”.
ويشكو النائب عن الانبار خالد العلواني “تهمش ممثلي المحافظة في مجلس النواب وعدم اطلاعهم على حقيقة المعارك التي تدور في الصقلاوية وباقي مدن الانبار”.
واضاف العلواني، أن “قيادة العمليات دائما ما تعدنا بتحرير المناطق التي تحتلها داعش خلال فترات زمنية يجري تحديدها مسبقاُ لكن جميع هذه المحاولات لم يكتب لها النجاح”.
واكد العلواني، القيادي في كتلة متحدون للإصلاح، ان “عمليات القصف لا تزال مستمرة على مدننا ولا نعرف الجهة التي تستهدف هل هم المسلحيـن ام المدنيين العـزل الذيـن بلـغ عـدد قتلاهـم وجرحاهـم بالمئـات”.
وطالب النائب عن الانبار “القيادة العامة للقوات المسلحة بأعلامنا بنتائج هذه المعارك والى اين وصلت رغم ان معلوماتنا تؤكد بأنها حرب كر وفر ولا تنطوي على انتصارات واضحة المعالم”.
واكمل العلواني بالقول أن “حكومة الانبار المحلية لا تملك صلاحية تحريك شرطي واحد وهي الاخرى مهمشة وان الامر كله بيد قيادة العمليات كما إننا لا نستطيع الذهاب إلى المحافظة للتواصل مع جمهورنا بسبب قطع الطرق”.
وكانت حكومة الانبار المحلية قد أعربت عن أسفها لعدم إشراكها في قرارات اقتحام المدن التي تسيطر عليها داعـش، مؤكـدة ان ذلك ستتخذه الحكومـة المركزيـة فـي بغـداد.
يذكر أن محافظة الأنبار،تشهد منذ كانون الأول 2013، عملية عسكرية واسعة النطاق في المحافظة تمتد حتى الحدود الأردنية والسورية، تشارك بها قطعات عسكرية ومروحيات قتالية إلى جانب مسلحين من العشائر، لملاحقة تنظيم ما يعرف بدولة العراق والشام الإسلامية “داعش”، وأدت إلى مقتل وإصابة واعتقال وطرد العشرات من عناصر التنظيم، وما تزال المعارك مستمرة.