لم يكن لمهرجان الجونة السينمائي ان يظهر الى الوجود وام يحقق النجاح دورة تلو أخرى لولا الدعم الكبير من مؤسسه رجل الاعمال المصري نجيب ساويرس، حيث سخر الرجل كل الإمكانات المادية لانطلاق المهرجان في دورته الأولى ، والذي تصاعد مستواه وتميزه عن باقي المهرجانات من دورة لأخرى ، حتى في زمن جائحة كورونا كان التحدي الكبير بإقامة الدورة بعد ان تأجلت فعاليات العديد من المهرجانات العالمية والعربية المهمة ، والبعض منها أقيم على طريفة ألأون لاين .
ولكون الأموال لا تكفي وحدها لإقامة مهرجان متكامل من جميع النواحي التنظيمية والفنية ، فقد استعان الرجل بكادر من ذوي الخبير يقف في مقدمتهم المدير الفني للمهرجان الأستاذ انتشال التميمي ، الذي أخذ على عاتقة أختيار الكادر المرافق له ، والمتأتي من خلال خبرته السابقة في إدارة مهرجانات سينمائية مهمة.
في الدورة الأولى كان العبء المادي الكبير يقع على عاتق المؤسس نجيب ساويرس ، ومع توالي الدورات والنجاح التصاعدي للمهرجان، شارك العديد من الداعمين من شركات ومؤسسات مختلفة في دعم المهرجان ، وكذلك المشاركة في دعم صناع الأفلام السينمائية ، حيث بلغت جوائز المهرجان وحده على ما يزيد عن 220 الف دولار أمريكي، أضافة الى الدعم المادي لمنصة الجونة وجسر الجونة اللذان يدعمان الأفلام السينمائية لمرحلتي الإنتاج وما بعده.
ان ايمان القطاع الخاص بأهمية السينما وصناعة الأفلام هو السبيل الوحيد لتطور الصناعة السينمائية في أي بلد، فلون نظرنا الى الإنتاج السينمائي في مختلف دول العالم نجد ان أفلام القطاع الخاص هي التي نحقق النجاح ، كون السينمائيون هناك يؤمنون بان السينما صناعة وفن ، تخضع لحسابات السوق ودلالة شباك التذاكر، فهل يعي القطاع الخاص العراقي أهمية السينما ويقوم بدعمها والمشاركة في انتاجها والعمل على إيجاد الطرق السليمة لتوزيعها ، لنخلق سينما عراقية ممكن ان يتقبلها الجمهور وان تنافس في المهرجانات العربية والعالمية ، فمن الحزن ان لا نجد أي فلم عراقي قصير او طويل ، روائي او وثائقي يشارك في مهرجان سينمائي مهم مثل مهرجان الجونة السينمائية، او في غيره من المهرجانات.
ان هي الا دعوة للقطاع الخاص بان ينتبه لأهمية السينما ، فقد تكون مصدر ربح جديد لهم ، اذا ما نجحوا في إفي دعم صناعة السينما عراقية مع وجود سوق لتوزيعها.
كاظم مرشد السلوم