صراع محموم بين “تحالف القوى” و” المدن المحررة” على وزارات السنة

تحالفات وانشقاقات جديدة تعقّد مفاوضات تشكيل الحكومة

بغداد- وعد الشمري:

يعاني المشهد السياسي السنّي اليوم، صراعاً كبيراً بين كتل عدة، وفيما يحاول تحالف القوى العراقية بزعامة رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي إثبات أنه الممثل الأول للمكوّن في العراق، أعلن تكتل جديد مدعوم من خميس الخنجر باسم “تحالف المدن المحرّرة” عن نفسه منافساً شديداً، وكشف عن دخوله على خط مفاوضات تشكيل الحكومة، متوقعاً حصوله على ثلاث وزارات.

وقالت النائبة هدى جار الله وهي من التكتل الجديد، إن “حوارات عديدة جرت في الأسابيع الماضية بين نوّاب يمثلون المكوّن السني من أجل المضي بمشروع سياسي لأبناء مناطقنا، ويوفّر لهم متطلباتهم في المرحلة المقبلة”.

وتابعت جار الله، في حديث إلى “الصباح الجديد، أن “الحوارات أسفرت عن تشكيل تكتل جديد في البرلمان، باسم تحالف المدن المحرّرة بزعامة خميس الخنجر، يضم نوّاباً عن المحافظات التي كان تنظيم داعش الإرهابي قد سيطر عليها عام 2014”.

وبيّنت، أن “التحالف الجديد وضع خطة عمل وأهدافا يسير عليها في المرحلة المقبلة من خلال الدخول في حوارات جادة مع رئيس الوزراء المكلّف مصطفى الكاظمي، أو بقية القوى السياسية من المكوّنين الشيعي والكردي”.

وتحدثت جار الله، عن “إخفاقات وقعت فيها جميع الكتل من بينها الممثلة للمكوّن السنّي، ما أستدعى إلى إعادة النظر في التمثيل السياسي، والسعي لتحقيق أهداف الشارع العراقي”.

ولفتت إلى “عدد من الأوليات التي سنعمل عليها، وهي عودة النازحين إلى ديارهم بعد إعمار مناطقهم، وحصر السلاح بيد الدولة، فضلاً عن حسم ملف السجناء الأبرياء والمغيبين”.

وقدرت جار الله، بأن “عدد المنضويّن في التكتل البرلماني الجديد هم 25 نائباً، قسم منهم انسحب من تحالف القوى العراقية، والباب مفتوح لاستقبال الآخرين”.

وشددت، على أن “حواراً سيجمعنا مع الكاظمي خلال الأيام المقبلة، للتباحث حول استحقاق المكوّن السني في حكومته”، متوقعة أن “نحصل على وزارتين أو ثلاثة بحسب ما تنتهي إليه الحوارات”.

وخلصت جار الله بالقول، إن “مساعينا ليست لشق وحدة الصف السني، بل لتصحيح المسار والتمثيل الحقيقي لأبناء المكون في مجلس النواب، والعملية السياسية بشكل عام”.

لكن نائب رئيس تحالف القوى العراقية رعد الدهلكي، ذكر أن “جهود هذا التكتل ليست جديدة في إقحام نفسه بعملية المفاوضات مع الحكومة، فقد كانت له مساع مع المكلّف السابق محمد توفيق علاوي”.

وتابع الدهلكي، في تصريح إلى “الصباح الجديد”، أن “رسالة نبعثها إلى الكاظمي، مفادها أن الممثل الأكبر للمكون السني في مجلس النواب هو تحالف القوى العراقية”.

وأكد، أن “الحديث عن امتلاك التكتل الجديد 25 نائباً، أمر مبالغ فيه”، مشدداً على أن “عددهم لا يتجاوز 13 نائباً، وأغلبهم من قائمة الخنجر”.

ونفى الدهلكي، “انسحاب أي نائب من تحالف القوى العراقية وانضمامه إلى التكتل الجديد”، ويجزم بأن “ذلك لن يحصل في المستقبل أيضاً”.

وذهب نائب رئيس تحالف القوى العراقية، إلى أن “تسمية تحالف المدن المحرّرة سمعنا عنه في وسائل التواصل الاجتماعي، ولن يتم الإعلان عن ذلك رسمياً في وسائل الأعلام لنتأكد من حقيقة وجوده، وثقله السياسي”.

ويسترسل الدهلكي، أن “الهدف من تشكيل تحالف القوى العراقية ليس للبحث عن الاستحقاق الوزاري، أو المناصب في الحكومة، لأن مشروعا لدينا نعمل على تحقيقه خدمة لمصالح جمهورنا”.

ويواصل، أن “أي اجتماع لم نعقده مع الكاظمي لغاية الآن”، منبهاً إلى أن “اللقاء المرتقب معه سوف يتطرق بالدرجة الأساس إلى منهاج عمله، ومن ثم نأتي بالمرحلة التالية على آلية اختيار الوزراء”.

وانتهى الدهلكي، إلى أن “الحكومة يجب أن تمر بشكل يلبي طموح جميع العراقيين، ولن نسمح لأنفسنا أن ندخل في سجال سياسي أو إعلامي مع أي طرف”.

يشار إلى أن جبهة الإنقاذ والتنمية بزعامة أسامة النجيفي تعد التكتل السنّي الثالث في مجلس النواب إلى جانب تحالفي الحلبوسي والخنجر، لكنه فضّل عدم الاشتراك في الحكومة، واكتفى بمفاوضات على المنهاج الوزاري، ووضع شروطاً للتصويت عليه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة