“ينابيع” باقة مبدعة تضيء مسارح الغربة

سمير خليل
ادباء وفنانون ملتزمون، تجمعات ثقافية وفرق مسرحية ولدت من رحم المعاناة والحنين العراقي في الغربة، يتواصل هؤلاء مع هواء الوطن من خلال الكلمة واللحن واللوحة والمسرح.
“ينابيع” فرقة مسرحية ولدت في السويد، مجموعة طيبة من فنانين ومثقفين عراقيين ومسرحيين التقت عام ٢٠٠٧ لغرض بلورة فكرة عن تأسيس فرقة مسرحية وتم وضع نظام داخلي لها وسجلت رسميًا كفرقة مسرحية عاملة في مملكة السويد وهي امتداد للمسرح العراقي الهادف الذي يطرح معاناة المواطن والأهداف الإنسانية عامة.
وعلى طريق التواصل الوطني والوجداني مع الوطن وما يجري من احداث سريعة عبرت الفرقة عن تضامنها مع التظاهرات الشعبية فقدمت عرضا مسرحيا باسم (القناص) تأليف أحد شباب التظاهرات واخراج الفنان سلام الصكر وتمثيل الفنانة نضال عبدالكريم والإنارة وإدارة المسرح للفنان صلاح الصكر، والمسرحية تتحدث عن ام عراقية استشهد ولدها على يد قناص اثناء مشاركته بالتظاهرات وكيف تلتقي الأم بالقناص، قدمت هذا العمل في مهرجانات تضامنية في الدنمارك والسويد وارسال ريع المهرجانات لشباب التظاهرات.
الهيئة الإدارية للفرقة تتكون من الفنانة نضال عبد الكريم رئيسة للفرقة والفنان صلاح الصكر المدير الإداري والمالي والفنان سلام الصكر المدير الفني والمساعد الاداري رتاب الأميري.
الفنان سلام الصكر مخرج الفرقة يتحدث عنها قائلا: نقدم اعمالنا باللغة العربية ودائما جمهورنا هو الجمهور العراقي والعربي، نساهم تقريبا في كل المناسبات ولنا وجود متميز، قدمت الفرقة سيرة حياة مجموعة من النساء العراقيات اللواتي استشهدن من اجل الوطن أيام النظام الدكتاتوري في مسرحيات (أم ذكرى) و (السماء مرقد الشهداء) و(عميدة) اضافة لمسرحيات (العارف و الواهب) وقصيدتا الشاعر الكبير مظفر النواب (حجام البريس) و (حسن الشموس) و(تحت جدارية فائق حسن) للشاعر سعدي يوسف في عدد من المدن السويدية والعاصمة الدنماركية كوبنهاكن وكذلك في لندن و باريس”.
ويضيف” الجانب المادي لا نفكر به وانما تفكيرنا ينصب على الأفكار التي نقدمها وتقديم المتعة الفنية التي تخدم شعبنا وتطوره وما يسعد مستقبله، ميزة فرقتنا انها فقيرة ماديا ولكنها ثرية بأفكارها وما تقدمه من فن ملتزم بقضايا شعبنا، شاركنا بمهرجانات دولية وقدمنا مسرحية (مملكة الكريستال) باخراجي وتمثيل نضال عبدالكريم وحيدر ابو حيدر وإدارة مسرحية صلاح الصكر عرضت المسرحية في مهرجان مراكش الدولي للمسرح وحصلنا على جائزة تقييمية، كذلك قدمنا المسرحية في بغداد والناصرية وكان عرضا متميزا من حيث الحضور، كما اسهمت في اخراج عمل مسرحي للمسرح الجزائري وتم منحه جائزة باسم الفرقة”. ويتابع”
قدمت الفرقة مسرحية (عند الحافة) وهي مستوحاة من مسرحية الكراسي وهي تتحدث عن الفساد في العراق، كما قدمت الفرقة مسرحية (المركب) في عدد من المدن السويدية وكذلك في كوبنهاكن واربيل والمسرحية تتحدث عن نبذ الطائفية التي هي بعيدة كل البعد عن شعبنا.
ويختتم “ان تشتت الجالية العراقية في دول ومدن متعددة استوجب على الفرقة قلة كادرها وبساطة متممات العرض المسرحي لتسهيل تنقلنا معتمدين على المساعدات الفنية التي تقدم لنا في الامكنة التي نعرض بها مما سهل تقديم عروضنا. ان التزام فرقتنا بتقديم فن رفيع واصيل يليق بمسرحنا العراقي لن يغيب عن ذاكرة كادرها دروب الالام التي مر ويمر به شعبنا العراقي فاختيار النص المسرحي ومواضيعها وعمق الافكار المطروحة لها الاهمية القصوى في عروضنا طارحين الاسئلة محفزين جمهورنا ليشاركنا الافكار والاجابات “.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة