جدل في الأوساط الثقافية من قرار حجب مواقع التواصل الاجتماعي

بغداد – زينب الحسني:

السلطات تتخوف من حرب نفسية تقودها «داعش»

إعلاميون وفنانون اتفقوا على ان الحرب النفسية التي تخوضها عصابات داعش والمتمثلة ببث الشائعات المغرضة والتي تحاول إضعاف معنويات المواطنين، هو السلاح الأكثر تأثيرا لتلك الجماعات والذي اخذ يفقد تأثيره خلال اليومين الماضيين، وقد تباينت آراؤهم بشأن إغلاق مواقع التواصل الاجتماعي كونها ابرز الوسائل المستعملة من قبل إرهابي داعش، داعين إلى ضرورة نشر التوعية من خطر الانجرار وراء تلك الشائعات من خلال تنظيم الندوات والمؤتمرات الهادفة إلى تحصين المواطن من مخاطرها.
الناطق الإعلامي باسم وزارة التخطيط والتعاون الإنمائي عبد الزهرة الهنداوي أوضح بأن قضية الشائعات والحرب النفسية امر ليس جديد كأسلوب في أوقات الحروب ويأتي استخدام الحرب النفسية من خلال بث الشائعة وإضعاف المعنويات، وخلال الأيام الماضية كان تأثير الشائعات واضح على المجتمع العراقي، لاسيما بغداد كونها تمثل قلب البلد والقلب دائما مستهدف لكي يشل بقية الأطراف، وكان لوسائل الإعلام دور كبير في بث الشائعات ومحاولة النيل من العراق وشعبه وأسهمت فيها العديد من الفضائيات وللأسف هناك العديد من المثقفين صدقوا العديد من هذه الشائعات وروجوا لها وأسهموا بترويجها وبالتالي أسهموا بخفض الروح المعنوية للمواطنين والنيل من معنوياتهم، لافتا إلى ان تلك الشائعات بدأت تأثر بشكل سلبي على نفسية طلبة المراحل المنتهية الذين يؤدون امتحاناتهم العامة اذ تولد لديهم نوع من الإحباط، فضلاً عن طلبة الجامعات والكليات الذين هم الفئة الأكثر استهدافاً من قبل عصابات داعش.
وبين الهنداوي انب من الأمور الإيجابية التي أسهمت بتكذيب تلك الشائعات هي زيارة رئيس الوزراء نوري المالكي إلى مدينة سامراء والفتوى التاريخية التي اطلقتها المرجعية العليا والمتمثلة بشخص السيد علي السيستاني بإعلان الجهاد الكفائي وبالحقيقة لم تصدر هكذا فتوى في البلاد منذ تسعين سنة أدت إلى ضعف الشائعات من خلال الاستجابة وبأسرع وقت من قبل جميع أبناء العراق، إضافة إلى حجب وسائل التواصل الاجتماعي الفيس بوك والتويتر والفايبر حد من ظاهرة انتشار الشائعات.
من جانبها أفادت الخبيرة الإعلامية ناجحة كاظم لـ»الصباح الجديد» بأن مخاوف المواطنين جاءت بسبب وسائل الإعلام لكون اغلب وسائل الإعلام لا تعتمد المعلومة من مصدرها الحقيقي أو الصحيح وكانت تعتمد على الوكالات الأجنبية ولم يكن لديهم مصدر موجود داخل مدينة الموصل وهناك فضائيات كانت مؤيدة لما يجري في تلك المحافظة، وأما بالنسبة لحجب موقع التواصل فكان من المفترض عدم حجب الفيس بوك إنما العمل على تحليل تلك الشائعات والرد عليها بالمثل من خلال إظهار الحقائق، فالشائعات تنتقل بكل الوسائل فلا داعي لحجب الفيس طالما هناك برامج لإعادة فتحها أما الفضائيات فكان لها التأثير الأكبر لكون المواطن يتنقل من قناة إلى قناة أخرى مما أدى إلى تشوشه وتصديقه تلك الشائعات.
وأفادت الإعلامية عالية طالب بأن الخطوة التي اتخذتها الحكومة بحجب مواقع التواصل الاجتماعي كانت واحدة من اهم الخطوات للحد من الشائعات ولو بنسبة قليلة قد تكون 30بالمئة من حجم تلك الشائعات السلبية، لاسيما وان هناك أجندات لبعض القنوات الفضائية التي وجدت العراق أرضا خصبة لبث الشائعات ونشر القلق والرعب بين أبناء البلاد، مبينة ان منظمات المجتمع المدني تتحمل جزءاً كبيراً للحد من انتشار الشائعات إضافة إلى رجال الدين والوعي لدى أبناء المجتمع.
الإعلامي مرتضى الجشعمي أكد على ضرورة وجود توعية من خطر الشائعات وعلى وزارة الثقافة والجهات المعنية توعية المواطنين من خلال الندوات والمؤتمرات وغيرها وبث روح التوعية كون الشائعة هي سلاح من أسلحة العدو والتصدي لها امر ضروري، لاسيما وان هناك العديد من الفضائيات المجندة أخذت تنشر الشائعات وكان تأثيرها واضح وأسلحتهم كثيرة ومن ضمنها المؤسسات الإعلامية.
من جانب اختلفت الفنان الدكتور هيثم عبد الرزاق إلى انه بمجرد ان تكون للفضائيات أجندات متباينة فهي حرب يكون ضحيتها المتلقي خصوصاً المحايد كونه لا يعرف مدى صحة ما يقال اذ يصل أحيانا بالإعلام يذبح المواطنين من خلال بث خبر أو شائعة تؤثر عليهم من دون رحمة وخصوصاً وان أبناءنا الآن يؤدون الامتحانات النهائية وهي التي تحدد مصيرهم، وقد أثرت سلبا عليهم وفي النهاية علينا ان نتعلم الدرس وعدم الانجراف خلف تلك الشائعات.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة