مهرجان أيام بغداد السينمائية

ينوي قسم السينما في دائرة السينما والمسرح اقامة مهرجان سينمائي كبير تحت عنوان « أيام بغداد السينمائية» وربما يتساءل البعض عن أهمية إقامة مثل هكذا فعالية سينمائية، وما الذي يمكن ان تحققه على المستوى الثقافي والاجتماعي والاقتصادي « السياحي»، وكذلك على مستوى انفتاح البلاد على الدول الاخرى والتلاقح الثقافي والمعرفي الذي يمكن ان يتحقق، وهل تستطيع السينما تحقيق كل ذلك.

يشكل اقامة المهرجانات السينمائية أهمية كبيرة للبلد الذي تقام فيه ، من نواحي عدة منها، ابراز وجه البلد الحقيقي ، بعيدا عما يروجه الاعلام ، كما يشكل نقطة تحول كبيرة للخروج من الحروب والارهاب، ودلالة على السير في خطى ثقافية وفنية تؤسس لثقافة وفن تنافس البلدان الاخرى التي تتفاخر بعلو كعبها الثقافي والفني، كذلك يشكل جانب اعلامي كبير، من خلال التغطية الواسعة للصحف والفضائيات العربية والعالمية التي تغطي المهرجان ، وكذلك من خلال ما ينقله الضيوف عن العراق كبلد ، وبغداد كمدينة، أضافة الى خلق جو من التنافس الجميل مع المهرجانات الاخرى ، ويدخل البلد في دائرة الاهتمام الفني الدائم، بعد معرفة موعد المهرجان من كل عام.

أن اقامة هكذا فعالية يمكن ان تساهم وبشكل كبير في تنشيط الحركة السياحية ، من خلال اطلاع الوفود على الشواهد التاريخية  والاماكن السياحية للبلد، ففي المغرب هناك اكثر من خمسين مهرجانا تتوزع بين السينمائي والمسرحي والفلكلوري، كذلك في تونس اكثر من عشرين مهرجانا مختلفاـ شكلت عامل جذب سياحي كبير، كذلك تشهد مصر اقامة مهرجانات عدة تدعمها الدولة من اجل تنشيط القاطعين السياحي والثقافي، وتشهد طهران اقامة مهرجان سينمائي ضخم وفخم جدا هو مهرجان الفجر السينمائي الذي ترصد له الدولة مبالغ طائلة ، وحرص الحكومة الايرانية على دعم السينما جعلها اي السينما الايرانية تحصل على جائزتي اوسكار خلال خمسة اعوام ، مما جعل ايران تتصدر الواجهة الخبرية الاعلامية لفترات طويلة.

ان إقامة مثل هكذا فعالية تساهم في خلق وعي مجتمعي بأهمية الثقافة والفنون، وبالتالي ينعكس على الحياة العامة للبلد، بعد ان اخذت الحروب والمشاكل والارهاب حيزا كبيرا مما كان يتحلى به الشعب من ثقافة عامة لعقود عدة، حتى ان بغداد كانت المدينة الاكثر قراءة، حسب القول الشائع في الاوساط الثقافية» القاهرة تكتب، بيروت تطبع، بغداد تقرأ» ولم يقولوا عاصمة اخرى.

إضافة الى تنشيط النتاج السينمائي العراقي الذي يمكن ان يبرز وجه العراق الحقيقي امام جمهور العالم العربي والعالمي.

لذلك ارى ان دعم هذا المهرجان من قبل جميع الجهات، هو دليل حرص على إشاعة الوعي الثقافي والفني والاجتماعي، أضافة الى ما يوفره المهرجان من دعاية اعلامية لهذه الجهات، يمكن ان تساهم بشكل كبير في توسيع عملها، وتسليط الضوء عليها.

نتمنى ان يتحقق ما يصبو اليه قسم السينما في دائرة السينما ويتمكن من اقامة مهرجان دولي يليق بسمعة العراق.

كاظم مرشد السلوم

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة