شرعيّة البرلمان اللبناني سقطت لمعاداته مصالح الناس والشارع الآن مصدر السلطات الوحيد

الاحتجاجات اللبنانية تعبر يومها العاشر والمتظاهرون يصدرون بيان حادا:

متابعة ـ الصباح الجديد :

قطع محتجون صباح امس السبت الطرقات في عدد من المناطق اللبنانية، خصوصا الطرقات الرئيسية المتجهة من بيروت إلى محافظات الشمال والجنوب وبعض مناطق جبل لبنان.
وفيما تناولت المحطات الفضائية على اختلاف اتجاهاتها، أوردت فضائية الجزيرة، أن رئيس الوزراء سعد الحريري عرض الاستقالة على رئيس الدولة ميشال عون شرط أن يتم تشكيل حكومة من غير الحزبيين أي التكنوقراط. وقال مدير مكتب الجزيرة في بيروت مازن إبراهيم إن المتظاهرين يحاولون الاستمرار في زخم التحرك لإجبار الطبقة السياسية الحاكمة على التوصل إلى حلول ترضي الشارع الغاضب، وعلى رأس مطالبه استقالة الحكومة. وبيّن المراسل أن هناك حالة من الاستعصاء السياسي، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء سعد الحريري عرض الاستقالة على رئيس الدولة ميشال عون شرط أن يتم تشكيل حكومة من غير الحزبيين أي التكنوقراط، وهذا ما لم يرد في بقية المحطات الفضائية
وكان أصدر المتظاهرون في لبنان امس الأول الجمعة بيانا عقب انتهاء زعيم حزب الله حسن نصرالله من خطاب هدد فيه المتظاهرين بالحرب الاهلية، شددوا فيه على الدعوة إلى تظاهرات ضخمة في جميع مناطق لبنان تحت عنوان «سبت الساحات» رفضاً لأكاذيب السلطة ومحاولات التفافها الدائمة على مطالب الحراك.
وأكد البيان على استمرارية التظاهر حتى استقالة الحكومة وتشكيل حكومة مؤقتة ذات مهام محددة من خارج مكونات الطبقة الحاكمة وبإشراف القضاة المستقلين.
كما دعا بيان المتظاهرين المؤسسات العسكرية والأمنية للقيام بواجباتها تجاه الناس وحمايتهم من الاعتداءات المستمرة من قبل مناصري أحزاب السلطة.
وأضاف بيان المتظاهرين على أن شرعيّة البرلمان اللبناني سقطت لمعاداته مصالح الناس، مؤكدا على أن الشارع في الوقت الحالي هو مصدر السلطات الوحيد حتى لحظة تشكيل مجلس نواب جديد عبر الاقتراع.

هاشتاغ #أناممولالثورة
وكان الأمين العام لميليشيا حزب الله حسن نصرالله قد حذر في خطابه، اللبنانيين من اندلاع حرب أهلية في لبنان على غرار ما يحدث في دول الجوار سوريا والعراق مشيرا إلى أن ميليشياته هي الأقوى في البلد.
وفي خضم حديثه استخدم نصرالله أصبعه لترهيب اللبنانيين من مغبة تظاهراتهم.
وعقب اتهامه للمشاركين بالحراك بتلقي تمويل من السفارات، جاء رد المتظاهرين سريعا، وبهاشتاغ #أناممولالثورة .. الذي اجتاح مواقع التواصل الاجتماعي.
ونقلت الفضائيات هذا الهاشتاغ الذي يظهر فيه عشرات اللبنانيين، نساء ورجالا وباعمار مختلفة ردد كلهم الواحد بعد الآخر الكلمات الثلاث ( انا ممول الثورة ).
ونصب مئات المحتجين اللبنانيين الخيام وأعاقوا حركة المرور في الطرق الرئيسية في بيروت، الجمعة، لفرض حملة العصيان المدني ومواصلة الضغط على الحكومة للتنحي.
وفي وقت مبكر من الجمعة، أغلق متظاهرون لفترة وجيزة الطريق السريع الذي يربط مدينة صيدا الجنوبية ببيروت، وأحرقوا إطارات وعرقلوا حركة المرور. وفيما بعد، أزال الجيش الإطارات وأعاد فتح الطريق.
وتتواصل الحركة الاحتجاجية في لبنان لليوم العاشر على التوالي للمطالبة باستقالة الحكومة ومحاسبة الطبقة السياسية على الوضع الاقتصادي الذي وصلت إليه البلاد.

سبت الساحات
وفي وقت مبكر امس، دعت حملة «لحقي» المدنيّة إلى المشاركة في مظاهرات «سبت الساحات» في الأراضي اللبنانية كافة.
وفي بيان لها قالت وجودنا في الشوارع لأكثر من أسبوع وبعد استمرار السلطة في مناوراتها وإنكارها مطالبنا التي تتردد في جميع مناطق لبنان، حان الوقت لإجبار السلطة على التجاوب وتصعيد ضغط الشارع.
وتابع بيان الحملة نعلن يوم السبت يوم الساحات وندعو إلى مظاهرات ضخمة في جميع المناطق تحت عنوان «سبت الساحات». فلنتظاهر رفضا لأكاذيب السلطة ومحاولات التفافها الدائمة على انتفاضتنا الشعبية لإسقاط حكومة قوى النظام الحاكم.
وبقيت الجامعات والمدارس والمصارف مغلقة لليوم العاشر على التوالي من الاحتجاجات على مستوى البلاد، التي أثارتها الضرائب الجديدة المقترحة من جانب الحكومة اللبنانية.
وكان حذر الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله امس الاول الجمعة من أن أي فراغ في السلطة سيؤدي إلى الانهيار، رداً على تمسّك مئات آلاف اللبنانيين الذين يحتشدون في الساحات والشوارع منذ أكثر من أسبوع بمطلب رحيل الطبقة السياسية بأكملها. وفي كلمة بثها تلفزيون «المنار» الناطق باسم حزب الله، قال نصرالله «لا نقبل الذهاب الى الفراغ، لا نقبل إسقاط العهد، ولا نؤيد استقالة الحكومة، ولا نقبل الآن بانتخابات نيابية مبكرة»، رافضاً بذلك كل مطالب المتظاهرين المندّدين بكل الطبقة السياسية والمطالبين باستقالة الحكومة وتغيير البرلمان. وأضاف «منفتحون على أي حل، أي نقاش، لكن لا على قاعدة الذهاب الى أي شكل من أشكال الفراغ، لأن الفراغ سيكون قاتلاً»، وسيؤدي إلى «الفوضى والانهيار». ويشارك حزب الله، أحد أكثر اللاعبين السياسيين نفوذاً في البلاد والوحيد الذي يمتلك ترسانة سلاح الى جانب القوى الأمنية الشرعية، في الحكومة بثلاثة وزراء، لكنه جزء من الأغلبية الحكومية التي تضم وزراء محسوبين على رئيس الجمهورية ميشال عون وحركة أمل (رئيسها رئيس البرلمان نبيه بري) وحلفاء. وأمس وقعت اشتباكات في بيروت بين المعتصمين ومجموعة موالية لحزب الله على خلفية إطلاق شعارات ضد فساد الطبقة السياسية الحاكمة، تدخلت على إثرها قوات مكافحة الشغب لفض الاشتباك. كما تزامن ذلك مع اعتصام مناصري التيار الوطني الحر في بعض المناطق تأييدا لمواقف رئيس الجمهورية. وطالبت مديرة الأبحاث لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة العفو الدولية لين معلوف في بيان الجمعة السلطات بـ»ضمان حماية المتظاهرين السلميين وقدرتهم على ممارسة حقهم في حرية التجمع بدون خوف من التعرض لمضايقات، أو، خصوصاً، لاعتداءات من مناصرين لأحزاب سياسية معارضة لهذه الاحتجاجات». وفي السياق، أعلن النائبان نعمة أفرام وشامل روكز عبر قناة MTV التلفزيونية المعارضة، أنّهما باتا خارج تكتل «لبنان القوي» الذي شكله حزب «التيار الوطني الحر» الموالي لرئيس الجمهورية ميشال عون. وقال أفرام: «أؤيد مطالب اللبنانيين وأشكرهم لأنهم أظهروا لنا أجمل صورة للبنان»، وأردف: «منذ فترة اتخذت مواقف متميّزة عن مواقف التكتل الذي أنتمي إليه ولا أوافق على طريقة معالجة الأزمة من خلال الورقة الإصلاحية، لذلك أطالب باستقالة الحكومة». واعتبر أفرام أنه يجب الاستجابة لمطالب الشارع بسرعة وتشكيل حكومة بأسرع وقت لإعادة الثقة ليس فقط من قبل اللبنانيين وإنما من الخارج أيضا، مضيفا: «علينا أن نعرف أين ذهبت الأموال وعلام صرفت ونحن متأخرون جدا بسبب المشاكل السياسية». أما الجنرال شامل روكز صهر رئيس الجمهورية الذي قاد قوات «المغاوير» في الجيش اللبناني قبل تقاعده، فقال من جهته: «لا أجتمع مع هذا التكتل منذ الموازنة ومنذ المس بحقوق العسكريين».
وتستمر لليوم العاشر على التوالي الاحتجاجات الشعبية في لبنان، مطالبة باستقالة الحكومة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة واسترداد الأموال العامة المنهوبة من قبل مسؤولين ووزراء في السلطة منذ 1990 وحتى اليوم.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة