احلام يوسف
صورتين للارض من الفضاء توضح انخفاض نسب الكربون في الهواء
العديد من الدراسات اليوم تؤكد ان الكثير من العادات والافعال التي كانت ضمن ممارساتنا اليومية ستتغير بعد كورونا، فهناك صور ملأت مواقع التواصل تثبت ان الطبيعة صارت انقى وانظف، بعد توقف مئات المصانع حول العالم، وصور اخرى عن حيوانات تتجول في الشوارع آمنة لأنها خلت من البشر.
الصدمة التي احس بها الناس بعد نشر صور لكوكب الارض من الفضاء وقد قلت نسبة الكربون في الجو بصورة مذهلة، جعلت الناس تعيد حساباتها بشأن طبيعة الحياة التي نحياها والضرر الذي سببناه للبيئة والذي يعد اهم سبب لانتشار الفيروسات.
مارشال بورك، الباحث في جامعة ستانفورد الأميركية، كتب في مدونته إن الإغلاق الذي نجم عن مشكلة بهذا الحجم “يمكن أن يؤدي إلى بعض الفوائد (الجزئية) الكبيرة، الأمر الذي يشير إلى أن ما يحتاج التغيير، طرقنا المعتادة في القيام بالأشياء”.
وحسب بورك، فإن التحسن المؤقت في جودة الهواء في الصين أنقذ حياة 4000 طفل دون سن الخامسة، و73000 شخص ممن تزيد أعمارهم عن 70 عاماً، وهذا أكثر بكثير من العدد الرسمي للوفيات في البلاد، والذي يزيد على 3000 شخص.
تغيير العادات التي اعتدنا القيام بها اصبح ضرورة، وليس مزاجا او مكابرة، يقول فاروق محسن الخبير بعلم البيئة ان كورونا قدم لنا دروسا عدة، اهمها الحرص على النظافة، ولا يتعلق الامر بنظافة اجسامنا، بل بنظام حياتنا كله، فالأكل في المطاعم كان بالنسبة للكثير ترف، لكنه اليوم يعني عدم اكتراث بالخطر الذي لا ندري اين يقبع بانتظار الانقضاض على فريسته.
وتابع: كورونا صنيعتنا، نظام حياتنا الفوضوي ما اوجده، فابسط شيء اصرارنا على استعمال البلاستك، بأكثر من شكل وطريقة، مع ان العديد من الدول منعت استعماله وفرضت بعضها غرامة على من يخالف القانون. تعاملنا مع الحيوانات ايضا يجب ان يتغير، لأننا اكتشفنا مدى خوفها منا بعد ان صارت تتجول بحرية، آمنة مطمئنة انها لن تتعرض الى الاذى، الله خلقنا على هذا الكوكب كي نعمره ونحن لم نقم الا بتخريب كل جزء منه، وان كانت بعض دول العالم تحاول التعويض ببناء مدن وصنع سيارات صديقة للبيئة، ما زلنا نحن نتعامل مع الموضوع على انه بطر والبعض يجد ان هناك مبالغة.
كورونا، اجبرنا على استيعاب الدرس، علينا ان نعيد الاسس التي بنيت عليها حياتنا قبل حربه التي شنها والتي وجد العديد من المدونين انها الحرب العالمية الثالثة التي تنبأ بها اكثر من منجم. كل ما نقوم به حتى الممارسات البسيطة والتي لا تشكل فارقا بالنسبة الينا، يمكن ان تؤثر بمرور الوقت في البيئة التي نحتاجها اكثر من حاجتها الينا.