التفكير بِصوت منخفض

مريم جنجيلو

ها قد أخفقَت كلّ الجهود في إيقاظكِ
مرتاحةً لِدفءِ الغبار في كتاب شعرٍ رخيص
تتمدّدينَ كلَّ ليلةٍ على سريرٍ ضيّق
لا يتّسع سوى لقلبٍ مُنتفخٍ كَسمكة حُبلى
وَرِئتَين محشوّتين بأعقاب السجائر التي التهمتها طيلة حياتِك.

تنامينَ دون أن تنتظري أحدًا
مثل شرنقةٍ تلتحفينَ ستائر الدانتيل السّميكة
وَتَرمينَ وجهكِ لِضوء الغرفة الأصفر
يلوّنُه مثل مرضٍ مُعدٍ، مثل يرقان.

على جدار زهريٍّ لم يرَ أيًّا من ألوانِهِ السابقة
تُعلِّقينَ فساتين نومٍ حريرية لم تلبسيها يومًا لأحد
داخلَ كلٍّ منها تَدُسّين ورقة
كلما فتح غريبٌ الباب لِيتلصّص على بياضِ جثتكِ
يَسقُط فستان أرضًا وَتعلو كلمة
يقرؤها، تتقلّبين، فَيهرُب مرعوبًا خشيةَ أن يوقظَكِ.

لَكِ كتفانِ محصولُهما وافرٌ من النّمش
وَيدان طريّتان بِعشرِ أصابعَ ممتلئة
تمدّينَها كالرائحة قبل المذاق في قهوتِهِ
أمامَكِ السهل واسع كَجرح ولادة
نزِقٌ كَنهر يقطعُ بلادًا لِيرويَ قريةً نائية
ولا تطمئنّين سوى للسُّكنى في لبِّ شجرة.

لكِ عينا قُبّرةً مُرقّطة
دامعتان..
تطيرُ ببَطنٍ مُقطّب،
وَمن كلّ قصص الحب في الشتاء
لَم يحبلْ سوى بالأرقِ وََبالهطول.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة