احلام يوسف
كثيرا ما نتحدث عن الشخص المزاجي والمزاج المتقلب، واحيانا عندما نشعر بشيء من الحزن نقول اننا في حالة مزاجية لا تسمح لنا بأي شيء، وغالبا يمر المراهقون بمزاج متقلب بسبب التغييرات التي تطرأ على حيواتهم بكل تفاصيلها واشكالها.
والمزاج يختلف عن المشاعر، لان المشاعر محددة، كره او حب، حزن او سعادة، لكن المزاج اقل تحديدا منها، اضافة الى انه احيانا تنجم من دون محفز او مؤثر خارجي، فبمجرد ان نستيقظ نشعر احيانا بمزاج سيء.
يؤكد عبد الخالق طاهر الباحث بعلم النفس ان للنوم تأثير مباشر على الحالة المزاجية للشخص، فالنوم العميق يسهم بنحو عام بالاحساس بمزاج هادئ، اما قلة النوم والأرق فيتسببان بمزاج سيء او متقلب. وان المزاج السلبي يؤثر بتصرفات الشخص وبطريقة حكمه على الاشياء والاحداث، اضافة الى خطورته على صحة الشخص، فـ “كلنا نعلم اهمية الحالة النفسية في الاصابة او الشفاء من الكثير من الأمراض”.
وقال: “هناك دراسة قام بها نيدنثل وسيتيرلند استعمل فيها الموسيقى الحزينة ليحفز المزاج السلبي لدى الاشخاص الذين شاركوا بالدراسة، فكان ان وصف هؤلاء بعض الاشياء بسلبية عالية برغم من انها اشياء طبيعية واعتيادية، واثبت في هذه التجربة ان المزاج السيء يؤثر بنحو مباشر بحكمنا على المحيط بما فيه، من افراد واحداث واشياء”.
هل يحتمل ان صاحب المزاج السلبي يستجدي العواطف؟
-“نعم لكن مع الافراد الذين يقعون بالمزاج السيء بصورة فيها مبالغة، كأن يندب حظه على امور اعتيادية يمكن حلها بسهولة، وتهويل حالته المزاجية السيئة بطريقة يصيب من حوله بالقلق عليه، لكن لا ينطبق على الاشخاص الذين يمرون بمزاج سيء لأسباب عامة او غير محددة، لان هؤلاء يمكن ان يتغير مزاجهم بسرعة تماشيا مع أي حدث عام او خاص، واحيانا بمجرد سماعه موسيقى هادئة جميلة”.
وعن المزاج الجيد يقول طاهر: “عادة اصحاب المزاج الجيد ليسوا هم من يعيشون بترف او حياة هادئة، بل الاشخاص الايجابيين، فالمزاج الايجابي يجعلنا نفكر بطريقة اكثر جدية وهادئة تساعدنا على ايجاد الحل لأي مشكلة او عقبة تصادفنا ولا نكتفي بندب الحظ والاحساس بالكآبة”.
واضاف: “مجموعة من الباحثين قاموا بدراسة بدأت بمهمة تتطلب حلولا ابداعية ومبتكرة، ولوحظ ان اصحاب المزاج الايجابي لديهم قدرة اكبر على التركيز والانتباه، والوصول الى أي معلومة يمكن ان تفيدهم في اتمام المهمة بالصورة المثالية، لان اصحاب المزاج الايجابي عادة يكونون صبورين ولا يجزعون من اول فشل او كبوة في الحياة بنحو عام وفي اتمام المهمات تحديدا”.
كيف يمكن ان نساعد الشخص على الابتعاد عن المزاج السلبي؟
- “الأمر ليس خطيرا طالما في حدوده الطبيعية، فكلنا نصاب احيانا بمزاج سلبي او سيء، لكن نخرج من الحالة بسرعة. وفي حال لاحظنا ان الشخص يمر باضطراب مزاجي غالبا ولا يخرج من الحالة الا قليلا، فعلينا ان نفهم طبيعة ما يمر به، طبيعة حياته ومشكلاته بالعمل، ونساعده بعدة طرق، من خلال توفير اجواء هادئة ومريحة في البيت، نحاول ان نبعده عن متابعة الاخبار، والهائه اما باحاديث ممتعة او بسماع الموسيقى، او الخروج بنزهة عائلية، لان الاماكن المفتوحة والحدائق العامة تسهم بتعديل المزاج، فمنظر الاشجار ومشاهدة العائلات، والاوكسجين الذي نستنشقه وقت الظهيرة يمكن ان يضفي حالة مزاجية رائعة، اضافة الى انه صحيا، غاية الاهمية”.