رفعوا شعارات نددت بسياسة الاستئثار بالسلطة وسرقة مقاعد كوتا المكونات
السليمانية ـ عباس كاريزي:
في معرض ردهم على تقديم مشروع قانون لتقليل نسبة مقاعد كوتا المكونات الذي تبنته كتل في برلمان الاقليم، تجمع آلاف المسيحيين امام مبنى برلمان كردستان بمحافظة اربيل، مطالبين السلطات بالحفاظ على تمثيلهم، واتاحة الفرصة امام وصول الممثلين الحقيقيين للأقليات الى برلمان الاقليم.
وقال احد المواطنين المسيحيين ضمن الاف تجمعوا امام مبنى برلمان الاقليم رافعين لافتات كتب عليها «لا لسياسة الهيمنة والاستئثار بالسلطة وسرقة كوتا المكونات»، ان الاحزاب الكبيرة دأبت منذ سنوات على التلاعب باصوات المكونات والاقليات، واستأثرت بالسلطة وهيمنت على مفاصل ومؤسسات الاقليم.
وتابع « نحن اليوم تجمعنا للتنديد باستغلال اصواتنا من قبل الاحزاب الكبيرة ونطالب برلمان الاقليم والامم المتحدة بتشريع قانون يمنع التلاعب بأصوات المسيحيين ويضمن لهم تمثيلاً حقيقاً في برلمان كردستان وجميع مؤسسات حكومة الاقليم.
بدوره قال توني جونسون ممثل المتظاهرين، ان المسيحيين يطالبون بان يكون لهم تمثيل حقيقي في برلمان الاقليم، مشيراً الى ان الاحزاب الحاكمة تسرق اصوات المكونات في الاقليم وتقدم مرشحين عنها كممثلين عن المكون المسيحي في الاقليم.
واضاف جونسون ان «وقوفنا اليوم امام مبنى البرلمان يأتي للمطالبة بتحديد يوم خاص بانتخاب ممثلي المكونات وعزل سجلاتهم عن سجلات الناخبين في الاقليم، كي يتمكنوا من اختيار ممثلين عنهم مؤكدا ان بقاء الوضع الراهن سيؤدي الى ضياع اصواتهم.
واضاف جونسون، «نحن نطالب بضمان كوتا المسيحيين من القومية الكلدواشورية، وان لايسمح لغير المسيحيين بالتصويت الى ابناء الطائفة المسيحية، واضاف ان الدورات الثلاثة السابقة لبرلمان كردستان لم يأت المسيحيون بأصوات ابناء الديانة المسيحية.
من جانبها قالت وحیدة یاقو هرمز عضو برلمان الاقليم عن التجمع الكلداني السرياني الاشوري في تصريح للصباح الجديد، ان جميع النواب من ممثلي الاقليات في برلمان الاقليم كان لديهم مشروعا يطالب بتغيير نظام الانتخابات وعزل اسماء الاقليات من سجل الناخبين واقامة سجل ناخبين خاص بهم، الا ان هيئة رئاسة البرلمان رفضت ادراج المشروع في جدول اعمال الجلسة.
واكدت هرمز، ان ممثلي الاقليات يرفضون مشروعاً تقدمت به بعض الاطراف السياسية عدته تمييزا عنصريا، ينص على ان يحصل مرشح الكوتا على خمسة آلاف صوت كي يتمكن من حصوله على عضوية برلمان الاقليم.
وتابعت، ان ذلك اجحاف بحق ابناء المكون المسيحي لانه لا يوجد اي نائب حصل على هذا العدد من الاصوات خلال الدورات السابقة، عادة المشروع محاولة لاقصاء المكونات وتحويل برلمان الاقليم الى برلمان كردي فقط خال من التمثيل الحقيقي للمكونات.
ولفتت الى ان التظاهرات التي قام بها ابناء المكون المسيحي امس الاثنين امام مبنى برلمان الاقليم جاءت للضغط على رئاسة برلمان الاقليم، للاسراع في تشريع قانون يضمن كوتا المكونات، مشيرة الى ان استغلال اصوات الكوتا من قبل الاحزاب الكبيرة سيؤدي الى تدخل الامم المتحدة للحفاظ على تمثيل ابناء الطائفة المسيحية.
بدوره قال عضو برلمان كردستان عن حركة التغيير بيستون قادر، ان الاحزاب السياسية المتنفذة وبالاستفادة من ثغرات في قانون الانتخابات في كردستان تمكنت من ارسال مرشحيهم وكوادرهم الى برلمان كردستان، بحجة انهم يمثلون التركمان والمكونات الاخرى.
واضاف قادر في تصريح للصباح الجديد، ان كتلة حركة التغيير تدعو الى معالجة هذا الخلل وتعديل عدد مقاعد الكوتا، عبر انشاء سجل جديد للناخبين خاص بالمكونات، من الاقليات عبر مشروع قانون، كي تتمكن عبره المكونات من التصويت لممثليهم الحقيقيين في برلمان كردستان.
ويبلغ عدد مقاعد كوتا المكونات في برلمان كردستان 11 مقعدا موزعة بين المكونين الكلدواشوري والتركمان والارمن، الذي تقول اغلب الاحزاب الكردستانية، ان الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني استغلها وتمكن في الانتخابات السابقة لبرلمان كردستان التي جرت عام 2013، من استغلالها لايصال كوادر تابعين له الى برلمان كردستان على انهم ممثلين عن التركمان والمسيحيين، ما ادى الى حرمان هذين المكونين من حقهم في ان يكون لهم ممثليهم حقيقيين في برلمان الاقليم.
وكانت مقرر اللجنة القانونية في برلمان كردستان بهار محمود، قد اعلنت في تصريح للصباح الجديد، عن سعي اللجنة القانونية لتنظيم نسبة الكوتا ومنع استغلالها من قبل الاحزاب الرئيسة.
وتابعت محمود «اننا نسعى لانشاء سجل جديد للناخبين خاص بالكوتا واقامة مراكز تسجيل وتصويت خاصة بهم كي يتمكنوا من التصويت لمرشحيهم الحقيقيين».
من جانبه اوضح رئيس كتلة الجبهة التركمانية في برلمان الاقليم ايدن معروف في تصريح للصباح الجديد، ان حزبه لا يؤيد اي مقترح او مشروع يقدمه اي طرف سياسي لتخفيض نسبة كوتا المكونات في برلمان كردستان، مؤكدا ان الاحزاب السياسية المتنفذة في الاقليم تستغل مقاعد الكوتا ولا تتيح للممثلين الحقيقيين للمكونات من الوصول الى برلمان كردستان.
واضاف معروف، ان استغلال مقاعد الكوتا من قبل الاحزاب المتنفذة لا يعطي الذريعة لاي جهة سياسية بالسعي لتقليل نسبة تمثيل المكونات في برلمان الاقليم، وان هناك اليات اخرى لمنع استغلالها من قبل الاحزاب، مشيرا الى ان حزبه يدعم مشروعا قدمه اعضاء المكون المسيحي في برلمان الاقليم لوضع صناديق اقتراع خاصة بالمكونات كي يتمكنوا من انتخاب ممثليهم الحقيقيين.
وكان ممثلون عن ابناء الطائفة الايزيدية والكاكائيين قد طالبوا بتخصيص مقاعد كوتا لهذين المكونين في برلمان كردستان، على غرار مقاعد الكوتا الـ 11 المخصصة للتركمان والمسيحيين.