غناء المنبعث من القصب

*نبيل نعمه الجابري

يفكرُ بالاستيقاظ
رأسهُ المنسي على السريرِ
يُصغي للوجع كوجبة صامتة
تُشوههُ لعنة الوقتِ كثيراً
تتلبسهُ النكباتُ
حتى تفشلَ ملاحمهُ في الصحو
ثمّة وجبةُ سعادةٍ واحدةٍ
وأفواهُ أناملهِ العشر يغلبها الجوعُ
للابتسام والمرح الأبيض
للعبِ والغناء
للجنونِ والتأمل
للوحدةِ حين تسعرُ بانعكاساتها
بالوجود من دونها وهذا الكونُ
رقعة هرمة
للكآبة تسدُّ جوعَ الأصابعِ
لم تعد المواسمُ تحركه
لم يعد يجيدُ خبز السعادة
أستنفدَ آخر العضلات العاملة بوجههِ
كي يشعرَ بالابتسام
سيكتفي بالنظرِ إلى كلِّ الوجوهِ التي يعرفُ
يسترجعها واحداً
واحداً
واحداً
كثيراً يُمعنُ فيها
علّه يتلبسُ أحدها
في لحظةٍ يَفرُّ فيها الوعي نحو مستودع أسحق
يتوالد فيه الصوت
غناءُ المنبعث من القصب
لا شيء سواي كنتهُ
أنا المنحوت بكل الوجوه التي عرفتُ
ناياً منذ الأبد

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة