صادق ناصر الصكر كما هو معلوم، يتكون مشروع” نقد العقل العربي” من أربعة كتب:” تكوين العقل العربي”، ” بنية العقل العربي” ،” العقل السياسي العربي”، ” العقل الأخلاقي العربي”.”
حين نتحدث بلسان الأبستمولوجيا، ليس فيها من هو أقل شأناً من الآخر، ولكن لو قيل لي : لديك الوقت لإعادة قراءة كتاب من الرباعية، وليس كلها، فلن أتردد في اختيار” العقل السياسي العربي.
في هذا الجزء نحن في قلب الإشكالية…. إشكاليتنا التي نستعيد خطابها يومياً سواء سبق لأحدنا أن اطلع على بقية الأجزاء في مشروع الجابري أم لا.
يبدأ هذا الفيلسوف كتابه بمدخلٍ ممتاز لتوضيح بعض المفاهيم المحورية التي سترافق عملياته النقدية… مفاهيم من قبيل اللاشعور السياسي، وتوترات البنية الفوقية والتحتية في مجتمعات ما قبل الرأسمالية واللاشعور الجمعي، وغيرها، قبل أن ينتقل إلى موضوعه المركزي/ قصة عقلنا العربي في مساره السياسي: ثلاثية العقيدة، القبيلة، الغنيمة.
أجمل وأهم ما في الكلام عن الجابري يتمثل في الكتابة والحديث عن” الاختلاف” مع العديد من طروحاته … هو، في نظري، أعظم مفكر عربي في القرن العشرين… مبدع كبير في صناعة المفهوم وفي حراسته لغوياً( لديه رشاقة مدهشة في الكتابة)…. كلما اختلفت معه، هذا المعلم، كلما كان بإمكانك أن تتعرف على هويتك الفكرية من مواقع جديدة.
في عالم الثقافة لا بأس، دائماً، من الحديث عن الصدمات…. والعقل العربي كان بحاجةٍ مؤكدة لواحدة: صدمة الجابري….. كلما امتد الزمن تتجدد الحاجة لإعادة قراءة هذا المشروع.
” العقل السياسي العربي” تحفةُ معرفية…. كان أدونيس مصيباً حين كتب:” لا بد من التوكيد على أن العمل الثقافي لا ينفصل عن العمل السياسي، وان النضال الثقافي إنما هو، في جوهره، نضال سياسي.
مشروع نقد العقل العربي
التعليقات مغلقة