في رسالة مفتوحة إلى العراقيين يكذب المؤامرة
الصباح الجديد ـ وكالات:
وجه رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني مساء الثلاثاء رسالة مطولة ومفتوحة الى العراق سرد فيها امتعاض الكرد من سياسات رئيس الحكومة نوري المالكي الذي قال إن حكمه المستمر كان عامل «شؤم» وانه استمراره تجزئة البلاد.
وقال بارزاني في رسالته التي اطلعت «الصباح الجديد» عليها إن «هجمة مشبوهة تتسع لاستهداف الشعب الكردستاني وقيادته ومحاولة تحميله مسؤولية الانهيارات المؤسفة التي تعرضت لها القوات المسلحة والاجهزة الامنية العراقية وأدت الى استباحة مدن وقصبات عراقية غالية على كل مواطنة ومواطن عراقي من قبل قطعان داعش الارهابية وقوىً مشبوهة أخرى».
وقال انه يجري اليوم، في سابقة هي الاخطر، تغذية حملة كراهية قومية «شوفينية» تستند الى تشويه الوقائع، وإظهارها عكس ما هي عليه، وبناء جدارٍ من «الانفصال» بين القوميتين المتآخيتين، والمكونات العراقية، لتخدم اغراضاً سياسية ومصالح فئوية ضيقة، لمن كان المسبب لقيادة العراق من فشلٍ الى فشل، ومن أزمة الى أزمة اشد وقعاً، لينتهي ذلك في نهاية المطاف الى هذا القاع من الانحدار والهزيمة».
واضاف بارزاني قائلا «النغمة النشاز (الانفصال، وتقسيم العراق)، التي طالما استخدمتها الانظمة الدكتاتورية المتعاقبة وهي نغمة أثيرة لدى كل طاغية متغطرس، وحاكم فاسد معزول عن شعبه ومغيَّب عن التاريخ ودروسه، يجري الان بنشاط محمومٍ تسويقها بين الاوساط العربية في العراق وخارجه».
وعبر عن الاسف لان «هذه الحملة التي تُكرس لها ماكنة الدولة واجهزتها واموالها والموالين لحاكمها الفاشل تريد ان تلقي بهذا الفشل وما ترتب عليه من عواقب وخيمة على الكرد واقليم كردستان. وتلخيصها بنوايا اقامة الدولة الكردية», واوضح ان الحاكم يعتبر سقوط نينوى وصلاح الدين وديالي، انما هي «مؤامرة» شارك فيها الاقليم، لتحقيق هدفه في الاستيلاء على المناطق التي استقطعها النظام الدكتاتوري السابق في اطار سياسة التعريب والتبعيث».
واضاف بارزاني قائلا «ان التطورات الاخيرة غير المسبوقة التي أدت الى سقوط نينوى وصلاح الدين وديالى واطراف من محافظة كركوك، لم تكن مقدماتها بخافية على الفريق الحاكم، إذ بادرنا في وقت مبكر للتنبيه على ما يجري التحضير له في الموصل، وضرورة التنبه للعواقب الخطيرة التي قد تترتب عليها، مما يشكل عوامل مضافة للفتنة والتربص فيها، وكان رد الفعل إزاء تحذيراتنا المتكررة، يعكس الكيفية التي يتصرف بها من يحكم العراق، اذ قوبلت على عكس ما كان لازماً ان تقابل به في ظروفٍ مماثلة محفوفة بالمخاطر، بالاستخفاف، وربما بالتشكيك في نوايانا من التحذير».
واشار بارزاني الى انه قد «جرى هذا التصعيد والتحريض ضدنا، في نفس الوقت الذي شهد تعامياً عن التحركات المريبة من التنظيمات الارهابية، وخرقها للحدود، وتجميع قواها، وتمكين خلاياها النائمة في الموصل، والمحافظات المحتلة من داعش وبقايا النظام السابق والتنظيمات المسلحة الاخرى، جهاراً وامام انظار القيادات العسكرية والامنية الاتحادية. وبدا المشهد، يفضح النهج المنحرف الذي يسعى للتعبئة ضد الاقليم، ويظهره كما لو انه عدو العملية السياسية والدستور، وكيل الاتهامات الباطلة له ، حد تحميلنا مسؤولية الانهيارات التي قاد الجيش والعراق اليها.! وهو ما يجري تغذيته في مختلف الاوساط، وفي وسائل الاعلام الموالية، على مدار الساعات والايام، بمحاولة اظهار الشعب الكردي، كمعادٍ للشيعة ودورهم ومواقعهم في السلطة السياسية للعراق».
وأكد ان الكرد سيواصلون الاتصال بجميع الفرقاء، المتفقين معهم والمختلفين، بغية انضاج حلٍ سياسي جذري، قوامه اجراء اصلاح بنيوي في هيكل الدولة ومرافقها ومؤسساتها، وتكريس آلية ديمقراطية، يتعذر في ظلها تغّول اي حاكمٍ أو سلطة سياسية . والسعي مع الجميع، للبحث في ما يقتضيه الوضع الجديد الذي نجم بعد العاشر من حزيران، من تغييرات وأطر سياسية تستجيب وتطمن المكون السني، وتعزل الارهابيين، وتقصيهم من الملاذات الامنة التي يتحركون فيها.
وتساءل بارزاني قائلا «اليس من فرق عرب العراق الى سنة وشيعة، هو من قسّم العراق فعلياً؟ ثم اليس تكريس النزعات الطائفية، هو في صميم تمزيق نسيج المجتمع العراقي ..؟».
واضاف ان الشعب الكردي، اذ يضع برلمانه وقيادته امام المسؤولية التاريخية لتحديد مسار تقرير مصيره، فانه سيواصل اتخاذ ما يراه مناسباً لحماية حقوقه، ولن يتراجع عن المسار الذي يتجسد في تقرير المصير، يتطلع في ذات الوقت، لكي تبادر القوى الحية، من أحزاب وكتل برلمانية، شيعية وسنية، لاطلاق مبادرة سياسية، يستعيد من خلالها العراق عافيته وتتحقق فيه لكل العراقيين والمكونات دون استثناء المساواة والحريات والشراكة الفعلية في حكم البلاد ، في دولة ديمقراطية اتحادية ، تضع حداً للتسلط والانفراد والدكتاتورية.