قدم مقترحا لأمانة بغداد بانشاء متحف للشمع
بغداد – وداد إبراهيم:
تكتسب التماثيل والنصب أهميتها من تأثيرها في ذائقات الناس حين تقام لرموز أدبية او فنية او سياسية اثرت في حيواتهم او في المجتمع فربطتهم اليها برابط وجداني يذكر أولئك الناس بما أنجزت، وهذا ما كان مع تماثيل نصبت في ساحات بغداد والبصرة وغيرها من المدن، وهذا ما سيتكرر قريبا مع تمثال الجواهري الذي لن يوضع هذه المرة في ساحة عامة او طريق رئيس، وانما سيوضع في بيته الذي عاش به.
كلف بهذا التمثال، الفنان ستار كامل شبيب الذي انجز تمثال شاعر العراق الكبير “محمد مهدي الجواهري” من اجل اكمال المتحف الذي سيفتتح قريبا من قبل امانة بغداد في منطقة اليرموك ببغداد.
لم يكن النحت طريقي
الفنان شبيب تحدث لصحيفة الصباح الجديد عن رحلته مع الجواهري من البداية حتى انجز التمثال ومن ثم وضعه في غرفته التي كانت مخصصة للقراءة.
فقال: لم يكن النحت طريقي منذ بداياتي فقد كنت اميل الى الرسم والتخطيط بقلم الرصاص
حتى في مرحلة المراهقة كنت ارسم مشاهد من الافلام حتى تأثرت بالأفلام الوثائقية التي تتحدث عن التماثيل والنصب وكيف يتم تجسيدها وحين دخلت كلية الفنون وفي المرحلة الثانية التي تحدد الاختصاص اخترت النحت وكان امامي كبار الاساتذة من الفنانين مثل “صالح القرغولي، ومحمد غني حكمت، ومرتضى حداد” وغيرهم فتأثرت بأساليبهم في النحت، فكانت لي مشاركات في النحت في معارض دائرة الفنون ومهرجانات الواسطي والمناسبات الفنية.
وتابع شبيب: عملت في المتحف البغدادي وكنت اقوم بعملية ترميم التماثيل واغير بعضها بما تجود علي تجربتي الاكاديمية حتى كلفت من قبل امانة بغداد بعمل تمثال للشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري بعد ان تقرر ان يكون بيته متحفا له. فشعرت ان هذا العمل سيطلق العنان لما امتلك من موهبة وخبرة اكاديمية وفنية اكتسبتها خلال رحلتي مع النحت.
طين الكاولين
واكمل: بدأت العمل بعد ان اطلعت على الكثير من الصور الخاصة به وكنت ابذل محاولات لاختيار الصورة التي عرفها الجمهور وعرفها محبيه وعشاقه، وبدأت بالطين “طين الكاولين الابيض” والرصاصي عملت به بورتريه للرأس وبالحجم الطبيعي وطلبت من عائلته ان تطلع عليه واعطائي الملاحظات ثم عملت له قالبا واستمر معي لمدة شهر ثم عملت يدين لشخص مشابه لجسمه، وعملت له جسما يقترب كثيرا من جسده الذي عرف بأنه نحيل، ومن خلال اطلاعي على كل صوره وجدت انه كان يميل الى لبس البدلة باللون الرصاصي حتى وصل الى المرحلة الاخيرة وهي وضعه حين كان يدخل احدى الغرف للقراءة ..
الجواهري وضعني امام تحدٍ
وأكمل: لكن بعد ان انتهيت من التمثال وجدت نفسي امام تحدٍ كبير في اقامة متحف للشمع لكبار الشخصيات ولو كان هذا التمثال بالشمع لكان بشكل اخر أقرب الى الواقع لان مادة الشمع فيها مرونة عالية ليكون التمثال أكثر شبها بالحقيقة، وقدمت مقترحا لأمانة بغداد لإقامة متحف للشمع لكبار الشخصيات العراقية والتي قد تغيب عن الذاكرة بعد سنوات اذ وضعت امامي 40 شخصية منها” علي الوردي بدري حسون فريد زهور حسين سليمة مراد سامي عبد الحميد ” وغيرهم، والمقترح قيد الدراسة الان.