جلسة بصرية للإبداع في تجربة الشاعر طالب عباس هاشم

قصائدهٌ تضم في طياتها أسماء وأحداث مهمة

البصرة ـ سعدي علي السند:

طالب عباس هاشم شاعر من جيل السبعينيات في العراق، كان واحداً من الأسماء التي أكدت حضورها في ميدان القصيدة الجديدة التي تتصف بنحو ومضمون يصلان الى المتلقي بهدوء وامتنان ,وكنا نتابعه بمحبة واعجاب وفجأة صمت طالب ولم يعد فاعلًا في النشر ولا في لقاءاته بأحبته من الأدباء وبدأنا نقرأ قصائده الجديدة عن طريق أصدقائه المقربين وهي مكتوبة بخط يده او مستنسخة بخط متابعيه ويبدو أنه قرر الصمت عن النشر وعن الظهور.
وللتعرف على تفاصيل سرّ الصمت الذي قرره آنذاك حلّ طالب عباس هاشم ضيفاً في أصبوحة السبت حيث احتفى إتحاد الأدباء والكتاب العراقيين في البصرة بتجربة الشاعر طالب , و قدمه فيها بتميز للجمهور القاص والروائي جابر خليفة جابر الذي قدم نبذة عن حياة المحتفى به وإستعرض مراحل حياته الأدبية كونه أحد الشعراء المتفردين في مجال قصيدة التفعيلة وله إشتغالات مهمة أيضًا في مجال قصيدة النثر .
وفي مفتتح الجلسة تحدث هاشم عن ظروف تجربته إبان النظام السابق وماتعرض له من مضايقات بسبب قصيدة كتبها في هجاء الخليفة.
ثم قرأ عدداً من قصائدة التي نالت إعجاب الحضور حيث جسدت مدى إهتمامه باللغة وإنزياحاتها على وفق تجربة إبداعية غنية .
وفي مداخلة له أوضح الشاعر كاظم الحجاج أنه لم يتفاجأ بما سمع من شعر طالب عباس هاشم كونه أحد الشعراء المهمين .
واضح ,أنه كان في عزلة تشبه عزلة البركان , وله إسلوبه الشعري الجميل وكذلك أن إنسانيته المفرطة تطغى على شعره والأنسنة عنده تنتج في ربط داخلي وليست مفتعلة .
الشاعر مجيد الموسوي أكد : أن طالب عباس هاشم إستفزه للحديث كونه يمثل واحدًا من شعراء نخبة تكاد تكون منسية ,إلا إنها كبيرة التأثير في المشهد الشعري البصري ، نخبة لا تسعى للشهرة غير أنها كبيرة العطاء وكذلك فأن الخط الذي تبناه الشاعر خط تصاعدي حسب ما أوضح هو غير إن المنطق يقول بأن المفهوم الشعري ينزلق عن الشعر من دون تحديد الأفضلية بين الأنواع الشعرية .
وتحدث في الجلسة أيضاً الكاتب جاسم العايف مبيناً أن قصائد الشاعر تضم في طياتها اسماء وأحداث ومثابات مهمة تصلح بأن تفتح لتشكل كل واحدة منها قصيدة ممتدحاً تجربة الشاعر ومثنياً عليها بنحو كبير.
الشاعر محمد صالح عبدالرضا أشاد بتجربة هاشم وإهتمامه الكبير باللغة مشددًا على أن قصيدته تخلصت من أمراض شعرية كثيرة .
كما أكد الفنان والناقد خالد خضير : على أن قصيدة النثر ذات طبيعة مختلفة (طبيعية تدوينية) فلايمكن أن نحول أي قصيدة الى قصيدة النثر بمجرد أن نفرغها من القافية والوزن وعلـى الشعراء أن ينتبهـوا لذلك.
وتحدث الناقد الدكتور سلمان كاصد مشيداً بتجربة المحتفى به ,وأوضح : أن الأستهلال والغموض يجب أن تتم دراستهما لديه وكذلك فأن قصائده القصار كانت إيقاعية فيما كانت الطويلة منها سردية .
آخر المتحدثين كان الشاعر علي الأمارة الذي قرأ قصيدة أهداها الى الطالبين « طالب عبدالعزيز وطالب عباس هاشم « إعتزازاً منه ومحبة منوهاً بغنى تجربة هاشم وتناغم الأشكال الشعرية لديه بالرغم من زهده الشعري الواضح .
وحضيت الجلسة بمداخلات مهمة أغنتها كواحدة من الجلسات الأحتفائية المتميزة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة