اتاحت الجولة الاخيرة لرئيس الوزراء حيدر العبادي لعدد من الدول المجاورة للعراق الاطلاع والتعرف عن كثب لرؤية الحكومة العراقية ومواقفها من الاحداث الجارية داخليا وخارجيا وفي الوقت نفسه تم تعريف هذه الدول بطبيعة الازمة وتداعيات الاستفتاء في اقليم كردستان والاهم من ذلك ازالت هذه الزيارة المخاوف والادعاءات بوجود تسلط ايراني على القرار العراقي فيما يرتبط بالملف الامني والعسكري وولاءات فصائل الحشد الشعبي تناغما مع الحملات الاعلامية التي تتعرض لها هذه الفصائل من قبل اصوات وقنوات فضائية عراقية وعربية تقف وراءها جهات اقليمية تستهدف التقليل من الانتصارات العراقية الاخيرة وقرب اندحار عصابات داعش عن اخر معاقله في العراق ومن الملفت للانتباه ان هذه الاصوات والابواق تصاعدت عندها وتيرة الكذب مع تصاعد الاحداث بين الحكومة الاتحادية ورئيس اقليم كردستان بعد اجراء الاستفتاء في الاقليم وكأنها تريد بعث رسالة الى الارهاب وتطمينه بوجود ثغرات اخرى يمكنه من خلالها العودة واستعادة القدرة على النفاذ من اية عمليات امنية وعسكرية يمكن ان تشهدها بعض المناطق في شمالي العراق ومحاولة تفصيل الخلاف العربي – الكردي وتسويقه على انه خلاف طائفي بين الشيعة العرب والسنة الاكراد وفي الوقت نفسه الدفع باتجاه رسم معالم هذا الخلاف والانتقال به الى ميادين الصراع بين محور العراق وايران ومحور اميركا وحلفائها في المنطقة وقد تناول وزير الخارجية الاميركي تيلرسون خلال زيارته الاخيرة الى بغداد هذا الملف وسمع من رئيس الوزراء حيدر العبادي رؤية عراقية واضحة وتوصيفا دقيقا للدور الذي يضطلع به الحشد الشعبي في المعركة ضد الارهاب وارتباطه كقوة عسكرية مؤسساتية بالقيادة العامة للقوات المسلحة والشجاعة الكبيرة التي يتمتع بها افراد الحشد بخوضهم المعارك دفاعا عن العراق والعالم اجمع وضرورة التفريق بين الفصائل العراقية المنضوية في الحشد والاخرى التي لاتعترف بها الحكومة العراقية ولاتسمح لها بالتحرك خارج ارادة الدولة وسيادتها مما دفع المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية في مؤتمرها الاسبوعي للاعتراف بأن الحشد الشعبي هو قوات تابعة للحكومة العراقية وان كانت متاثرة بايران وهو لايقلل من مكانة وشأن هذه القوات ودورها المستقبلي ومن المهم جدا في المرحلة المقبلة العمل على ترسيخ اية فعاليات عراقية سياسيا وامنيا وعسكريًا ومنحها الهوية العراقية بما يرسخ رؤية العراق وموقفه المستقل عن اية محاور اقليمية ودولية تريد ان تصادر القرار العراقي او تتعارض مع مصالحه الوطنية .
د.علي شمخي
ترسيخ الهوية !
التعليقات مغلقة