احيت الذكرى الـ31 لقصف المدينة بالسلاح الكيمياوي
بغداد ـ الصباح الجديد:
احيت محافظة حلبجة امس السبت، الذكرى الـ31 لقصف المدينة بالسلاح الكيماوي من قبل نظام البعث المُباد.
وقالت قائممقام حلبجة نوخشه ناصح إن إدارة المحافظة انطلقت المراسم في تمام الساعة العاشرة من صباح يوم امس على القاعة المغلقة في مدينة حلبجة الشهيدة، بمشاركة المسؤولين الحزبيين والحكوميين وقناصل الدول وعائلات شهداء حلبجة»، مشيرة إلى أن «المراسم تضمنت إقامة ندوات وجلسات حوارية وتقديم بحوث حول حجم فاجعة حلبجة بغرض التعريف بجرائم الإبادة الجماعية التي تعرض لها شعبنا، كما قمنا بدعوة شخصيات ومتخصصين من داخل وخارج البلاد للمشاركة في الندوات والجلسات الحوارية».
وأكدت قائممقام حلبجة على ضرورة تلبية مطالب أبناء محافظة حلبجة ومن أهم المطالب هي محاكمة الشركات والأشخاص الذين قاموا ببيع الأسلحة الكيمياوية، التي استعملت في قصف المواطنين الأبرياء في محافظة حلبجة، للنظام البائد».
وكان النظام السابق قصف يوم 16/3/1988 مدينة حلبجة بالأسلحة الكيماوية مما أدى إلى استشهاد أكثر من 5 آلاف شخص خلال بضع دقائق أغلبهم من النساء والأطفال ، وشددت : «إننا في ذكرى هذه الجريمة النكراء نجدد دعوتنا للمجتمع الدولي باعتبار يوم قصف مدينة حلبجة بالسلاح الكيمياوي من قبل قادة النظام البائد يوماً عالمياً لمكافحة أسلحة الإبادة الجماعية، كما نؤكد أن هذه المدينة الصامدة تستحق كل الدعم كونها تمثل رمزاً للفداء والتضحية من أجل الحرية والديمقراطية والحقوق الدستورية ما يستوجب استمرار التعريف على جميع المستويات بتضحيات سكان حلبجة وإنصافهم وتلبية مطالبهم المشروعة ومساندتهم بشكل أكبر سيما من تعرض من سكانها للتهجير أو خسارة منزله أو مزرعته والممتلكات».
ومازال الكثيرمن الناجين يعانون من تشوهات وامراض مختلفة برغم مرور قرابة ربع قرن على الجريمة.
كما ان كمية ونوع المواد السامة التي استعملت خلال الاعتداء الاثم تسببت بكارثة بيئية جعلت المدينة ارضا بورا اهلكت الزرع و الحيوان.
ان التطاول على مدينة حلبجة الذي دفع بالكثيرين ممن نجا من اهلها الى اللجوء خارج البلاد، واعقبها جريمة اخرى يندى لها جبين الانسانية تمثلت بسلب ممتلكات مواطنيها و مصوغات النساء الذين خنقهم غاز الطغمة البعثية المتسلطة يومذاك.
ولقد كشفت وسائل الاعلام الحرة والحركة التحررية الكردستانية للعالم اجمع نوع وحجم الممارسات الاجرامية التي يقترفها البعث بحق ابناء الشعب العراقي والكوردستاني ، لقد كانت جريمة حلبجة هي الاكبر وليست الاولى التي يستعمل فيها البعث هذا السلاح لكتم انفاس وتكميم افواه التائقين للحرية من ابناء شعبنا، فقد سبق له ان جرب سلاحه ذاك في مناطق دهوك واربيل، مثلما جربه في جنوب البلاد الجريح.
ان الفكر الشمولي والعسكرتارية البغيضة و الحزبية الضيقة واطلاق اليد الطولى للحلول الامنية، والصمت الدولي حينها على اعتداءات النظام داخليا وخارجيا لهي من اهم الاسباب التي زينت للبعث اقتراف جرائمه.
في ذكرى قصف حلبجة الشهيدة ننحني اكبارا واجلالاً لضحايا حلبجة و كردستان و العراق وعائلاتهم ، ونقف خلف دعاوى الحصول على كل تعويض قد يخفف من وطئ ما حل بالاهالي من ضرر في الارواح و الممتكات وهو ما حدا بنا منذ تغيير النظام عام 2003 الى تشريعات دستورية تجعل الجيش و مؤسسات الامن في خدمة مصالح المواطنين و ليس ادوات قمع وذلك للحيلولة دون تكرار هذه الجريمة التي اعتمدت دوليا بأنها جريمة ابادة جماعية، ان هذه الذكرى تجعلنا نجدد الدعوة و نعمل لملاحقة كل المتورطين وتقديمهم للعدالة ، وسنواصل العمل الوطني لضمان مستقبل امن تحول فيه القوانين والتشريعات دون تكرار مثل تلك الجرائم.
من جانبها رأت حكومة اقليم كردستان امس السبت، أن على الحكومة العراقية تنفيذ واجبها القانوني والأخلاقي تجاه محافظة حلبجة وسكانها وتوليهم كل الاهتمام، إلى جانب التعويض المادي والمعنوي لسكانها وبيئتها، كونها ضحية للدولة العراقية.
وقال مجلس وزراء إقليم كردستان في بيان اطلعت عليه «الصباح الجديد» «تمر اليوم 31 سنة على كارثة القصف الكيمياوي لحلبجة من قبل النظام العراقي السابق، الذي أدى إلى جانب استشهاد 5 آلاف مواطن بريء، إلى جرح آلاف آخرين مازال أغلبهم يعاني من الآثار السلبية السيئة صحياً ونفسياً لتلك الكارثة، هذا إضافة إلى تشريد آلاف العائلات وتخريب بيئة تلك المنطقة الكردستانية الجميلة الخلابة».
وأضاف أن «استذكار هذه الكارثة، وإلى جانب كونه احتراماً وتكريماً لضحايا شعبنا وتاريخنا الحافل بالنضال والتضحيات، تأكيد من جانب حكومة إقليم كردستان على اهتمامها الجاد بحياة وبخدمة الضحايا وعائلات وذوي ضحايا الأسلحة الكيمياوية وتقديم المزيد من الخدمات لحلبجة العزيزة التي لا شك أنه مازال هناك الكثير لنقدمه لها، والحكومة حريصة على خدمتها أكثر وتعد تقديم خدمات أفضل لمحافظة حلبجة وسكانها واجباً هاماً ورئيساً من واجباتها».
وتابع البيان، «نتوقع من الحكومة العراقية أن تنفذ واجبها القانوني والأخلاقي تجاه هذه المحافظة وسكانها وتوليهم كل الاهتمام، إلى جانب التعويض المادي والمعنوي لسكانها وبيئتها، كونها ضحية للدولة العراقية».
وأشار إلى أن «حلبجة الشهيدة رمز لآلام وتضحيات شعبنا، وإنها على نفس النحو رمز لصمودنا وحياتنا، إن الضحايا وأعزاءنا والذين فقدناهم في هذه الكارثة التي تهز الوجدان، سيبقون في ذاكرتنا دائما وستبقى ذكراهم حية إلى الأبد في وجدان هذا الشعب»، متابعةً أن «آلاف التحايا للأرواح الطاهرة البريئة لشهداء القصف الكيمياوي لحلبجة العزيزة وجميع شهداء كردستان».