البغدادي لورنس صالح خضوري حاكم هونغ كونغ

طارق حرب
لورنس صالح خضوري هو احد البغداديين كان حاكمًا لمقاطعة هونغ كونغ في خمسينيات القرن الماضي عندما كانت هذه المقاطعة تابعة لبريطانيا وقبل عودتها الى الصين . وحصلت وهذه الشخصية على لقب (سير) أي فارس من الحكومة البريطانية سنة 1974 ولقب لورد سنة 1981 , وجاء بعد ذلك لورنس الى لندن لممارسة عمله كعضو في مجلس اللوردات البريطاني وهو من العائلة البغدادية اليهودية المشهورة عائلة خضوري التي ظهر منها الكثير من الاعلام في بغداد وفي خارج العراق والتي تعد تقريبًا اشهر العائلات البغدادية اليهودية واكثرها ثراء ومالًا وجاهاً وسمعة اما والده العيزر (العزير) نسبة الى نبي الله العزير احد انبياء الطائفة اليهودية الذي يوجد مرقده جنوب العمارة شمال البصرة ابن صالح ابن خضوري المولود في بغداد سنة 1867, وكان الوالد صالح خضوري من التجار المعروفين في بغداد حيث فقد والده وعمره تسع سنوات وبعد اكماله الدراسة في مدرسة (الاليانس)التي كانت في بغداد قريباً من منطقة الشورجة فانه ذهب الى الهند حيث تعهده اقارب والدته من ال داوود ساسون تلك العائلة البغدادية اليهودية المشهورة هي الأخرى بالتجارة والمال والسياسة والتي هاجرت الى خارج العراق حيث تمت تسمية هذه العائلة بعائلة (روتشيلد الشرق)عرفاناً بدورها التجاري والمالي الذي يماثل الدور الذي قام به ال روتشيلد وهناك اكمل دراسته في مومباي في الهند وسافر الى مدن كثيرة منها لندن وشنغ هاي وهونغ كونغ .
واقام صلات تجارية كثيرة وجمع ثروة عظيمة ارسل جزءاً كبيراً منها لمشاريع الخير والثقافة وخاصة في بغداد حيث شيد بناية كبيرة لمدرسة الاليانس وانشأ في بغداد مستشفى للعيون افتتحه الملك غازي ومعهد لتعليم الخياطة كلها كانت تقدم الخدمات مجاناً وانشأ ندياً اجتماعياً, وشيد مدارس ومعاهد في البصرة والموصل وكوركوك ولم تتوقف مشاريعه عند العراق وانما شملت خارج العراق فبنى مدارس وملاجىء ومشاريع خيرية في سوريا وايران والهند وتركيا وفرنسا والصيد وهنوغ كونغ والبرتغال وانشأ مدرستين في فلسطين احدهما للعرب وأخرى لليهود وكان صديقًا حميماً للملك فيصل الاول .
وكان كلما يتردد الملك فيصل الى لندن يسكن في الدار الفخمة التي تعود للسيد (العزير) والكائنة في احدى الاحياء الارستقراطية في لندن ومنحته الحكومة البريطانية لقب (سير) اي الفارس سنة 1926 ,وحصل على وسام الشرف برتبة قائد من الحكومة الفرنسية وحاز على الوسام الذهبي للاكادمية الفرنسية تقديراً لخدماته في التعليم والثقافة .
وزار بغداد سنة 1925واستقبل بحفاوة كبيرة من المحافل الرسمية والاهلية وسكن مدينة شنغ هاي في الصين وحصل ان نشبت الحرب العالمية الثانية واحتل الجيش الياباني هذه المدينة لذلك فرضوا عليه الاقامة الجبرية وقد ادركته الوفاة سنة 1944 في هذه المدينة وقبل انتهاء الحرب واقام له الديوان الملكي في بغداد حفلا تأبينياً كبيراً اما عم السيد لورنس فهو السير الياس (اليس) المولود في بغداد سنة 1865, والمتوفى في الهونغ كونغ سنة 1922, والذي انشأ اول مدرسة بنات في بغداد سنة 1893 باسم زوجته لورا خضوري واوقف على هذه المدرسة الكثير من العقارات لتكون مورداً ماليًا للمدرسة ولكي يكون الدوام في المدرسة مجانياً وانشأ بناي جديدة للمدرسة سنة 1911, في بغداد وقد توفي سنة 1922 في هونغ كونغ بعد ان شارك اخيه العزير في الاعمال التجارية والمالية الكبيرة والكثيرة التي عقدت في بريطانيا والصين وجميع انحاء العالم اما شقيق السيد لورنس فهو حوراس) ابن العزير ابن صالح ابن خضوري المولود في لندن سنة 1902 والممنوح لقب سير سنة 1989 ,والذي شارك شقيقه لورنس في اعماله التجارية وعلاقة والد لورنس الكبيرة بالملك فيصل الاول وصلته ببغداد لم تنتهي فعندما كان حاكماً لهونغ كونغ زار الامير عبد الاله هذه المقاطعة سنة 1957 .وذكر له لورنس أي للامير انه بغدادي الاصل فتجاهله الامير و كان في الوفد السيد احمد مختار بابان فذكر الامير هذه القصة للسيد بابان فاخبره بابان بانه من تولى اقامة المأتم عند وفاة عزرا ابي السيد لورنس ولورنس هذا ابن العزيرصالح خضوري ولد في هونغ كونغ سنة 1989 ودرسة في مدرسة شنغ هاي الصينية وكلية كليفتاون في بريستون من اعمال بريطانيا وتخرج محامياً من جامعة لنكولنز في لندن وتولى رئاسة شركات ومشاريع تجارية ومالية واقتصادية ,والتي ورثها عن ابيه وعن عمه وقام باعمال خيرية كثيرة وبعد ان تولى منصب حاكم هونغ كونغ فقد منح لقب لورد ,وبعد ان منح لقب لورد غادر هونغ كونغ الى لندن لممارسة عمله كعضو في مجلس اللورادت الانكليزي (مجلس الشيوخ الانكليزي) , توفي سنة 1993 وهو يلقي محاضرة في هونغ كونغ عن العائلات البغدادية اليهودية التي أسهمت في النهضة الاقتصادية والثقافية في الشرق الاقصى .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة