مبادرة دفء تبشر بعام مقبل جميل

احلام يوسف
في مبادرة تشع علينا امل بان القادم افضل، اطلق مجموعة من الشباب في محافظة كربلاء مبادرة تتمثل بتعليق ملابس شتوية على الاعمدة للمحتاجين، بعد موجة البرد القاسية التي تشهدها اغلب مدن العراق، وتزامنا مع اعياد رأس السنة الميلادية.
مثل هذه المبادرات تبشرنا بأن العام المقبل يحمل لنا بعض التفاصيل الجميلة التي تثبت ان العراق ما زال فيه خير وافر، لكن القبح دائما يلطخ أي بقعة نظيفة فيشوه الصورة التي يسعى امثال هؤلاء الشباب الى تنقيتها.
في التفاصيل، علق مجموعة من الشباب المموسر في كربلاء معاطف شتوية على اعمدة الكهرباء وارفقوها بورقة كتب عليها “مبادرة دفء، خذها ان كنت تشعر بالبرد”، بعد ان اجتاحت موجة برد انحاء البلد وازدياد عدد المشردين.
صاحب الفكرة وأحد الداعمين لها علي الميالي كتب في تدوينة له: “في بعض الدول الأوروبية يقوم الناس الميسورين بوضع ملابس من معاطف الى بلوزات على الاشجار والاعمدة لتكون عونا للمحتاجين والمعوزين، فلم لا نقوم بالمبادرة نفسها في العراق”.
وأضاف، “في وقت الليل كنت أرى بعض الناس تنام في الشارع، وآخرين ينامون في عربات الدفع التي يعملون بها وقت النهار، فضلا عن أطفال يبيعون في الشارع، وجميعهم بحاجة الى جاكيت أو لفاف أو أغطية رأس”.
وتابع، “لكي ننشر هذه المبادرة، قررت اليوم وضع جاكيت ولفاف على أحد الأعمدة في الشارع، وأدعوكم جميعاً أيضاً إلى تنفيذ هذه المبادرة”.
ولاقت المبادرة دعم وتشجيع عدد من المواطنين، اذ قال مصطفى الجنابي من سكنة محافظة بغداد: شعرت بقشعريرة في جسمي وانا اقرأ عن هذه المبادرة الرائعة، ولأني اسكن في بغداد قررت ان ادعو اهالي المنطقة للقيام بالمثل واستجاب اغلبهم، واتفقنا ان نقوم بالمبادرة في احدى المناطق الشعبية التي تسكنها عائلات فقيرة.
اجد ان مثل هذه المبادرات تعزز من الروح الوطنية بين العراقيين، فعلي الميالي ورفاقه عندما قاموا بهذه المبادرة، لن يعرف المحتاج اسم او قومية او دين صاحبها، اضافة الى انها تثبت ان العراق بقدر ما فيه جهلة متخلفين ظلاميين هناك بالمقابل متنورين محبين للخير، كي لا يصابون شباب اليوم بالإحباط واليأس”.
وحيت الناشطة المدنية نسرين عبد الاله علي الميالي وقالت: “شكرا لعلي الميالي ولكل من رافقه ودعم فكرته، شكرا لهم لانهم زرعوا الامل فينا بان العراق لم يسقط بعد في الهاوية، خاصة وان المبادرة كأنها صحوة للعديد منا وتذكير بأن هناك محتاجين ينتظرون ان ننظر اليهم بعين الانسانية ونقدم لهم يد العون، فهؤلاء لم يمدوا ايديهم ويتسولوا حاجتهم ومثل هذه المبادرات تحفظ لهم كرامتهم، وتقويهم اكثر على مواجهة مصاعب الحياة..
شكرا مرة اخرى لعلي الميالي واتمنى ان تتوسع المبادرة لتشمل كل محافظات العراق ومدنه.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة