متابعة الصباح الجديد :
اصطفت الملاكات الصحية على طول ممرات مستشفى ليستر الملكي البريطاني أمس الأول لتوديع زوجين ظل رباط الزوجية يجمعهما منذ أكثر من 60 عاماً. وقد أُنعم عليهما بالشفاء من وباء كوفيد-19، بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من المعاناة في وحدة العناية الفائقة.
وكانت مغادرة مايكل إنغلاند (91 عاماً)، وزوجته جيليان (88 عاماً) مشهداً مفعماً بالعواطف، والإعجاب، وهما يمضيان، كل منهما يتوكأ على الآخر. وقالت الممرضة لورا لوماس، مشرفة العنبر، إن إنغلاند كان يحرص على الاستيقاظ مبكراً، ليرتدي ملابسه، بانتظار مرور الطبيب.
وما إن ينتهي من مقابلة الطبيب يخرج لعيادة زوجته. وأضافت لوماس أن إنغلاند وجيليان حين يلتقيان يمسكان بيدي بعضهما، ويتناولان كأساً من الشاي. وكان الفريق الصحي يعمل على ضمان أن يتناول الزوجان وجباتهما معاً.
وقال إنغلاند لدى مغادرته المستشفى: «أريد أن أصبح أفضل حالاً ليكون بمستطاعي العناية بزوجتي أولاً وأخيراً. أريد أن أكون في خدمة جيليان». وأضاف أنه لم يشعر بوحشة خلال تنويمه في المستشفى، لأن جيليان كانت قريبة منه، ويستطيع أن يراها كل يوم. وزاد إنغلاند الذي اقترن بجيليان قبل 61 عاماً: أن يتم خروجنا من المستشفى في اليوم نفسه مناسبة خاصة وعزيزة على قلبينا. سنقضي طور نقاهتنا معاً.
وكشف راسيل، أحد أبنائهما، أن والدهم عانى من كوفيد-19 معاناة مؤلمة، الى درجة أن الأطباء أبلغوه بأنهم يتوقعون وفاته في غضون 48 ساعة. وأضاف أن والده اتصل بأبنائه الثلاثة ليودعهم. لكنه تجاوز المحنة بمعجزة. وقام راسيل، الذي رافق والديه عند خروجهما من المستشفى، بتوزيع هدايا على الكوادر الصحية، للتعبير عن تقدير العائلة لجهودهم لإنقاذ إنغلاند وجيليان.